بيئة العمل في مملكة الإنسانية كتاب مفتوح لكل الفئات البشرية بصرف النظر عن جنسياتهم أو انتماءاتهم، وهذا إن كان يحسب للوطن إلا أن ذلك يحتاج لإعادة تقييم، في ظل ما يتكشف من ارتكاب البعض منهم جرائم في حق الوطن ودخول فئة أخرى في مناكفات علنية مع المواطن، آخذا في الاعتبار التزايد المخيف لأرقام البطالة بين أبناء الوطن وأفضلية أحقيتهم في فرص العمل في وطنهم.

بالطبع لست هنا ضد من يقصد بلادنا من أجل العمل ولقمة العيش بالطرق المشروعة، بل ازعم أننا في حاجة لخدمات من يأتي إلينا بقصد العمل وننظر له كضيف وشريك في التنمية ونقدر خدماته قبل حاجته للعمل، طالما التزم بأنظمة الإقامة والعمل؛ لكنها الغيرة الوطنية النابعة من ما تنص عليه القوانين من وجوب التزام المقيمين بأنظمة الوطن ومراعاة قيم المجتمع واحترام تقاليده ومشاعره، وما تقرره أنظمة العمل من مبادئ وبرامج في سوق العمل لصالح المواطن، مما يوجب علينا التذكير بعدم احترام بعض المقيمين للسبب القانوني للتواجد على أرض الوطن والدخول فيما يهدد أمنه ويقلل من هيبة أنظمته وينتقص عاداته وتقاليده، أضحى معه البعض منهم يمارس ذلك بجرأة وتطاول جهارا نهارا.

وهنا تبرز ليس ظاهرة منافسة العمالة الاجنبية للمواطن في كسبه ونهب مكسبه بطرق ملتوية فحسب، بل ومضايقته في بيئة العمل بدلا من المساهمة في تأهيله ونقل المعرفة له كي يتمكن فيما بعد من النهوض من خلال ما أكتسبه من مهارات بأعباء العمل تدريجيا وفق ما تقرره سياسات العمل من مقتضيات الإحلال التدريجي بدلا من الجرأة على انتقاص حقوق المواطن؛ ومن هذ المنطلق لنتمعن الرسالة الالكترونية لأحد القراء والتي يصف فيها بمراره خذلانه من قبل المسؤولين من ابناء جدلته في جهة عمله نتيجة وقوفه امام مديره المقيم الذي انتقص عادات وتقاليد الوطن علانية ليتفاجأ بدل تكريمه على موقفه بالمبادرة والرد بالاعتزاز بما يتفرد به مجتمعه من قيم، بالاصطفاف الى جانب المقيم وعقاب المواطن على وطنيته التلقائية، والتي لم تفاجئني وغيري وبما يحفل به وطننا العزيز بمثل موقف ووطنية هذا المواطن المخلص في الذود عن وطنه، ولكن من يحمي وينتصر لهذا المواطن البسيط ممن تسلط عليه بتقديم مصلحة المقيم على مصلحة الموطن؛ ولهذا نقول للمقيم ممن حظي بشرف العمل في هذه الوطن المعطاء أنت امام خيار وحيد هو التقيد بالسبب القانوني لوجودك على ارض الوطن وبما يفرضه عليك عقد العمل من التزامات قانونية يأتي على قائمتها احترام التقاليد والعادات السائدة والتقيد بالقوانين النافذة والتي لا تميز في خطابها بين مواطن ومقيم، أو لك خيار الرحيل قبل العقاب والترحيل.

الرياض    2017-08-19