عشرون اقتصاداً تبحث عن قائد!
جي بي سي نيوز :- مؤتمر الـ «جي 20» الذي يلتقي فيه 20 زعيم دولة من الدول الأكثر تقدما في العالم من الناحية الاقتصادية، ويتحدثون عن التحديات المشتركة، سيعقد في نهاية الاسبوع في هامبورغ في المانيا. والقلق هو أن يتحول هذا المؤتمر إلى ساحة للملاكمة. ترامب وماكرون سيكونان «الشابان المشبوهان في الحي» وسيثيران الاهتمام الكبير، لكن الاهتمام الأكبر سيكون باللقاء المتوقع بين ترامب وبوتين على هامش المؤتمر.
الاثنان اللذان كان من المفروض أن يقوما بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين القوة العظمى الوحيدة في العالم وبين القوة العظمى السابقة، مختلفان الآن. والسؤال الرئيس هو كيف يمكن منع التصادم وليس كيف يمكن تسخين العلاقات. ولأنهما لا يتنازلان، فهناك تخوف من أن اللقاء الاول بينهما سيزيد التوتر الموجود بين الدولتين.
في خارج قاعة المؤتمر سيتظاهر الكثيرون ضد انسحاب ادارة ترامب من اتفاق المناخ العالمي، الذي تحقق في مؤتمر باريس في 2015. عدم قناعة ترامب بادعاء أن تدخل الانسان هو الذي ساهم في ارتفاع درجات الحرارة على الكرة الارضية، وأنه يجب التوصل إلى تفاهمات دولية للتقليل من انطلاق الغازات إلى الجو، عدم قناعته هذه تزيد غضب من يعتقدون أن سياسة الولايات المتحدة الحالية ستعمل على تسارع سخونة الكرة الارضية، الامر الذي سيتسبب بغرق بعض المدن وهروب السكان من المناطق الحارة من الآن.
الكابوس الكبير لانغيلا ميركل، التي يبدو أن فوزها في الانتخابات القادمة في المانيا مضمون، هو أن درجات الحرارة المرتفعة ستدفع الكثيرين في افريقيا إلى الهروب من القارة إلى مناطق باردة، وأن اوروبا ستغرق بالفارين. وهي لديها خطة مفصلة لمساعدة افريقيا، انطلاقا من السعي إلى ابقاء السكان في مناطق سكنهم، وهي تخشى من أن سياسة ترامب ستعمل على افشال ذلك. ترامب، في المقابل، يقول إن من يكافح ضد ارتفاع حرارة الكرة الارضية يريد عمليا اغلاق المصانع في الولايات المتحدة ومنع العمل. أما هدفه الاساسي فهو اعادة المصانع إلى الولايات المتحدة، واعادة العمال العاطلين عن العمل إلى المصانع.
الهند لن تترك ميركل وحدها. فرئيس الحكومة الهندي مودي ينوي انتقاد سياسة الولايات المتحدة الجديدة، بعد تردده في ذلك. وسينضم اليه رؤساء كندا واستراليا وغيرهما. وترامب سيجد نفسه في موقع الدفاع بدون أي تحالف إلى جانبه. وستنضم لذلك حقيقة أن الدولة الوحيدة في اوروبا التي سيقوم الرئيس الأمريكي بزيارتها في هذا الاسبوع هي بولندا، التي اصبحت اكثر فأكثر دولة قمعية، ومثل هنغاريا هي تريد تحويل نفسها إلى دولة ديمقراطية غير ليبرالية. وفي الوقت الذي يحارب فيه الاتحاد الاوروبي هذه الظاهرة، ويسعى إلى فرض قيود على هذه الدول، فإن ترامب سيقول في وارسو ما قاله في الرياض: «أنا لن أتدخل في سياستكم». ومن الآن يعارض كثيرون في اوروبا قراره زيارة تلك الدولة. وكل ذلك سيكون له صدى في مؤتمر «جي 20».
ترامب يريد الاهتمام بالولايات المتحدة، وهو لا يسعى إلى اصلاح العالم. وميركل قلقة جدا من أن تقود خارج حدود المانيا. وعشية المؤتمر أصبح من الواضح، أكثر من أي وقت، كم يحتاج العالم إلى شخص بالغ ومسؤول، وكم أن هذا الشخص غير موجود.
إسرائيل اليوم 2017-07-03
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews