أزمة الروهينغا في ميانمار ودعم باكستان والصين متطرفين
جي بي سي نيوز :- دعوة ، مسعود أزهر، وهو مقاتل باكستاني (كشميري) مدرج على لائحة الخزانة الأميركية السوداء، الى نصرة الروهينغا تحرج باكستان والصين، وتساهم في تأجيج أزمة مسلمي ميانمار حركة المقاتلين المتطرفين، «الجهاديين»، في جنوب آسيا وجنوب شرقها. ويقال أن أزهر هو الاسم المستعار للسعدي، زعيم «جيش محمد...»، وهو مجموعة تحظرها الأمم المتحدة وباكستان، وهو قرع نفير الاستنفار في مجلة «القلم»، الصادرة عن المجموعة هذه.
وأدى القمع العميق لأقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار في الأسابيع الأخيرة الى نزوح 300 ألف شخص الى بنغلادش هرباً من العنف، وارتدادات الأزمة هذه سرت في العالم الإسلامي. فباكستان احتجت رسمياً ودانت أعمال العنف، وتظاهر آلاف الباكستانيين وغيرهم من المسلمين في مدن كثيرة. وباكستان تستضيف منذ عقود حوالى 55 ألف شخص من الروهينغا، ولا أمل لهؤلاء بحيازة جنسيتها. ولكن انضمام أزهر الى الاحتجاجات، وهو مقاتل سابق ضد السوفيات في أفغانستان متهم بالوقوف وراء هجوم العام الماضي على مطار باثانكوت الهندي العسكري، فاقم مشكلات باكستان والصين. وهو أجج الأزمة، وصب النار على الزيت حين مدح بن لادن. وهاجم أزهر الزعيم البوذي الميانماري المتطرف، آشن ويراثو، ووصفه بـالجبان الذي يستهدف مدنيين عزلاً وهو مرتاح في منزله في وقت إن بن لادن كان مقداماً لا يخشى مجابهة الإمبريالية العالمية.
وليست مشكلة باكستان والصين فحسب أن هذه المجموعة تستغل مسألة الروهينغا في وقت ينحسر «داعش» في سورية والعراق ويرد على الانحسار هذا بتوسيع عملياته خارج الشرق الأوسط. فالمقالة هذه تسلط الضوء على حماية الصين وباكستان زعيم مجموعة إرهابية لا تخفي دعمها «جهاديين» من أمثال (الراحل) بن لادن. ودرجت بكين على نقض أي قرار في مجلس الأمن يصنف أزهر بالإرهابي، نزولاً على طلب باكستان. وموقف العاصمة الصينية حرج. فرئيسها، شي جينبينغ، أجمع، أخيراً، مع رؤساء روسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، وفي سابقة من نوعها، على وصف مجموعات مقاتلة تدعمها باكستان بـ «خطر أمني إقليمي». ومقالة أزهر تلي دعوة «جبهة الدفاع الإسلامي» الإندونيسية الى «الجهاد» دفاعاً عن الروهينغا.
والدعوة هذه نفخت في مخاوف مِن تدفق مقاتلين أجانب الى إندونيسيا. ويؤذن تمرد واسع في ولاية راخين باندلاع جبهة ثانية ضد «الجهاديين» في جنوب شرق آسيا حيث القوات الفيليبينية تحارب منذ أيار (مايو) مجموعة موالية لـ «داعش» في ماراوي.
وسبق أن قال الشيخ أبو ابراهيم الحنيف، زعيم فصيل يوالي «داعش» في بنغلادش، في مقابلة مع مجلة «دابق» «الداعشية»، أن قواته تعد العدة لشن عمليات في بورما. والى اليوم، يبدو تهديد الحنيف كلمات فحسب. فهو قال أن قدرة «داعش» على شن هجمات في بورما هي رهن إطاحة حكومة بنغلادش، وهذا شأن زعم «داعش» تأجيل مهاجمة إسرائيل الى حين إطاحة رئيسي مصر وسورية. ودعوة «جبهة الدفاع الإسلامي» الإندونيسية تنزل على فتوى أصدرها علماء دين عرب وبنغلادشيون وهنود العام الماضي اعتبروا فيها أن مقاومة القوى المعارضة الإسلام مشروعة. ونقلت «ذي انديين إكسبرس» الهندية عن الاستخبارات الهندية أن « جيش محمد...» درب الروهينغا في معسكرات في بنغلادش، وأن خالد محمد، وهو عضو في منظمة «التضامن مع الروهينغا»، أقر في اعترافاته أمام الشرطة الهندية بأنه دُرِّب على إعداد المتفجرات. واعتُقل عضوان في هذه المنظمة في إندونيسيا في 2013 بتهمة التخطيط لمهاجمة سفارة ميانمار في جاكارتا.
وترمي مساعي تركيا وإندونيسيا الى إغاثة الروهينغا ومساعدتهم ودعوة بريطانيا والسويد مجلس الأمن الى الانعقاد للبحث في الأزمة هذه، ترمي المساعي هذه الى تقويض استغلال المتطرفين أزمة الروهينغا، واستباق تصعيد في ميانمار وفشو التطرف في أوساط الروهينغا. ولكن في غياب حل بنيوي وقمع دولي للمجموعات المتطرفة، لن يطول الأمر قبل أن يتحول مآل مسلمي ميانمار البنغاليين الى جرح لا يندمل يعزز خطاب المتطرفين.
هافينغتون بوست 2017-09-20
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews