Date : 26,04,2024, Time : 01:43:43 PM
3899 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الاثنين 26 ذو الحجة 1438هـ - 18 سبتمبر 2017م 12:36 ص

لقاء ترامب نتنياهو: فرصة لتنسيق السياسة تجاه إيران

لقاء ترامب نتنياهو: فرصة لتنسيق السياسة تجاه إيران
نظرة عليا

جي بي سي نيوز :- لقاء نتنياهو ترامب على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة سيعقد على خلفية الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، والتوازي المحتم مع البرنامج النووي الإيراني. على إسرائيل ان تجري حوارا متواصلا وحميميا مع واشنطن حول التحدي الإيراني، الذي سيقوم على أساس فهم الوضع الاستراتيجي المتبادل لحليفتها في شرق آسيا. في إطار الحوار ينبغي بلورة رد مشترك وآلية استمرار التنسيق للتأكد من أن الدولتين تستغلان بالقدر الممكن قدراتهما حيال خصومهما وتستعينان بالدروس من الأزمة التي نشبت في شبه الجزيرة الكورية لضمان واقع مختلف حيال إيران.
في نهاية أيلول/سبتمبر، سيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرئيس دونالد ترامب في نيويورك، بينما في الخلفية الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. ومن شبه المؤكد أن الزعيمين سيبحثان في هذه الأزمة ودروسها لمنع انتشار السلاح النووي. والتوازي بين التحدي الذي يشكله للولايات المتحدة في البرنامج النووي لكوريا الشمالية والتحدي الذي يضعه أمامها البرنامج النووي الإيراني مفهوم: في الحالتين يدور الحديث عن نظامين يريان في الولايات المتحدة عدوا ايديولوجيا يهددهما. كوريا الشمالية وإيران خرقتا بشكل ممنهج المعايير الدولية، ضمن أمور اخرى من أجل تطوير قدرات نووية عسكرية. ولكن الحالتين ليستا متماثلتين. وتحليل الاختلافات بينهما مهم لفهم قيود التوازي، لا سيما للوقوف على ما يمكن تعلمه من حالة كوريا الشمالية وتطبيقه حيال طهران. فارق واحد بين تحدي كوريا الشمالية والتحدي الإيراني هو فارق حرج: لدى كوريا الشمالية سلاح نووي، فيما لا يوجد لدى إيران. فهي بعيدة نحو خمس حتى خمس عشرة سنة عن النقطة التي توجد فيها بيونغ يانغ اليوم، تبعا لوجود التزامات وفقا للاتفاق النووي الذي وقع في 2015. لهذا السبب، فإن الخيار العسكري سبيلا لمنع بيونغ يانغ من خلق توازن رعب متبادل حيال واشنطن ينطوي على خطر عال، لدرجة لا تحتمل، مقارنة ببديل مشابه حيال إيران.
اختلاف آخر هو الموقع الاستراتيجي للدولتين. فبينما تدعم كوريا الشمالية الخصم الأكبر للولايات المتحدة ـ الصين، ليس لإيران سند دولي مشابه. فالعلاقة بين بيجين وبيونغ يانغ يعقد الجهد الأمريكي بان التعاون من جانب الصين هو المفتاح لتشديد الضغط الاقتصادي والسياسي على نظام كيم يونغ أون. برغم السلوك العدواني للنظام في بيونغ يانغ فالصين ليست معنية بكوريا موحدة، تحت نفوذ أمريكي، لا تريد نشر قوات أمريكية على حدودها وتخشى انهيار نظام كيم، ما يؤدي إلى أزمة اقتصادية وتيار لاجئين إلى الصين. وبالتالي فإن عملًا أمريكيا غير منسق ضد كوريا الشمالية من شأنه أن يجر الصين أيضا إلى مواجهة، ويرفع بذلك ثمن التصعيد.
الاختلاف الثالث هو ميزان القوى بين كوريا الشمالية وحلفائها في المنطقة. فقد نجحت بيونغ يانغ بخلق ميزان رعب، يتضمن التهديد لدمار واسع النطاق لعاصمة كوريا الجنوبية، سيئول، من خلال آلاف المدافع، التهديد بالصواريخ والقذائف الصاروخية، وعلى رأسها تلك القادرة على حمل سلاح نووي. وحيال اليابان أيضا تمكنت كوريا الشمالية من خلق ردع، يعتمد على قدراتها الصاروخية والسلاح النووي الذي في حوزتها. ونتيجة لذلك، فإن حلفاء واشنطن في المنطقة يعارضون علنا خطوة عسكرية ضد كوريا الشمالية وعمليا يشكلون وسيلة ردع ولجم حيال الولايات المتحدة نفسها. أما في الحالة الإيرانية، فحلفاء واشنطن، إسرائيل والسعودية، تدفعان بالذات نحو اتخاذ سياسة أمريكية مصممة ضد طهران، بما في ذلك التهديد بالخيار العسكري.
