مفترق حماس
جي بي سي نيوز :- بينما ينهي الجيش الإسرائيلي المناورة الكبرى في الشمال، مثلما في كل مناورة، بانتصار ساحق على العدو، يعدو تركيزه إلى المناطق مع حلول أعياد تشرين الأول. فخليط عشرات آلاف الإسرائيليين الذين سيزورون القدس، بما في ذلك في الحرم، مع خطاب كفاحي سيلقيه أبو مازن في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة ـ من شأنه أن يوقظ مجددا أجواء العنف والعمليات. لقد فقد عباس في الأشهر الأخيرة الثوابت الأخيرة التي كانت لا تزال له. فهو لا يؤمن بأن بوسع الإدارة الأمريكية الحالية أن تشكل وسيطا نزيها بينه وبين إسرائيل وهو يخاف جدا قانون «تايلر فورس»، الذي يسمى على اسم الطالب الأمريكي الذي قتل في عملية في يافا، ويفترض به أن يوقف الدعم الأمريكي للسلطة الذي يبلغ 500 مليون دولار.
منذ أحداث الحرم في تموز/ يوليو، لم يعد التنسيق الأمني الناجع الذي كان بين إسرائيل وأجهزة السلطة الفلسطينية إلى حاله. فلم تعد لقاءات مباشرة لقادة الألوية من الطرفين ومحافل المخابرات بل مجرد تنسيق محدود عبر مكاتب الارتباط، وهذا يزيد أكثر فأكثر التخوف من المواجهة. عباس نفسه غير معني بمواجهة عنيفة في المناطق ولهذا فإنه يشدد الضغط على غزة على أمل أن تنشأ مواجهة تدفع خصميه ـ حماس وإسرائيل ـ إلى النزف.
لقد قلص عباس منذ الآن نحو الثلث من 1.4 مليار دولار يحولها إلى القطاع كل سنة ويأمل بأن يقلص أكثر من ذلك حتى نهاية السنة الحالية. وفي إسرائيل واعون لمعنى ذلك، ولكن لسبب ما ينظرون إلى هذه الخطوات من دون أن يفعلوا شيئا.
إن من يستمع إلى حماس يمكنه أن يسمع بأن المنظمة توجد اليوم على مفترق طرق. فهي تنظر حواليها وتتبين أنه لم يعد لها أب وأم ـ والمساعدة التركية تقلصت، وليس لطيفا لها أن توجد في حضن إيران حين يقتل رجال إيران إخوانها السُنّة في سوريا. زعيم حماس في الضفة، حسن يوسف، الذي تحرر لتوه من 22 شهرا في الاعتقال الإداري سارع إلى أن ينشر في «جيروزاليم بوست» اقتراحا لوقف نار طويل المدى. أما في إسرائيل، كالمعتاد، فلا ينصتون. قبل عشرين سنة أيضا، في بداية أيلول/سبتمبر 1997، لم ينصتوا. في حينه رفع الراحل الملك الأردني الحسين اقتراحا من حماس بهدنة ثلاثين سنة مع إسرائيل، ولكن عندنا كانوا مشغولين بالتخطيط للتصفية الفاشلة لخالد مشعل.
مرت أكثر من ثلاث سنوات منذ أطلقت حماس في غزة رصاصة أو صاروخا نحو إسرائيل. ثلاث سنوات ومنظمة تدّعي أنها هي القائدة لمقاومة الفلسطينيين ـ تضع سلاحها جانبا. إذا ما سرنا في السنة القريبة المقبلة نحو مواجهة أخرى وزائدة في غزة ـ فسيكون هذا بسببنا أكثر مما هو بسببهم.
معاريف 2017-09-16
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews