البطولة العربية.. لماذا؟

هل أعلن حقيقة عدد المصريين الذين يعلمون أن هناك بطولة كرة قدم لأندية عربية سوف تُقام فى مصر فى الفترة القادمة؟، ربما هناك العديد من اللافتات فى الشوارع وعلى الكبارى تعلن عن هذه البطولة، وربما يتم الإعلان عنها فى بعض القنوات لعلَ وعسى يسعى بعض الجماهير إلى رؤية هذه البطولة، لست أعلم عدد الأندية التى سوف تشارك، وبأى من فرقها، هل بالفريق الأول أو الاحتياطى أو الناشئين. هذه البطولة التى وُلِدت بطريقة سرية، من المؤكد أن ذلك لأغراض يعلمها العارفون ببواطين الأمور، ولكن أمثالنا من عامة الشعب نسمع عنها من الجرائد أو القنوات، أو من جلسات أُولى الأمر.

المهم أن هناك بطولة الأندية العربية سوف تُقام على ملاعب مصرية، رئيس الدورة ليس مصريا، مدير الدورة ليس مصريا، القائمون على الدورة ليسوا مصريين إلا ربما عدد لا يزيد على أصابع اليد الواحدة، ومن المؤكد أنهم من أصحاب الحظوة، وينالون الرضا السامى.

لماذا البطولة العربية؟ لست أدرى، هل هناك نشاط أو اتجاه لتقوية فكرة القومية العربية التى باتت تُنسى يوماً بعد يوم؟ وهل هذه الدورة تُعِيدها، والخوف الكبير من الجماهير وتعصبها، ونأمل أن الجماهير المصرية التى ربما تحضر هذه الدورة أن تكون فى منتهى الالتزام والانضباط، لأننا جميعاً حريصون على نجاح هذه الدورة، وأيضاً نناشد إخواننا العرب من الدول المختلفة أن من يريد تشجيع فريق وطنه أن يكون تشجيعها لفريقه بعيدا عن التعصب والإثارة. ولكن أعود مرة أخرى: لماذا هذه البطولة؟ الوقت غير مناسب على الإطلاق، فريقا الأهلى والزمالك الممثلان لمصر ليسا مستعدين لهذه البطولة بعد موسم طويل شاق، كثُرت فيه التوقفات واللقاءات الدولية والأفريقية، ولاعبو الفريقين المنضمون إلى منتخبنا القومى لن ينالوا أى قسط من الراحة، لأنهم فور انتهاء هذه البطولة سوف ينضمون إلى معسكر المنتخب استعداداً للمباراة المُرتقبَة مع أوغندا فى 31 أغسطس، وهى المباراة التى يترقبها جميع المصريين لتحقيق حلمهم فى الوصول إلى نهائيات كأس العالم فى روسيا 2018.

قرأت أن الكثير من الفرق المشاركة سوف تأتى بالصف الثانى من اللاعبين. وهو شىء غريب، أى أنه ليس هناك استفادة من الاحتكاك، وأيضاً سوف لن يكون هناك طعم للبطولة بدون النجوم.

أريد فعلاً أن أعلم من قرر إقامة هذه البطولة، ولماذا، ومن وافق على إقامتها فى مصر فى مثل هذا التوقيت غير المُوَفق على الإطلاق؟! وبما أن الكلام لا يفيد، لأنه ليس لدينا من يخطط ومن يحاسب ومن يعاقب، فلتقم البطولة فى توقيتها وتنجح بإذن الله، ويستفِد من يستفيد ويخسر من يخسر، وكل أملى أن تخرج البطولة فى إطار روح رياضية عالية تسعد الجميع.

كل بطولة سرية وأنتم طيبون.

المصري اليوم    2017-07-24