هل نجحت إسرائيل في الأمم المتحدة؟
جي بي سي نيوز :- التقارير عن موقف سلبي من مؤسسات الأمم المتحدة تجاه إسرائيل لا تنقص. هكذا، بُشرنا في أشهر الصيف بتجاهل اليونسكو لعلاقة إسرائيل بمواقع التاريخ والتراث للشعب اليهودي وبقرار مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تشكيل «قائمة سوداء» للأعمال التجارية التي تعمل في المستوطنات. غير أن فحصا معمقا أكثر للتطورات في ساحة الأمم المتحدة بالنسبة لإسرائيل في الصيف الأخير يوازن الصورة.
في بداية الصيف وصلت لزيارة أولى إلى إسرائيل سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي. في زيارتها، كانت هيلي، التي تعمل بشكل علني ومغطى إعلاميا في مصلحة تحسين مكانة إسرائيل في الساحة المركبة للأمم المتحدة كانت شاهدة على الواقع الإسرائيلي المركب في الساحة الشمالية والجنوبية. بعد أسابيع من الزيارة وصل في زيارة رسمية أولى أيضا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش.
وتناولت التصريحات المتوقعة للأمين العام أهمية حل الدولتين للشعبين صيغة لإنهاء النزاع، والتزامه بمكافحة مظاهر اللاسامية المختلفة. إضافة إلى ذلك، حبذ غوتريش أن يتناول أيضا فكرته التي تقول إن معارضة حق إسرائيل في الوجود مثلها مثل اللاسامية، وإن إسرائيل تستحق معاملة عادلة في الأمم المتحدة بالضبط مثل باقي الدول الأعضاء في المنظمة.
في الأسبوع الماضي بدأت في الأمم المتحدة أعمال الجمعية العمومية الـ 72، فيما يتولى سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون، منصب نائب رئيسها. وقد انتخب دانون للمنصب من الدول الأعضاء في المنظمة وهو السفير الرابع لإسرائيل في الأمم المتحدة الذي يتمتع بهذا الشرف.
وفارق السنين المتقلص بين انتخاب سفراء إسرائيل لهذا المنصب ـ آبا ايبان (1953)، دان غيلرمان (2005) ورون بروشاور (2012) ـ يمكن ربما أن يلمح لشيء ما عن المكانة المتحسنة لإسرائيل في المنظمة. وينبغي أن يضاف إلى هذا أيضا اختيار دانون العام الماضي لمنصب رئيس اللجنة القانونية في الأمم المتحدة ـ اختيار يشكل سابقة لمندوبي إسرائيل في المنظمة. يحتمل ألا تكون الأمم المتحدة مكانا كله شر وعداء تجاه إسرائيل.
يبين فحص لجدول أعمال الجمعية العمومية الحالية بأن إسرائيل ستكون في بؤرة عدة مداولات، بما في ذلك في موضوع المسألة الفلسطينية.
علامات طريق مهمة في انعقاد الجمعية تحت هذا الموضوع تتضمن قرارا باستخدام اصطلاح «فلسطين» وليس «م.ت.ف» في التعاطي مع الفلسطينيين، تحديد 29 كانون الثاني/ يناير اليوم السنوي الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ورفع مستوى مكانة فلسطين في الأمم المتحدة من كيان مراقب إلى دولة مراقبة ـ الخطوة التي توسع سلة الأدوات الفلسطينية للعمل ضد إسرائيل في الساحة الدبلوماسية.
على جدول الأعمال هذه السنة يوجد تمكين للساحة الفلسطينية الدبلومسية ضد إسرائيل في ضوء إحباط الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الجمود السياسي، غياب استعداد أمريكي لجدب البناء الإسرائيلي في المستوطنات وغياب الدعم الأمريكي العلني لحل الدولتين.
صحيح أنه من الأسهل فحص التطورات المرتقبة تجاه إسرائيل في الأمم المتحدة من زاوية نظر «كل العالم ضدنا» في ظل التعاطي مع الخطوات ضد دولة إسرائيل كـ «لاسامية» بحد ذاتها»، ولكن نجاحات إسرائيل في ساحة الأمم المتحدة تعكس واقعا آخر.
إلى جانب ذلك، ينبغي أن نأخذ بالحسبان أن واقعا تعيش فيه إسرائيل في نزاع عديد السنين مع الفلسطينيين يشكل مصدر تأثير مهم في مكانتها الدولية بشكل عام وفي الأمم المتحدة بشكل خاص.
معاريف 2017-09-18
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews