تباين بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة
جي بي سي نيوز :- درجت العادة على عقد لقاءات بين أميركا وسيول، وهي أبرز حلفاء أميركا الأوفياء في منطقة آسيا – المحيط الهادئ، ومثل هذه اللقاءات والقمم «عادي». ففي وجه تهديد بيونغ يانغ، كان الشريكان الأميركي والكوري الجنوبي يرصان، الى وقت قريب، الصفوف. ويجمع بين واشنطن وسيول اتفاق دفاعي، وهما تميلان الى إظهار وحدتهما، وإعلان قوة حلفهما الممهور بالدماء في الحرب الكورية (1950-1953) التي سقط فيها 36 ألف جندي أميركي. والى اليوم، ينتشر أكثر من 28 ألف جندي أميركي في جنوب المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين الشمالية والجنوبية للدفاع عن كوريا «الرأسمالية» ودرء اجتياح قوات كيم يونغ – اون. ولكن القمة الأميركية – الكورية الجنوبية المقبلة دقيقة، على رغم أنها تعقد في وقت يسرع «القائد الأعلى» في بيونغ يانغ وتيرة التجارب الباليستية والنووية. فمنذ سقوط الرئيسة الكورية الجنوبية، بارك غوين- هي، إثر فضيحة فساد، تسلل شقاق الى علاقات سيول وواشنطن. والى اليوم، تؤيد العاصمتان الأميركية والكورية الجنوبية نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، ولكن التباين يشوب اليوم موقفهما من سبل بلوغ هذه الغاية والرد على كيم يونغ - أون. فالرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي – ان، يدعو الى استئناف الحوار مع الديكتاتور الكوري الشمالي، لتفادي تفاقم أخطار «التصعيد» التي تهدد التوازن الجغرافي – السياسي الهش في شمال شرق آسيا. ويرغب الرجل في العودة الى ســـياسة «شعاع الشمس» التي انتهجها سلفه الراحل. وأفلحت هذه الــسياسة في إرســـاء تقارب عظيم مع الشقيق «الشيوعي» اللدود، وانتهت الى عقد قمة مـــشتركة مع كيم يونغ – إيل في 2007. ويأمل مون بتقارب مماثل مع كيم يونغ – أون، وإرساء أسس عملية توحيد شبه الجزيرة. وقبل أيام، مد الرئيس الكوري الجنوبي غصن زيتون «أولمبياً» الى بيونغ يانغ، واقترح تمــثيل بلادهما بفريق مــشترك في الدورة الشتوية من الألعاب الأولمبية المقبلة في كوريا الجنوبية. وهذه خطوة كانت تعصى الخيال في السنوات التسع الأخيرة في عهد حكم المحافظين الذين أحرقوا الجسور بين الشمال والجنوب.
وتخالف استراتيجية الانفتاح هذه على كوريا الشمالية نهج إدارة ترامب التي استغنت عن «استراتيجية الصبر الاستراتيجي» (استراتيجية باراك اوباما)، وأعلنت أن اللجوء الى الحل العسكري ممكن. وفي واشنطن، يدعو الصقور الى ضربة «استباقية» على المنشآت النووية الكورية الشمالية. ويرون أن سياسة «شعاع الشمس» ساذجة وبائتة، وينبهون الى أن بيونغ يانغ تجاوزت العتبة النووية وتوشك على صنع «غرال»، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات يحمل رأساً نووياً. وهذا التباين الاستراتيجي يتزامن مع خلافات على تقاسم أعباء الحلف الأميركي – الكوري الجنوبي المالية. ويطالب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيول الحليفة بسداد الكلفة المالية (بليون دولار) المترتبة على نشر البنتاغون درع «ثاد» المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية. وعلّق مون نشر «ثاد» 12 شهراً رداً على الطلب الأميركي هذا. وترى بكين أن تعليق نشر الدرع الصاروخية هو خطوة إيجابية. والقمة الكورية الجنوبية – الأميركية تعقد في وقت تكابد واشنطن صدمة وفاة أوتو وربير، الطالب الأميركي التي حكمت عليه بيونغ يانغ بالسجن 15 عاماً مع أشغال شاقة. وأمام عدسات الكاميرا، يرجح أن يبتسم مون وترامب، ولكن وراء الأبواب المغلقة قد يحتدم الخلاف بينهما ويصب في مصلحة بيونغ يانغ وبكين.
لوفيغارو 2017-07-05
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews