لا شك أنَّ المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك كان من المساهمين في تأهل المنتخب السعودي إلى مونديال روسيا 2018، ولا يمكن أن نقلل من شأن المدرب أو عمله الذي قدمه لمجرد أنّه لم يتفق مع الاتحاد السعودي لكرة القدم على تجديد عقده والاستمرار في قيادة "الأخضر" خلال المونديال المقبل، لكن ذلك لا يمنع من التأكيد أن منتخبنا الوطني لم ولن يقف على مدرب مهما كان حجمه!.

بعيدًا عن كل الأمور التي تحدث عنها مارفيك لوسائل الإعلام الهولندية ومدى صحتها، ودون حتى أن أسمع من الطرف الآخر، يكفيني اعتراف المدرب الهولندي بلسانه بأنه رفض شرط اتحاد القدم السعودي بضرورة الاستقرار في السعودية خلال الفترة المقبلة، التي لا تحتمل استمرار عمل مارفيك في العيش في بلاده فترات طويلة وإدارة المنتخب بطريقة "الويرليس" كما كان يفعل خلال فترة التصفيات الطويلة، وهو اعتراف يدين مارفيك الذي أتى بهذا الشرط بما لم يأت به الأوائل، وكنت من أوائل المنتقدين لهذا الشرط الذي قبل به اتحاد القدم السابق، ووافق عليه مجبرًا اتحاد القدم الحالي بداعي ضيق الوقت وخطورة التغيير أثناء التصفيات.

مارفيك المتغطرس قال للإعلام الهولندي: "يريدون أن أستقر في السعودية خلال الفترة المقبلة، وهذا أمر غير قابل للنقاش، لا يمكن أن أبقى هناك طويلًا"، ونحن نقول لمارفيك: إن المنتخب السعودي لن يقف على استمراره، بدليل تعويضه خلال ساعات بمدرب بحجم واسم وسمعة الأرجنتيني إدغاردو باوزا، الذي لا يقل قيمة واسمًا في عالم التدريب عن مارفيك، والذي لم يشترط البقاء في إجازات طويلة مدفوعة الأجر في بلاده، بل سيبقى هنا ليعمل ويبحث ويحضر المنتخب للمونديال المقبل.

يبدو أن مارفيك يظن أنه أكبر من الكرة السعودية، ويجهل أن كرتنا على صعيد الأندية أو المنتخب الأول قد مرَّ عليها عدد من كبار المدربين الذين يفوقونه اسمًا وقيمة ومكانة وشهرة، ولم يسبق لأي منهم أن اشترط هذا الشرط الغريب، الذي دافع عنه وبرره للأسف في وقت سابق عدد من مسؤولي الاتحاد السابق والحالي.

أعود لأقول: إنِّي لست بصدد تناول ما ذكره مارفيك لإعلام بلاده عن اتهامات لمسؤولي الكرة السعودية بالتدخل في عمله، وهي اتهامات متوقعة من مدرب يرغب في تبرير عدم استمراره لوسائل الإعلام الأوروبية، ورمي الكرة في ملعب المسؤولين السعوديين، ليظهر بمظهر البطل الذي رحل لأنه رفض التدخلات، فيكفيني اعترافه بنفسه برفضه الاستقرار في السعودية كأي مدرب محترف يحترم عمله ويحترم الكيان الذي يدربه بمقابل مادي ضخم معفى من الضرائب لا يحلم به في أوروبا، وهو ما يكفي لأقول: "درب السلامة يا مارفيك"، وبالتوفيق لـ"الأخضر" مع مدرب يحترمه ويحترمنا ويحترم مهنته.

الرياض    2017-09-19