ديناصورات الرياضة حطموا طموحات وآمال الشباب
في أي منظومة رياضية في العالم لابد وأن تكون قاعدتها وأساسها الأندية المحلية، وهذا موضوع مفروغ منه، لا يختلف عليه اثنان.
وأي منظومة رياضية تكون قوية فمعنى ذلك أنها ترتكز على قاعدة قوية وصلبة وقائمة على أساس سليم وهي الأندية التي تعمل بشكل جيد واحترافي، وأي منظومة رياضية ضعيفة وتعاني من التراجع والتخلف، لابد وأنها قائمة على قاعدة هشة وأساس ضعيف غير قادر على تطوير تلك المنظومة ويعاني من الفساد بشتى ألوانه وهي الأندية، طيب لوعدنا الى منظومتنا الرياضية المحلية؟
رياضتنا (المغلوب على أمرها)
تعتمد للأسف على قاعدة ضعيفة جدًا وأساسها متهالك، لأن عمل معظم الأندية المحلية ضعيف وضعيف جدًا ومليء بالتخبطات وعدم وجود الاستراتيجيات الواضحة للعمل ويغلب على العمل اللاداري في معظم الأندية بالأسلوب الفردي من قبل شخصين او ثلاثة على الأغلب، وليس كما هو مطلوب بأن يكون العمل جماعياً بين جميع أعضاء مجلس الإدارة.
فلنقف لحظات ونسأل أنفسنا وبكل مصداقية وشفافية وعقلانية، هل هناك أمل في تحقيق آمال وأحلام وتطلعات الشارع الرياضي بشكل خاص والشعب البحريني بشكل عام في أحراز البطولات والأنجازات وبالأخص في لعبة كرة القدم؟
طبعًا الجواب معروف مقدمًا (لا وثم لا)
لماذا لا؟ لأن هناك أناس قضوا في العمل الاداري في أنديتهم أكثر من ربع قرن أو ثلاثين سنة (يعني أكثر من الحكم المؤبد) ولا زال هؤلاء هم أنفسهم متربعين على كرسي الادارة الذي أصبح لاصقًا بهم بـ(سوبر غلو)! والأدهى من ذلك بأن أغلبيتهم لم يحقق أي إنجاز تاريخي لناديه أو بلده، وكل ما حققه طوال هذه السنين هو ظهوره في صفحات الجرائد في مناسبة أو بدون مناسبة، فكيف ننشد التطوير إذا لم يكن هناك تغيير جذري وإبعاد الفاشلين، وما أكثرهم في الوسط الرياضي!!!
فالرياضة عندنا في أمس الحاجة الى دخول فكر جديد وأساليب عمل مبتكرة وحرفنة واحترافية في العمل الجماعي، وهذا لن يتحقق في ظل وجود (ديناصورات الرياضة) العباقرة !! الذين قضوا وصادروا ودفنوا طموحات وآمال الشباب الرياضي الكفء والمتحمس لخدمة البحرين وتراب البحرين وشباب البحرين.
نعم تحطمت تلك الأمنيات الجميلة على مدار ثلاثة عقود متتالية!! وتم خلالهم نسف أمنيات الشعب البحريني الذي باتت أحلامه فقط على الورق وفي مخيلته، وتسلل الى نفسه اليأس وراوده الشك في أن يأتي يوم من الأيام ويرى منتخب بلاده فائزًا ببطولة كأس الخليج أو حتى التأهل الى نهائيات كأس العالم ولو عن طريق ضربة جزاء مشكوك في صحتها، أو هدف تسلل واضح وضوح الشمس!! فنحن راضون بأي وسيلة تؤهلنا الى كأس العالم، الشعب البحريني قنوع جدًا.
فعمل اتحاد الكرة أو الاتحادات الأخرى لن يجدي ولن ينفع ولن يحقق الطموحات مهما جلبوا من مدربين أجانب ولو على أعلى مستوى!!
في ظل وجود أندية هشة وضعيفة ومليئة بالأمراض النفسية (مثل مرض الأنا).
نحن نعرف ظروف معظم الأندية المادية ولكن هذا لا يمنع من فسح المجال للشباب لكي يعمل ويبدع ويكتسب الخبرة من خلال التجارب المتعددة،، ويقع اللوم على بعض الأندية الكبيرة والتي أضحت استثماراتها بالملايين ولكنها للأسف (مكانك راوح) بسبب العقلية الأدارية المتخلفة التي تدير تلك الأندية؟
حتى وهم فاشلون، وبكل وضوح تطالبهم الجماهير وبأسمائهم بالابتعاد والاستقالة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتترجاهم اعطاء الفرصة لغيرهم، ولكن (ابن عمك أصمخ)، ويطل علينا يوم ثانٍ الحبيب الاداري (العبقري) المعني بالأمر في الجرائد ويصرح وينتقد ويوشوش على تركيز الرأي العام وكأن الأمر لا يعنيه!
فهناك فئة كبيرة من الاداريين الذين فشلوا (وبامتياز) في تطوير أنديتهم وتطوير الألعاب الرياضية فيها أو جلب استثمارات تجارية للنادي تساعده على تخطي الصعاب والظروف الأليمة،
ولكن تلك الفئة تعاند وتتسلط وتعادي من ينتقد عملها الفاشل وليس شخوصها! في ظل غياب المراقبة والمتابعة والمحاسبة واختفاء الجمعيات العمومية في الأندية (بفعل فاعل) وذلك يعد جريمة في حق الوطن والشعب والجماهير الرياضية!!
والله من وراء القصد؟؟!!
جريدة الأيام البحرينية 2017-07-26
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews