خيارات حماس: عصيان مدني أو حرب مع إسرائيل
جي بي سي نيوز - : ذكرت جريدة معاريف الثلاثاء أن وضع الكهرباء في قطاع غزة لا يسير في الأسابيع الطويلة الماضية على ما يرام، فالمواطنون الغزيون يتلقون الكهرباء ساعات قليلة، ثم تنقطع لساعات طويلة، لا يستطيعون خلالها استخدام أجهزتهم الكهربائية، بما فيها شبكات المياه والمجاري. ولا شك أن هذا الوضع يؤثر بصورة مباشرة على مقدرة السكان للعيش كبقية البشر، والعمل بصورة روتينية وطبيعية.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته جي بي سي نيوز : إن الجهات المسؤولة عن هذه الأزمة الإنسانية هم الفلسطينيون أنفسهم، وبشكل خاص منظمة حماس المسؤولة عن كل ما يحدث في القطاع، لكنها تكرس جل اهتمامها لأمور تعتبرها أكثر أهمية. ويبدو أن قيادة حماس تضع الجماهير في غزة في أدنى سلم الأولويات، فالأموال التي تخصص لرفاهية الجماهير كثيرا ما تذهب لدعم الإرهاب. في وظل كل هذا الوضع السيء يدخل أبو مازن الصورة ليقلص ربع المساعدات التي تمنحها السلطة الفلسطينية لقطاع غزة والبالغة 1.5 مليار دولار سنويا، مما أدى إلى تناقص جديد في عدد ساعات الكهرباء المقدمة إلى السكان، بل لقد هدد خلال اللقاء الذي أجراه معه أعضاء كنيست من حزب ميرتس بقطع باقي المساعدات. ولا شك أن الأمور في هذه الحالة ستصبح أصعب. إن النزاع المتواصل بين قيادة حماس التي تسيطر على القطاع وبين السلطة الفلسطينية يمس بصورة أساسية بسكان القطاع. وتشير التقديرات الإسرائيلية أنه كلما تفاقمت الأزمة الإنسانية في القطاع، كلما أصبح من الممكن الزج بإسرائيل إلى هذا الوحل في صورة مواجهة مع حركة حماس.
وذكرت الجريدة أن الجهات الأمنية تعتقد منذ فترة طويلة: أن الأوضاع الاقتصادية البائسة في القطاع قد تفضي إلى مواجهة عسكرية جديدة بين حماس وإسرائيل، أو إلى عصيان مدني عام. ولا شك أن بمقدور حركة حماس صاحبة السيادة في القطاع أن تصب غضبها في صورة عمليات إرهابية ودهورة الوضع الأمني للتغطية على عدم مقدرتها على مواجهة المشاكل الاجتماعية القائمة في القطاع. وهناك من يعتقد أن حرب الصخرة الصلبة نشبت على خلفية مدنية، وأن الحرب القادمة ستنشب أيضا على خلفية مدنية. فحينما تشعر حماس أن الأرض باتت ملتهبة تحت أقدامها، وأن الجماهير شديدة الغضب جراء عدم تمكن حماس من إدارة حياتهم وأوضاعهم بصورة عادية، فقد يدفعها ذلك لاختيار دفع الوضع نحو التصعيد الأمني لإرضاء سكان القطاع، وجعلهم ينسون مشاكلهم المدنية وسط دوي مدافع الحرب.
المصدر : جي بي سي نيوز - ترجمة خاصة
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews