لا تبحثوا عن عنوان.. إنه الأهلى

لم يخطئ المدرب الكبير فوزى البنزرتى حين قال إن الأهلى لم يعد هو الأهلى، وإن أبوتريكة اعتزل ولم يعد يلعب مع الأهلى.. قالها شيخ المدربين التونسيين حين سألوه عما إذا كان يخشى أن يفوز الأهلى فى استاد رادس على الترجى الذى يقوده البنزرتى.. فالأهلى لم يكن أول أمس هو نفس الفريق ونفس الوجوه التى أدارت ولعبت وفازت كثيرا من قبل فى تونس.. وأبوتريكة اعتزل بالفعل ولم يعد أحد لاعبى الأهلى ونجومه الكبار..

لكن الذى لا يعرفه فوزى البنزرتى وآخرون كثيرون جدا سواء فى مصر أو تونس أن الأهلى ليس لاعبا بعينه أو مدربا يقوده للانتصار.. الأهلى هو الأهلى سواء كان يقوده هيديكوتى أو الجوهرى أو فايسا أو جوزيه أو حسام البدرى.. الأهلى هو الأهلى سواء كان يلعب له مختار التتش أو صالح سليم وطه إسماعيل وعادل هيكل، أو الخطيب ومصطفى عبده وإكرامى وثابت ومصطفى يونس وطاهر أبوزيد ومختار أو حسام حسن وسيد عبدالحفيظ وأسامة عرابى وربيع ياسين أو أبوتريكة وبركات ووائل جمعة أو حسام غالى ومتعب وأحمد فتحى ومعلول وشريف إكرامى، وكل الذين لعبوا للأهلى فى أجيال وأزمان مختلفة ومتتالية.. فالأسماء تتغير والوجوه تتبدل ويبقى الأهلى هو الأهلى بما يمنحه من قوة وثقة وكبرياء لكل من يلعب أو ينتمى له.. حتى جماهير الأهلى تبقى هى سر قوة الأهلى وسنده الحقيقى والدائم مهما اختلف أسلوب تشجيعها لفريقها بأغانيها وهتافاتها وشعاراتها.. ولست أريد أو حتى أحاول الانتقاص من قدر الفكر والجهد والتخطيط والإصرار وكل تلك المحاولات والنجاحات التى شهدها استاد رادس فى تونس أول أمس بقيادة حسام البدرى وانتهت بفوز كبير وجميل وغال للأهلى على الترجى فى بلده وعلى ملعبه وأمام جماهيره.. لكننى فى نفس الوقت لابد أن أقف أمام تاريخ طويل وقواعد تم تأسيسها باللون الأحمر يوما بعد يوم وجيلا بعد جيل..

فالمدرب الذى يقود الأهلى بمجرد استلامه لمهمته تصبح البطولة وانتصاراتها هى الهدف الأول وغالبا الأوحد لهذا المدرب مهما كان اسمه وتاريخه وتجاربه قبل الأهلى.. واللاعب الذى يرتدى الفانلة الحمراء قد تبقى موهبته هى نفس الموهبة القديمة التى امتلكها لكنه يضيف إليها الروح والعناد والإصرار والثقة فى النفس.. وإدارة الكرة سواء تسلمها صالح سليم أو عزت أبوالروس وحسن حمدى وصلاح حسنى وثابت البطل وسيد عبدالحفيظ ووائل جمعة..

تبقى واحدة بنفس الرؤى والاحترام والصدق والإخلاص.. وكذلك إدارة النادى نفسه سواء كان الرئيس هو عبدالخالق باشا ثروت أو عبود باشا والفريق مرتجى وصالح سليم والوحش وحسن حمدى ومحمود طاهر.. تبقى الأكثر التزاما بكل قواعد الأهلى حفاظا على أحلامه وطموحاته أو مكانته وبطولاته.. ويطول الكلام الذى لابد أن يقال وتكثر الأسماء التى لابد من التوقف أمامها طويلا لكى نصل إلى سر هذه الروح الحمراء وقوتها وصلابتها وانتصاراتها الدائمة أيضا.. لكن يمكن اختصار كل ذلك بعنوان واحد فقط.. هذا هو الأهلى.

المصري اليوم 2017-09-25