كأس مصر .. للكبار فقط
من المرات القليلة. التي تدخل بطولة كأس مصر في مراحلها الأخيرة ولا يستطيع أحد تحديد بطلها.. أو حتي من يصل فيها للمباراة النهائية.. وحتي إذا فاز أحد من الفرق الخمسة التي دخلت إلي تلك المرحلة المتقدمة من المسابقة فإن أحداً لن يستطيع انكار الفائز من أي مرحلة خلالها.
ومن المرات القليلة أيضاً أن يكون الدور قبل النهائي بأطرافه الأربعة أنفسهم الذين تقدموا المسابقة الشعبية والأشهر في مصر وهي الدوري العام حيث يصل إليها أقطاب الترتيب الأخير لكل فرق تلك المسابقة واحتلوا القمة حتي نهايتها بالأسبوع الرابع والثلاثين وهم الأهلي والزمالك والمصري وأحد فريقي المقاصة وسموحة لتقول بالفم المليان مبروك لحامل اللقب حيث يستحق كل منهم حمل الكأس نظراً لمشواره الطيب طوال الموسم واستقر به المطاف ليقدم الجميع ويكون الكأس مكافأة لأحدهم علي ما قدموه طوال الأشهر السابقة وتعويضاً علي فقد الدرع الذي له حسابات خاصة كثيرة أهمها النفس الطويل والامكانيات المتعددة والتي توافرت للبطل.
من هنا عندما أقول إن كأس هذا العام هو للكبار فقط فإن تلك حقيقة يستحقها حامله ليواجه الأهلي بطل الدوري علي لقب آخر هو كأس السوبر الذي بات له هو الآخر اهتمام واعداد منفرد ونظرة وصلت إلي خارج البلاد التي تطلب أحياناً استضافة هذا الحدث المصري المهم وهو السوبر الكروي بين بطلي الدوري والكأس.
وإذا استعرضا اللقاءات الأخيرة لمسابقة كأس مصر التي يطلقون عليها مسابقة الدم الخفيف لسرعة دورانها حول الفرق المشاركة والتي تصل إلي 64 فريقاً نجد أن دور الثمانية بالذات والمؤهل للمربع الذهبي شهد اهتماماً وأحداثاً لا تخلو من الطرافة والسخونة بين أطرافها..
فمثلاً في مباراة الأهلي ووادي دجلة جاءت في ظروف متباينة واهتمام خاصة من جانب الفريقين احدهما بطل الدوري الذي أنهي الموسم مبكراً وبات عليه الاستمرار في الصورة ليضيف اللقب الثاني الذي رغم تصدره لحمل الكأس عن باقي كل الفرق المصرية إلا أنه ولأول مرة غاب عنه عشر سنوات مرة واحدة ويبقي العمل علي استعادته مرة أخري رغم أن جماهيره لم تنس مرات فوزه بلقب تلك المسابقة.. ومع ذلك ونظراً لاجهاد لاعبيه فكر في المشاركة ببعض النجوم الاحتياط لعلم مديره الفني أنهم لا يقلون عن الأساسيين.
أما الطرف الآخر للمباراة وهو وادي دجلة فقد وضح أن مديره الفني بني فكره عن اللقاء بتنفيذ تجربة جديدة بالدفع بأكبر عدد من الشباب بعيداً عن الهدف الأهم في استمراره بالمسابقة ليتوج مجهوده طوال الموسم.
والمستوي الطيب الذي قدمه خلال الدور علي فكانت النتيجة هزيمة قاسية من خطط مما هو أكبر وأفيد كأس مصر وهو الأهلي وحمل أحمد حسام هزيمة الفريق بهذا الفكر والذي لم يكن وقته أو مكانه..
ثم جاءت أهم مباريات هذا الموسم في مسابقة الكأس مازال الزمالك وطلائع الجيش والتي كان لابد وحتمي وضروري الفوز بها تطبيقاً للحكمة التي تقول البحر أمامكم والعدو خلفكم وهي بالقطع الكأس أو النسيان فقد سمعة وتاريخ وشهرة حققها من خلال بطولات عديدة وغيرها وحمل ألقابها وجوائزها فقدها هذا الموسم بين الدوري وبطولة أفريقيا ولم يبق غير كأس مصر الأمل والمراد واستعادة المكانة.. ونجح أبناء الزمالك الجدعان في تخطي كل العقبات وتبعات هزائم الدوري الأفريقي وقبله الدوري وفاز علي الطلائع العنيد ليلحق بالكبار.. كما نجح المصري في تخطي عقبة هذا الدور ويكفي مباراة واحدة بين قطبين كبيرين هما المقاصة وسموحة لتحدد العضو الرابع في الدور قبل النهائي ليتقابل الفائز مع الأهلي ويلعب الزمالك مع المصري في لقاءين هما نهائي مبكر ويصعد الفائز إلي النهائي الذي كما قلت سوف نقول لفائزه مبروك تستحق اللقب بعد أن تخطيت كل الصعاب والعقاب في موسم عجيب.
جريدة المساء 2017-07-17
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews