الأقصى : عندما ينتصر الشعب الأعزل
أثبتت أحداث الأقصى المبارك أن الفلسطينيين كانوا صادقين بل وصديقين عندما رفعوا في معركة الأقصى شعار : " يا وحدنا " .
الفلسطينيون العزل إلا من الإيمان هم من تصدر المشهد العظيم الذي رسموه بإرادة لا تنثني وعزيمة لا تلين، ولكن الإنجاز الأعظم ، ليس فقط هو إرغام إسرائيل على التراجع ، بل وجعل الإحتلال يفكر بعد الآن ألف مرة ، قبل أن ينفذ مشروعه في التقسيم الزماني والمكاني الذي كان ولا يزال هو الهدف التكتيتي السابق للهدف الإستراتيجي الأهم : بناء الهيكل المزعوم .
لقد كانت خطوة نتنياهو في نصب البوابات والكاميرات واعتماد الخطة الأمنية المرسومة منذ زمن لتنفيذ خطة تقسيم الأقصى كما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل ، تعتمد في الدرجة الأولى على " معلومات " ولا نقول " انطباعات " من أن العرب نائمون ، وأن المسلمين غائبون ولن يكون لهم أي ردة فعل خلال البدء بالخطة إياها ، وذلك لأسباب فضحتها الأحداث المتسارعة في القدس خلال الأزمة ، وفضحتها الصحافة الإسرائيلية التي لا تخفي شيئا .
واستنادا لهذه المعلومات ، فإن بعض العرب كان لهم دور رئيس في عدم اشتعال العالمين العربي والإسلامي ، وهو دور أثنى عليه الإعلام الصهويني الذي أكد ضرورة إطفاء النيران ليس فقط في الشوارع الفلسطينية بل في الشوارع العربية والإسلامية ، مما قد يؤثر على " الوضع القائم " في هذه الدول ، وفق صحيفة هأرتس .
ولا ريب أن المعلومات التي كشفتها الصحيفة العبرية كانت غاية في السرية ، حيث أكدت بأنه تم منع انعقاد جلسة طارئة للجامعة العربية ، أو التقدم بشكوى لمجلس الأمن، الأمر الذي جعل قضية الأقصى مشتعلة في الداخل وبدون آفاق حل منذ الرابع عشر من حزيران لغاية مساء السابع والعشرين منه ، ومما يؤكد ما ذهبت إليه الصحيفة هي أن انعقاد اجتماع الجامعة العربية جاء بعد أن انتهى كل شيء .
لقد ضرب الفلسطينيون بصدورهم العارية مشروع التقسيم في الصميم ، وأثبتوا بأن الأقصى والقدس خط أحمر ، في زمن تحولت فيه أغلب الخطوط العربية والإسلامية الرسمية للأسف ، إلى ألوان الطيف الست ، لأن " الأحمر" الذي هو سابعها بات – ومنذ احتلال فلسطين - أثرا بعد عين .
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews