قبل أسابيع تم وضع السوق المالية السعودية على قائمة المتابعة لمؤشر مورغان ستانلي كابيتال للأسواق الناشئة أو ما تعرف اختصاراً بمؤشر MSCI، وقد يبدو للبعض أن مثل هذا يعد إنجازاً ومصدر ابتهاج، لكنه في رأيي غير ذلك، فهو الاختبار الأهم قبل الإدراج، وقد يتحقق فيه النجاح، وقد لا يتحقق.

فالمتابعة من قبل الشركة المذكورة لها تداعياتها، فإما أن تكون متابعة إيجابية من خلال الخطوات اللاحقة التي ستظهر إلى العلن لتعزيز كفاءة السوق المالية السعودية ورفع مستويات الشفافية والإفصاح والدفع بكل الجهود التي ترمي إلى زيادة الثقة فيها، لتسهم في إيجاد الجاذبية لها محلياً وأجنبياً، وإما أن تكون متابعة سلبية في حال الاكتفاء بما تم من خطوات، ولم تظهر أي تحسينات مقبلة، ولم يتم إحداث تطوير في أساليب الإفصاح والشفافية القائمة حالياً.

فالأسلوب القائم حالياً والمتعلق بالإفصاح عن ملكية المستثمرين لما دون نسبة الخمسة في المئة، وكذلك الأسلوب الذي يتم فيه الإعلان عن النتائج المالية الربع سنوية يحتاجان إلى مراجعة، ويعتبران غير مواكبين للعصر المالي الحديث، ومختلفين عما هو قائم مع الممارسات العالمية المتبعة في تقديم التفاصيل الكاملة والدقيقة لما ذكرت من نسب للملكية، وبيان مفصل للقوائم المالية فور الإعلان عنها، مع إيضاحات شافية للمستثمرين وكافية لتطلعاتهم، وشرح للظروف التي سوف تمر فيها الشركة عبر إقامة جسر من المؤتمرات أو ما يعرف بـ"conference call" يربط بين مجلس إدارة الشركة وبين الآلاف من المساهمين والمستثمرين للمشاركة في المناقشة للعرض التفصيلي عما تم، والاستماع لتوقعات الشركة المستقبلية وعن أدائها المالي للربع والعام المالي المقبل بأكمله.

ما تم اتخاذه من تحسينات أراه ليس كافياً لأن تتخذ شركة مورغان ستانلي كابيتال القرار المناسب حول إدراج السوق المالية السعودية في مؤشرها العالمي للأسواق الناشئة، بل إن ما تبقى من العام الحالي ومنتصف العام المقبل 2018م هو فرصة يجب فيها بذل قصارى الجهود، وذلك لاتخاذ اللازم نحو إيجاد التحسينات المستقبلية في السوق، فأي تحسينات جديدة لن تكون مرصودة من قبل شركة مورغان ستانلي فقط، بل أيضاً لدى المستثمرين والمؤسسات المالية الدولية التي دائماً ما تستنير بآرائهم وبردود فعلهم عن فعاليتها.

ومن شأن التطوير في وسائل الشفافية والإفصاح أن يرفع من مستوى الثقة في السوق، ويزيد من تدفق رؤوس الأموال الأجنبية بحجم كبير قد يصل إلى مئات المليارات من الدولارات، ولن يتحقق ذلك إلا بمزيد من العمل وبمضاعفة الجهود، وعند ذلك ستجد مورغان ستانلي أنها مجبرة لضم السوق المالية السعودية وإدراجها لمؤشر الأسواق الناشئة تقديراً لمنجزاتها التي تمت.

الرياض    2017-07-22