تغيير آخر يعود إلى المجال الاستخباري. بعض من مصاعب الولايات المتحدة لطرح تهديد عسكري مصداق حيال كوريا الشمالية والصين لاقناعهما بتغيير سياستهما الحالية، مصدره في الثغرات في التغطية الاستخبارية للبرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية. فالاستخبارات الممتازة هي شرط ضروري لضربة ذات مغزى للبنية التحتية النووية لبيونغ يانغ، منظومة صواريخها وقدرتها على مهاجمة حلفاء الولايات المتحدة. أما غياب الاستخبارات الذي يسمح بتعطيل القدرات النووية لكوريا الشمالية فيمس بالنجاعة المرتقبة للخيار العسكري، يزيد احتمال الرد النووي من كوريا الشمالية، وعمليا يجعله غير ذي صلة. وارد الافتراض بأنه بخلاف حالة كوريا الشمالية، فإن التغطية الاستخبارية القائمة على البرنامج الإيراني جيدة وتسمح بخطوة عسكرية ناجعة، إذا ما تقرر تنفيذها.
وأخيرا، هناك اختلاف اجتماعي ـ ثقافي بين الدولتين. فعائلة كيم، التي تسيطر في كوريا الشمالية، صممت على مدى عشرات أعوام حكمها مجتمعا طائعا مغلقا، صمد في وجه ضغوط شديدة مقابل عقوبات دولية أضيفت إلى سنوات جفاف في التسعينيات أدت إلى وضع عانى فيه الملايين من الجوع. فالنظام الدكتاتوري المتصلب يمنع كل تشكل لمراكز قوى سياسية يمكنه أن تغير النظام أو سياسته. وبالمقابل، ففي المجتمع الإيراني تتاح معارضة سياسية للنظام، وإن كانت محدودة، وهو ليس مجتمعا مغلقا واقتصاده مرتبط بالعالم. والاحتجاجات التي اندلعت في الدولة في 2009 ضد محاولة تغيير نتائج الانتخابات في مصلحة الرئيس محمود أحمدي نجاد، الانتخاب للرئاسة في 2003 وفي 2017 لحسن روحاني، المرشح البراغماتي، وكذا توقيع الاتفاق النووي مع القوى العظمى ـ كل هذا يشير إلى حافة حساسية اقتصادية اجتماعية أدنى بكثير من تلك في كوريا الشمالية.
من شبه المؤكد أن إيران تتابع السلوك الأمريكي حيال كوريا الشمالية وتشد نحو واشنطن كي تتعلم كيف يمكن الدفع إلى الأمام بقدرة نووية عسكرية في ظل تقليص المخاطر المنطوية على إيران وعلى النظام نفسه. ومع ذلك من المعقول الافتراض أن في طهران أيضا يفهمون بأن الفوارق في قدرات التهديد العسكرية، في الوضع الاستراتيجي وفي الساحة الداخلية للدولتين، تشير كلها إلى أن حكم كوريا الشمالية ليس كحكم إيران، على الأقل طالما لا تحوز إيران سلاحا نوويا. فمن جهة، يفترض بهذا الاستنتاج أن يعزز في إيران الفهم بأن السلاح النووي يوفر باحتمالية عالية حماية ضد خطوة عسكرية أمريكية. ومن الجهة الأخرى، فإن الاختلاف بين حالة كوريا الشمالية وحالة إيران يكشف عن عناصر الضعف الإيراني، وعليه يمكن أن يشجع تصميما أمريكيا حيال إيران بهدف منعها من الحصول على هذا السلاح الاستراتيجي.
إن الفجوة الاستخبارية حيال كوريا الشمالية تشدد على اهمية التغطية الاستخبارية الواسعة والعميقة في حالة غيران. على إسرائيل أن تتأكد من أنه إلى جانب الرقابة الدولية على البرنامج النووي الإيراني المعلن، لديها قدرة تغطية استخبارية استكمالية بشأن النشاط الإيراني في المجال النووي في مواقع غير معلن عنها، عن النشاط في مجموعات السلاح وعن برنامج الصواريخ. يدور الحديث عن شرط ضروري للحفاظ على خيار عسكري مصداق حيال إيران وعمل ذلك بالذات حين يركز الاهتمام الاستخباري الأمريكي على شرق آسيا.
إن عموم هذا الاهتمام ومقدرات الساحة العسكرية والقيادة السياسية في الولايات المتحدة ستركز في السنوات القريبة المقبلة على هذا التحدي، إذ أن التهديد الكوري الشمالي أخطر وألح، يهدد مباشرة الولايات المتحدة وهو ذو آثار استراتيجية على مكانتها حيال الصين. وفي الوقت نفسه، فطالما بقيت إيران ملتزمة بالاتفاق النووي، تبقى طويلة الفترة الزمنية حتى تطور سلاحا نوويا، يمكنه أن يشكل تهديدا عسكريا مباشرا على الولايات المتحدة. وعليه، فمن المهم أن تفهم في القدس قيود هذا الاهتمام الاستخباري الأمريكي وآثار هذا الوضع على السياسة تجاه إيران.
