ما كشفه فعنونو لم يلحق بإسرائيل أي ضرر أمني بل منحها صورة الدولة القوية
جي بي سي نيوز :- في أيار/مايو 2016 رفعت ضد جاسوس الذكرى مردخاي فعنونو لائحة اتهام. التهمة: خرق (مرة أخرى) شروط تسريحه. صغير على فعنونو، بعد أن نجا من نية الموساد تصفيته في 1986 وقضى 18 سنة في السجن، معظمها في العزل. ناهيك عن سنوات حياة في العار وازنتها حملة تأييد دولية، بما في ذلك جوائز على إبداء الشجاعة في تبليغه العالم عن قدرة إسرائيل النووية.
القصة معروفة: فعنونو فني نووي في ديمونا، سرب لوسائل إعلامية في الخارج أسرار ديمونا، بما في ذلك أدلة مصورة. والعقاب الحالي على خرق شروط التسلح كان 120 ساعة خدمة، سينهيها في الأيام القريبة المقبلة. ربما صغير على فعنونو، ولكن كبير علينا. لِمَ مات؟
قبل تحرره من السجن في 2004، كنت مصادفة لدى يحيئيل حورب، رئيس دائرة الأمن في وزارة الدفاع. تحدثت معه عن كيف تحول من شخص عادي إلى رئيس الدائرة، التي كانت مسؤولة عن حبسه وشروط تحرره لاحقا. أعطوه بطاقة سفر باتجاه واحد، هكذا اقترحت على حورب وانسوا هذه القصة. أما حورب، الذي كان تجسيدا للفكر الذي ساد العصر فقال: «ما الدعوة، سنحتجزه إلى أن يكون واضحا بأن ليس منه أي خطر». الخطر الذي تحدث عنه حورب كان أن مجرد وجود فعنونو في العالم كفيل بان يبعث مطالبة بالرقابة على البرنامج النووي الإسرائيلي. هذه ترهات، بالطبع، أصبحت على مدى السنين هذيانا بيروقراطيا بقيادة الشرطة، المخابرات، النيابة العامة والمحاكم. وكلهم يختبئون تحت المظلة الحقيقية لأسرار النووي.
إن السبب الذي بناء عليه، تلقى فعنونو عقوبة بـ 120 ساعة خدمة كان لقاؤه في 2013 مع مواطنين أمريكيين في فندق في شرق القدس، برغم الأمر الذي يحظر عليه إجراء أي اتصال مهما كان مع مواطنين أجانب من دون تلقي الإذن. افيغدور فيلدمان، محاميه، قال (لنيسين مشعل): «هذه إحدى لوائح الاتهام الأكثر هذيانا سبق أن رأيته. فاللقاء مع «الأجانب»، الأمريكيين، عقد في 2013 ولم يكن فيه شيء».
بالنسبة لمادة اتهام أخرى ـ الانتقال إلى شقة أخرى بلا تبليغ عن ذلك ـ التي برئ فعنونو منها، قال فيلدمان إنها «إحدى المواد الأكثر سخفا: فعنونو أخذ أريكته وخزانته وانتقل من الطابق الثاني إلى الطابق الثالث حيث يسكن، وعلى الفور رفعت بحقه لائحة اتهام. الشقة ليست عنوانا. الشقة هي شقة، وهذا ببساطة سخيف».
وعن التهمة الثالثة ـ التي بموجبها اجرى لقاءً صحافيا سريا مع القناة 2 وبرئ فعنونو منها أيضا، قال فيلدمان: «هذه ليست قناة سرية ما لمحبي القنابل الذرية، بل نشرة أخبار مركزية. كل مقابلة تجتاز رقابة وكل ما نشر مر بإذنها. والآن فجأة يتذكرون بأن يرفعوا ضده لائحة اتهام على اقوال قالها ويشددون على أنها نشرت من قبل ايضا. هذه ليست امور جديدة».
قبل سنتين طلب فيلدمان من محكمة العدل العليا إلغاء قضية أوامر اللواء التي توقع صبح مساء وتمنع فعنونو من السفر إلى الخارج. فضلا عن الشؤون القضائية، وفي نظرة إلى الوراء يتبين أنه لم يلحق بدولة إسرائيل أي ضرر أمني عقب ما كشف عنه فعنونو. وربما حتى ربحنا صورة الدولة القوية. في هذه الأثناء تزوج فعنونو من شابة نرويجية اختصت في دراسات التوراة. والآن، حين ينهي فصل التنكيل الأخير، حان الوقت لتركه لحاله.
هآرتس 2017-09-14
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews