مشاهد لا يمكن نسيانها

كانت الفرحة بكأس مصر من نصيب الأهلى وأبنائه وجماهيره ولاعبيه وإدارته.. ومعها كان وسيبقى التقدير والاحترام للمصرى ومدينته وجماهيره وإدارته ولاعبيه.. وحسام حسن.. وبالتأكيد ستبقى مباراة نهائى كأس مصر أمس الأول تستحق كلاما كثيرا يمكن أن يقال عنها فنيا وتنظيميا.. لكن الضرورى الآن هو الكلام الأخلاقى.. وقد حفلت هذه المباراة بالعديد من المشاهد التى كان من الصعب توقعها قبل المباراة وبات بعدها من الصعب نسيانها.. وإذا كان جميلا ورائعا رؤية لاعبى الأهلى والمصرى ومدربيهم وإدارييهم يتبادلون مصافحات الود والاحترام قبل أن يبدأ اللعب.. فإن الأجمل والأهم كان ما جرى بعد انتهاء المباراة بفوز وخسارة فلا ينجح الفوز فى تغيير شىء أو يمنح أصحابه أى رغبة فى التعالى.. أو تنجح الخسارة فى أن تخلق مرارة يتغير معها السلوك وتتبدل الصورة الجميلة التى كانت فى البداية.. فنحن قد اعتدنا البدايات الكروية الجميلة دائما التى تخنقها وتقتلها وقائع اللعب ونتيجته فى النهاية.. لكن مباراة أمس الأول انتهت كما بدأت.. وقدم حسام وإبراهيم حسن تهنئتهما للاعبى الأهلى ومعهم حسام البدرى وسيد عبدالحفيظ، تماما مثلما حرص لاعبو الأهلى ومدربهم ومديرهم على مصافحة الود والاحترام لحسام وإبراهيم وكل لاعبى المصرى.. وتكرر هذا السيناريو أيضا بين رئيسى الأهلى والمصرى.. وكان استثناء أتمنى أن يدوم حين وقف محمود طاهر رئيسا للأهلى وسمير حلبية رئيسا للمصرى على منصة التتويج لتسليم ميداليات الوصيف والبطل.. وهناك فارق كبير بين مصافحة واستقبال يضطر أى أحد إليهما من باب الواجب والبروتوكول ومصافحة أخرى لا تناقض بين شكلها ومعناها ودوافعها.. وقد يبدو كل هذا الكلام غريبا لأنه كلام عن مباراة لكرة القدم من الطبيعى أن تبدأ هكذا وتنتهى أيضا بمثل هذا الاحترام المتبادل.. لكن الحقيقة أنه كلام من الضرورى أن يقال لأنها كانت مباراة لنهائى الكأس بين الأهلى والمصرى.. ولأننا أحلنا كرة القدم فى بلادنا خلال السنوات الماضية إلى حروب كراهية وتعصب سهل جدا أن يتحول فى لحظة إلى مبرر حتى للدم.. وفارق كبير جدا بين التعصب والانتماء.. فأبناء الأهلى كانوا يريدون الفوز الذى كان يريده أيضا أبناء المصرى.. ولأنه مستحيل أن يفوز الناديان معا فيخسر أحدهما مباراة أو بطولة لكنه لا يخسر معها أى مكانة واعتبار وكرامة وشرف.. وإلى جانب ذلك كله كانت هناك مشاهد أخرى.. ففى أثناء اللعب جرى حسام البدرى وسيد عبدالحفيظ بجوار الخط للاطمئنان على أحمد أيمن منصور، لاعب المصرى، حين أصيب وخرج من الملعب.. والعناق الثلاثى بعد المباراة بين البدرى وغالى ومتعب.. ومعانقة صالح جمعة، نجم الأهلى، بعد اللعب لشقيقه عبدالله جمعة، نجم المصرى، رغم أنهما كانا متنافسين بضراوة طيلة اللعب.. ودموع حسام غالى على شاشة أحمد شوبير التى كانت دليلا على سخف وكذب ووقاحة اتهام نجم الأهلى الكبير بالهرب طمعا فى المال.. وإشادة الجميع بحسام حسن كمدرب نجح فى تكرار إنجازاته كلاعب، وفى مقدمة هؤلاء البدرى وكل نجوم الأهلى.

المصري اليوم    2017-08-17