معاريف : نبوءة الملك عبد الله الثاني حول الهلال الشيعي تتحقق
جي بي سي نيوز - : ذكرت جريدة معاريف أن الزيارة التي قام بها رئيس هيئة الأركان الإيراني محمد بكري لتركيا تثير قلقا في إسرائيل، وذلك إزاء توطيد الجهود الإيرانية لتعزيز وجودها على الحدود الإسرائيلية الشمالية، وخشية أن تنخرط تركيا أيضا في هذه الجهود. إن هذه الزيارة تعتبر بمثابة أول زيارة تقوم بها شخصية رفيعة من هذا القبيل لأنقره منذ ثورة الخميني عام 1979، حيث أن تلك الثورة صعدت التوتر بين الدولتين. كما أن الدولتين دعمتا خلال سنوات الحرب الأهلية الستة في سوريا أطراف متصارعة، حيث دعمت تركيا المتمردين، وطالبت بإزالة الأسد من السلطة، في حين أن إيران ساعدت الأسد على البقاء في السلطة.
وتفيد تقارير وسائل الإعلام التركية أن المحادثات التي أجراها بكري ومفتش عام الشرطة المرافق له تمحورت حول ما يدور في سوريا، وعكست الاستعداد التركي للتعاون مع أعدائها السابقين مثل روسيا وإيران. وقد اجتمع بكري مع نظيره الإيراني ومع الرئيس أردوغان.
ونسبت الجريدة التي ترجم تقريرها موقع جي بي سي نيوز إلى الدكتور دوري جولد مدير عام وزارة الخارجية السابق قوله: "إن الزيارة تعتبر بمثابة تطور سيء ويجب أن تثير قلقا لدى إسرائيل. إن الإيرانيين يسعون لتعزيز تأثيرهم بجميع الوسائل الممكنة، ويبذلون جهودا كبيرا من أجل فتح ممر بري من إيران عبر العراق وسوريا وحتى حزب الله في لبنان، وإذا نجحت إيران في تعميق العلاقة العسكرية مع الدول في منطقتنا، فهذا ليس جيد. لقد شهدنا في السابق أعداء مريرين على استعداد للتعاون بصورة مؤقتة من أجل تحسين مصالحهم المشتركة، لذا فإن هذا الوضع هو بمثابة تطوير غير جيد يتطلب متابعة".
وذكرت الجريدة أن بكري اجتمع خلال لقائه مع الرئيس الإيراني أردوغان، وقدم له صورة لإمكانية تحسين العلاقات بين الدولتين، وقد قال في التليفزيون الإيراني حال وصوله إلى تركيا: "أخذنا بعين الاعتبار التطورات الأمنية الأخيرة، فإن الحفاظ على الحدود ومحاربة الإرهاب كان يتطلب القيام بهذه الزيارة".
لقد تعاونت الدولتان مع روسيا عبر صفقة نفط وغاز طبيعي، حيث وقعت شركتان روسية وتركية مع صندوق الاستثمار الإيراني على صفقة خلال الأسبوع الحالي من أجل التنقيب عن النفط والغاز في إيران. وتبلغ قيمة الصفقة سبعة مليارات دولارا، مما خلق مصالح مشتركة واضحة بين الدول الثلاثة.
إن تحسن العلاقات التركية الإيرانية يثير الكثير من المخاوف بشأن قيام تواصل شيعي بري في الشرق الأوسط من الخليج وحتى الحدود الشمالية لإسرائيل، وقد حذر رئيس الموساد الإسرائيلي من ذلك بالحديث عن "الهلال الشيعي" الممتد من إيران عبر العراق حتى سوريا ولبنان. ولم يكن رئيس الموساد الإسرائيلي هو أول من تحدث حول ذلك، بل كان الملك الأردني عبد الله هو الذي تحدث عن خطر السيطرة الإيراني على الشرق الأوسط فور سقوط صدام حسين. فقد أعرب الملك عبد الله خلال الزيارة التي قام بها لواشنطن عام 2004 عن قلقه من إقامة حكومة عراقية تتعاون مع إيران، ودمشق وبيروت، وتخلق تواصلا شيعيا يلقي بظله الاقتصادي والأمني على المنطقة كلها. وها هي نبوءة الغضب التي أطلقها الملك تتحقق بعد مضي ثلاث عشرة سنة.
المصدر : جي بي سي نيوز - ترجمة خاصة
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews