الدبابة هى الحل

نحن لا نحتاج بالتأكيد أى طلب أو نصيحة من غيرنا لنحرص على تكريم طاقم الدبابة، الذى تصدى لإحدى السيارات المفخخة التى كانت تستهدف إحدى نقاط تمركز القوات المسلحة فى شمال سيناء.. فهؤلاء مقاتلون أبطال يستحقون بالفعل التكريم والإشادة، سواء على المستوى الرسمى والعسكرى أو المستوى الشعبى والإعلامى..

لكننى أتوقف أمام كتابات وتعليقات كثيرة فى الغرب والشرق عن هذا الطاقم ودبابته، التى أفسدت عملية انتحارية إرهابية بمائة كيلوجرام من المتفجرات.. إنجليز وأمريكان وهنود وصينيون وفرنسيون وغيرهم تحدثوا عما جرى فى شمال سيناء من زاوية الحسم ورد الفعل السريع والتوقيت.. فالحكاية كلها لم تستغرق إلا دقائق قليلة جدا منذ أن كانت هذه السيارة المفخخة تقترب من النقطة العسكرية، وحتى قرار طاقم الدبابة وسائقها التصدى لهذه السيارة والمرور فوقها وتهشيمها وتعطيلها.. وهو ما يجعلنى أختصر كل تلك الكتابات والتعليقات، سواء المحلية أو الدولية، بالتأكيد على أن الدبابة هى الحل.. والدبابة هنا ليس فقط هذه الآلة العسكرية الصلبة والقوية والمخيفة، إنما هى القرار الحاسم والسريع والتصدى لأى شىء بمنتهى القوة والثبات والشجاعة أيضا.. وكل إنسان منا يستطيع مراجعة نفسه وحساب كم مرة استخدم فيها هذه الدبابة فى حياته أو كم دبابة يحتاجها فى حياته لتعديلها وإنقاذها وحماية نفسه وبيته وأسرته ومهنته وكل تفاصيل حياته.. فالحياة تصبح صعبة وشاقة جدا، ويخسر الإنسان كثيرا حين لا يمتلك هذه الدبابة، التى يتصدى بها لأى تفجير أو تهديد أو خوف.. وأعتقد أن مصر تحتاج كثيرا من الدبابات الآن فى أكثر من ميدان وأكثر من مجال أيضا.. الرياضة المصرية أيضا تحتاج هذه الدبابات.. أو تحتاج حسما واضحا وشجاعا وقويا وسريعا لكثير من القضايا المعلقة والملفات المغلقة.. فكل قرار يتم تأجيله ويهرب الجميع دوما وقدر استطاعتهم من مواجهة أى عربة أو حكاية مفخخة ومتفجرة..

فلا نحن حسمنا أو سنحسم مسألة الأندية المحترفة ورابطتها ونمنحها الحق الكامل والواضح فى إدارة شؤون المسابقة.. ولم نحسم حتى الآن أيضا شكل مسابقة الدورى، الذى يتغير كل سنتين أو ثلاث.. ولم نحسم الصراع الإعلامى الدائم بين الأهلى والزمالك بشأن التعاقدات، فباتت أسعار اللاعبين غير واقعية وغير حقيقية أيضا، ولم تعد الأندية تبحث عمن تحتاجه بالفعل.. وحتى الأزمة الجديدة الخاصة بهانى رمزى ومنتخب المحليين، الذى لم نعرف أولاً لماذا هذا المنتخب، وما أهدافه، وسنبقى لا نعرف كافة التفاصيل، وهل «هانى» أُقيل أم سيستمر، ولماذا، وبأى شروط؟.. هذا بالطبع غير ملف عودة الجماهير إلى المدرجات وإقامة المسابقات فى ظروف طبيعية، والذى يحتاج لأكثر من دبابة، لأنه أصبح ملفا يوشك على الانفجار بالفعل.. ولا أتحدث فقط عن الدبابات وكرة القدم واتحادها وأنديتها.. إنما هى الرياضة كلها.. فاللجنة الأوليمبية المصرية تحتاج أكثر من دبابة تواجه بها الظروف والفوضى والعجز، التى ستنتهى حتما بتفجير هذه اللجنة.. وأيضا الاتحادات الرياضية، التى بات معظمها يعيد تفصيل لوائحه حسب الأهواء والمطامع والمصالح الشخصية بعيدا تماما عن مصلحة الرياضة المصرية ومستقبلها.

المصري اليوم    2017-07-27