أمل في أمريكا وخيبة في أفريقيا
جي بي سي نيوز :- هبط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس في الأرجنتين، الهدف الأول في زيارته التاريخية إلى أمريكا اللاتينية. وبالتوازي خيبة في إسرائيل بعد أن قرر رئيس طوغو تأجيل القمة الإسرائيلية الأفريقية التي كان يفترض أن تعقد في لوما، عصامة طوغو الشهر المقبل.
برغم الأهمية الاستراتيجية للأرجنتين في الساحة الدولية، فإن زيارة نتنياهو إلى هذه الدولة هي زيارة رمزية. فهو سيلتقي اليوم رئيس الأرجنتين ماريسيو ماكري، وأن مجرد اللقاء يتاح ضمن أمور أخرى من تغيير سياسة حكومة الأرجنتين تحت حكم ماكري، الذي يتبنى أراءً محافظة بل والتقى مع نتنياهو في إسرائيل قبل انتخابه. يعتبر ماكري في إسرائيل صديقا بل وأعلن بأنه سيلغي مظاهر التعاون مع إيران، التي تحسنت جدا في زمن حكم الرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر، التي حافظت على مسافة عن القدس. وبالفعل، منذ تسلم ماكري مهام منصبه، تقلص النفوذ الإيراني في الدولة الجنوب أمريكية، بينما تحسن شبكة العلاقات مع إسرائيل، ولقاء اليوم هو ثمرة المحادثات المسبقة.
من المتوقع لإسرائيل والأرجنتين أن توقعا عدة اتفاقات للتعاون في مواضيع التجارة، الأمن الداخلي وكذا في موضوع الأرشيفات المرتبطة بفترة الكارثة وما بعدها. وحسب تقارير في الأرجنتين سيقدم ماكري لنتنياهو وثائق تتعلق بفترة حكم الرئيس خوان بيرون والتعاون الذي أقامه حكمه مع رجال النظام النازي بعد الحرب العالمية الثانية، ممن فر الكثيرون منهم إلى الأرجنتين في أعقاب غياب اتفاقات تسليم مع الدول الغربية. هذا وشارك نتنياهو أمس في احتفالين. الأول في ميدان السفارة الإسرائيلية الذي تضرر في العملية في عام 1992، حين قتل 29 شخصا. وبعد ذلك شارك في احتفال الذكرى لقتلى العملية في مقر الجالية اليهودية في عام 1994 حيث قتل 85 شخصا. ورافق رئيس الوزراء في رحلته أبناء عائلات الدبلوماسيين الإسرائيليين الذين قتلوا في تلك العملية. وانتهى أول يوم لنتنياهو في القارة في حدث خاص أعدته له الجالية اليهودية في مقرها. يواصل نتنياهو يوم الأربعاء عقد لقاء قصير من ثلاث ساعات مع رئيس كولمبيا خوان مناويل سنتوس، حين يكون التشديد في اللقاء معه على التعاون وتطوير السياحة بين الدولتين. وبعد ذلك يواصل نتنياهو إلى المكسيك حيث ينتظره لقاء سياسي مهم مع الرئيس انريكه بانيا نيتو. ولهذا اللقاء آثار اقتصادية إلى جانب الرغبة في البث للجالية اليهودية بأن حادثة التغريدة المؤيدة لإقامة السور بين الولايات المتحدة والمكسيك باتت خلفهما. وانضم إلى نتنياهو 30 من رجال الأعمال الإسرائيليين من مجالات مختلفة وسيلتقون مندوبين رسميين من الثلاث دول بهدف تعميق العلاقات الاقتصادية.
علاقات على مستوى إعلامي متدنٍ
وفقا لبيان وزارة الخارجية أمس، فإن تأجيل القمة الإسرائيلية الأفريقية كان طلبا من الرئيس طوغو، باورا غانيسنغبا، وبعد التشاور المشترك تقرر بالفعل أن يكون تأجيل. في بيان نشره مكتب غانيسنغبا جاء إن «رئيس طوغو شدد على أن ضمان نجاح الحدث المهم يحتاج استعدادات مهمة وتمهيدات معقدة». فور نشر أمر التأجيل ثار السؤال ما هو الدافع الحقيقي خلفه. وحسب مسؤول كبير في وزارة الخارجية، ينبع التأجيل من مشاكل داخلية في طوغو. وعلى حد قوله، فمنذ أسابيع تنعقد في الدولة مظاهرات عاصفة ضد الرئيس غانيسنغبا في أنه يواصل حكم أبيه، وعمليا تحكم هذه السلالة العائلية الدولة منذ خمسين سنة. ويطالب المتظاهرون بتحديد الرئيس لمدة ولايته واجراء «انتخابات حقيقية». إضافة إلى ذلك، ثارت تساؤلات في أنه يحتمل أن يكون ضغط من الدول العربية هو الذي أدى إلى إلغاء القمة بمشاركة إسرائيل. في حزيران من هذه السنة حاولت سورية منع مشاركة إسرائيل في قمة الدول وكذا غدوها مراقبة في منظمة الدول الأفريقية. في هذه الخطوة اصطدمت سورية بعدم الاكتراث من جانب طوغو التي لم تستجب لطلبها، ولكن يحتمل الآن في ضوء الأزمات الداخلية سعت طوغو للإبقاء على الهدوء في علاقاتها مع الدول العربية.
في هذا الصيف زار رئيس طوغو إسرائيل ولكن الزيارة بقيت على مستوى إعلامي متدنٍ. في إسرائيل يفهمون بأنه بالنسبة لطوغو، حيث تعيش أقلية إسلامية لا يعد التقرب من إسرائيل أمرا عاديًا. وفي القمة «الإسرائيلية الأفريقية» للتكنولوجيا العليا، الإعلام، الزراعة والأمن، كانت ستشارك 14 دولة أفريقية. وبالنسبة لوزارة الخارجية ورئيس الوزراء كانت هذه إحدى لحظات الذروة الدبوماسية التي سيكونون قد حققوها هذه السنة.
في السنوات الأخيرة زار نتنياهو أفريقيا مرتين. في صيف 2016 زار رواندا، كينيا، أوغندا واثيوبيا. كما دعي ليحل ضيف شرف على قمة الدول الأعضاء في المنظمة ECOWAS في ليبريا في حزيران/ يونيو من هذه السنة.
معاريف 2017-09-13
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews