اسمعوا كلام الرئيس

فى المؤتمر الرابع للشباب الذى استضافته مكتبة الإسكندرية أمس الأول.. تحدث الرئيس السيسى عن قضية غياب الجماهير عن مدرجات كرة القدم.. وكان بين الحضور رئيس الحكومة ووزيرا الداخلية والرياضة والشباب وكثيرون من أهل الإعلام وشباب يحبون كرة القدم ويتابعونها.. وأتمنى ألا ينسى الجميع ما قاله الرئيس بشأن هذه القضية.. ليس لأنه الرئيس ولكن لأن القليل الذى قاله هو الصواب والواقع والحقيقة أيضا.. فقد قال الرئيس إن عودة الجماهير مسؤولية مشتركة بين الحكومة والمجتمع.. والأمن ووزارة الشباب.. ولا يمكن أن تعود الجماهير إلا بضمانات ألا يتكرر الألم مرة أخرى..

وهذا بالضبط ما يطلبه كثيرون هنا وهناك لكن خفتت أصواتهم وتاهت مطالبهم وسط صراخ آخرين وإلحاحهم على عودة الجماهير بأى شكل وأى ثمن ودون أى ضمانات أو فهم ومعرفة وتحليل أسباب كل المآسى التى كانت وكل الدماء التى سالت.. ومن المؤكد أننا كلنا لا نريد أو نحب أن تبقى مدرجاتنا ساحات مهجورة لا تمارس صخب كرة القدم وضجيجها الجميل وجنون أفراحها ومرارة هزائمها.. لكن الجماهير لن تعود بمجرد رغبة سياسية أو قرار أمنى أو إلحاح إعلامى.. إنما هى مسؤولية مشتركة بين الجميع ولابد أن يدرك ويقتنع الجميع بذلك.. لابد أن نعرف أيضا أننا كنا كلنا شركاء فى أى مأساة كروية طيلة السنوات القليلة الماضية.. كلنا دون أى استثناءات بدون أى مجاملة لأحد حتى لو كان جمهور الكرة نفسه.. فكل جماهير أنديتنا أسهمت فى صناعة هذه الأزمة الكبرى.. لكن كان هناك من يخاف غضب الجمهور فيكتفى بلوم الأمن وروابط الألتراس فقط.. وكان هناك من يخاف الأمن فيكتفى بإلقاء المسؤولية على الإعلام..

بينما كلنا شركاء فيما جرى.. جمهور وإعلام وأمن ومسؤولو أندية ومدربوها ولاعبوها واتحاد الكرة وإدارته ولجانه.. فالألتراس بالتأكيد أسهمت جماعاته وروابطه فى تفجير أكثر من قنبلة عداء وكراهية وحساسية.. لكن الجمهور العادى كان شريكا أيضا حين انسحب تاركا كل الساحات والمدرجات للألتراس، وبكل هذه التعليقات أيضا عبر صفحات التواصل الاجتماعى التى أصبحت ساحات مزروعة بألغام الكراهية والحقد والشك والتجريح والإهانات الدائمة للجميع من الجميع.. والأمن أيضا مسؤول حين يتمسك بنفس قناعاته وقواعده وحساباته القديمة والشك فى كل مشجع كروى إلى أن تثبت براءته..

واختصار عدد الأبواب لكل ملعب متصورا أنه بذلك يسهل المحافظة على الأمن والتحكم فى الدخول، بينما يؤدى ذلك فى الحقيقة إلى التكدس والزحام والإرهاق والتوتر والعصبية وسهولة الخروج على القانون والنظام.. والإعلام الذى يغازل الجمهور على حساب الحياد والاحترام والإعلامى الذى لا يرى لناديه أى أخطاء، بينما لا يرتكب كل الأخطاء إلا النادى المنافس.. وإدارى النادى ومدربه وكل مسؤوليه الذين عند كل هزيمة يلقون باللوم على الحكم الذى سعى لهزيمتهم وكأنهم يزرعون ألف شجرة شوك فى نفوس الكثيرين جدا.. واتحاد الكرة ومسؤولوه الذين لا يلتزمون بالوضوح والقوة والشفافية والعدالة هم أيضا يروون أشجار الشوك والكراهية والغضب لتكبر وتنمو وتعلو لتحجب الرؤية والسلامة والأمان.

المصري اليوم    2017-07-26