هكذا مثلا، حيال النقاش الناشئ هذه الأيام في الولايات المتحدة حول إمكان مغادرة الاتفاق النووي، صرح رئيس الوزراء نتنياهو بأن «صفقة النووي مع إيران هي صفقة سيئة. إما أن تعدلوها أو تلغوها». على إسرائيل أن تمتنع عن طرح مواقف ليس فيها أجوبة واضحة وتفكير استراتيجي عن المعاني والبدائل في اليوم التالي لقرار أمريكي لمغادرة الاتفاق. برغم أن إسرائيل ترى في الاتفاق النووي مع إيران اتفاقا إشكاليا جدا، فغن مغادرة الاتفاق بمبادرة أمريكية تترك شرعية قليلة جدا لروافع الضغط الدولية، كالعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية وتستوجب على ما يبدو خطوة عسكرية ـ إذا ما عادت إيران إلى النشاط الكامل في المجال النووي. وقدرة إدارة ترامب على توفير رد شامل وشرعي لمثل هذا التطور محدودة جدا اليوم، طالما استمرت الأزمة في جزيرة الجزيرة الكورية، وعليه، فإن على إسرائيل أن تؤيد الحفاظ على الاتفاق طالما لم تتبلور استراتيجية مناسبة للتصدي لـ «اليوم التالي».
ومع ذلك، على إسرائيل أن تشدد في مواجهة إدارة ترامب على أهمية إطلاق رسالة لإيران تقول إن الولايات المتحدة لا تقبل تفسير طهران للمجالات «الغامضة» في الاتفاق. وفي الوقت ذاته، ينبغي التشديد مقابل الإدارة الأمريكية على الحاجة للعمل ضد التهديد الكامن في النشاط الإيراني في المجالات غير النووية التي لا تندرج ضمن الاتفاق ـ الصواريخ الباليستية، التآمر، دعم الإرهاب وإرساليات وسائل قتالية لمنظمات تعمل بتكليف من طهران وبرعايتها.
إن معالجة عموم التهديدات من إيران حرجة لأنه إذا ما قررت إيران «نفخ» استراتيجية بيونغ يانغ، فإنها ستعمل على بناء قدرة عسكرية تقليدية تهدد إسرائيل   بدمار واسع النطاق وسيلة للجم واشنطن، بعد أن يصل الاتفاق إلى سنته الأخيرة. عمليا، تسعى إيران منذ اليوم على تطوير ميزان كهذا، وهي تفعل ذلك بوساطة حزب الله ـ الذي من شأن قدراته العسكرية المحسنة أن تجبي من إسرائيل ثمنا باهظا في حالة مواجهة عسكرية، وكذا من خلال وجود المنظمات التي هي فروع إيران ومليشيات شيعية نشطة في سوريا، وتسليح حماس بسلاح متقدم. هكذا، عندما ينتهي مفعول القيود المركزية على البرنامج النووي الإيراني، ستقف إسرائيل في مواجهة تهديدات تقليدية ذات مغزى في جبهتين او ثلاث جبهات. في مثل هذه الحالة، فإن المعضلة بين التسليم بقنبلة إيرانية وخطوة عسكرية ضدها، على كل معانيها الأخرى، ستكون أقسى بكثير مما هي عليه اليوم. هذا الاستنتاج يشير إلى جانب آخر من التهديد المحدق من الوجود الإيراني في سوريا ويشدد على الحاجة لمنعها من بناء قدرات عسكرية ذات مغزى ومتطورة في هذه الدولة مثلما فعلت في لبنان. 
عندما يصل رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة سيجد إدارة مشغولة أولا وقبل كل شيء بالأزمة حيال كوريا الشمالية (وبمسائل داخلية مشتعلة). في واشنطن يتصدون لتحديات لم يشهد لها مثيل في يوبيل السنوات الأخيرة في شمال شرق آسيا. والمس بمكانة الولايات المتحدة في هذه المنطقة، التي هي في أهمية عليا بالنسبة لها، سيؤثر في مكانتها ومصداقيتها كحليفة في باقي مناطق العالم. على إسرائيل أن تدرس كيف يمكنها أن تدعم الولايات المتحدة في الساحة الدولية من خلال المساهمة في المعرفة والتجربة الإسرائيلية في مكافحة البرامج اليومية وفي مجال الدفاع الناجع ضد الصواريخ. وعلى الأقل، عليها أن تمتنع عن فرض المصاعب على الولايات المتحدة، في ظل الحفاظ على مصالحها الحيوية حيال التهديد الإيراني. وعليه، فثمة حاجة لحوار متواصل وحميم بين القدس وواشنطن، يقوم على أساس فهم الوضع الاستراتيجي المتبادل لحليفتها. وفي إطاره يجب بلورة رد مشترك وآلية استمرار التنسيق للتأكد من أن الدولتين تستغلان بالقدر اللازم قدراتهما حيال أعدائهما، وتستعينان بالدروس من الأزمة الناشبة في شبه الجزيرة الكورية كي تضمن واقعا مختلفا حيال إيران. لقاء ترامب ـ نتنياهو سيكون فرصة مهمة لبلورة هذه التفاهمات وإقامة آلية ناجعة دائمة لتنسيق السياسة الناشئة عنها.

نظرة عليا  2017-09-18

صحافة إسرائيلية 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد