سخط وصدمة بين المصريين بعد قفزة جديدة في أسعار الوقود
جي بي سي نيوز :- أثارت القرارات الحكومية الأخيرة برفع أسعار الوقود والغاز، مشاعر سخط عارم وصدمة بين جموع المصريين، وسط إرتفاع مطرد للأسعار منذ تعويم العملة المحلية العام المنصرم.
“حسبي الله ونعم الوكيل في الحكومة كلها!”، “احنا كده بنموت بالبطيء”، “نعيش إزاي؟” .. “أنا بقيت ماشية باكلم نفسي حتى الأكل مش هنعرف نشتريه عشان كل حاجة هتغلى”، كانت هذه تعليقات بعض المصريين بعدما رفعت الحكومة اليوم الخميس أسعار الوقود للمرة الثانية خلال ثمانية أشهر فقط بنسب تصل إلى 100 بالمئة، في حين ردت الحكومة بان الامر كان “ضروري”.
وجاء قرار الحكومة اليوم برفع أسعار الوقود بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيادة دعم الفرد في البطاقة التموينية بنحو 140 في المئة لأربعة أفراد فقط في كل بطاقة، وبعد حوالي شهر من إقرار حكومة شريف إسماعيل حزمة ضمان اجتماعي بقيمة 43 مليار جنيه “2.4 مليار دولار”.
مدير إحدى محطات الوقود في الفيوم خالد عبد الرحيم اعتبر “توقيت إصدار القرار سيثير موجة من الغضب بين المواطنين في الفيوم خاصة أنهم كانوا في حالة من الفرح بعد تطبيق علاوة الغلاء وزيادة الدعم التمويني، لكن ارتفاع أسعار الوقود سيحول حالة الفرحة إلي حزن”.
من جانبه قال وزير البترول طارق الملا اليوم الخميس أن الحكومة رفعت سعر البنزين 92 أوكتين إلى 5 جنيهات للتر من 3.5 جنيه بزيادة نحو 43 في المئة كما رفعت سعر البنزين 80 أوكتين إلى 3.65 جنيه من 2.35 جنيه بزيادة نحو 55 في المئة، كما رفعت مصر سعر السولار نحو 55 في المئة ليصل إلى 3.65 جنيه للتر من 2.35 جنيه.
وبنبرة غضب قال مواطن في محطة الوقود بشرق القاهرة “حسبي الله ونعم الوكيل! حاجة تخلي الواحد يطفش من البلد” .
وفي وقت زاد فيه سعر غاز السيارات 25 في المئة ليصل إلى جنيهين للمتر المكعب من 1.60 جنيه، قال أحد أصحاب السيارات في محطة وقود بالقاهرة “فوجئت بالزيادة النهاردة، كنت عارف إن فيه زيادة بس جت كبيرة، حاجة مفاجئة جدا ومش متوقعة”.
وعادة ما تشهد شوارع مصر مشادات بين السائقين والركاب بعد كل زيادة في أسعار الوقود.
وقال محمد عبد الله سائق سيارة أجرة من الاسكندرية “كل ما نحس بالأمل أن الأحوال ممكن تتعدل يطلع قرار يجيب لنا إحباط. مضيفا “الشغل وقف حاله علشان ناس كتير بطلوا يركبوا التاكسي بعد ارتفاع الأسعار في كل حاجة. أنا محرج أني أزود الأجرة على الناس والله بس مضطر وياريت أعرف اشتغل”.
ورغم تأكيد رئيس الوزراء شريف إسماعيل أن الزيادة في أجرة الرحلات الداخلية والخارجية بين المحافظات لن تتجاوز عشرة بالمئة، وردت تقارير عن قفزات كبيرة في أسعار وسائل النقل.
في محافظة كفر الشيخ بشمال مصر نشبت مشادات كلامية بين بعض المواطنين والسائقين الذين رفعوا أسعارهم بين 25 و50 في المئة عقب إعلان زيادة أسعار الوقود مباشرة.
ورفع سائقو الميكروباص، وهو وسيلة المواصلات الرئيسية لمتوسطي ومحدودي الدخل، سعر التذكرة إلى 1.5 جنيه من جنيه واحد كما رفع سائقو سيارات الأجرة السعر نحو 25 في المئة.
وقال وليد عوض سائق ميكروباص “الناس بتتخانق معانا رغم إن مالناش ذنب ومش عاوزين الحاجة تزيد… احنا أصحاب بيوت ودخلنا معروف وفيه ناس عليها أقساط، احنا أضعف ناس في الحلقة دي”.
وفي أحد مواقف الميكروباص في محافظة القليوبية شمالي القاهرة اشتعلت الخلافات بين الركاب والسائق حول الأجرة. وانتهت المشادات بانصياع الركاب بدفع زيادة في الأجرة، ولكن ليس كما طلبها السائق.
وكانت أكبر زيادة في سعر اسطوانة غاز الطهي الذي قفز 100 في المئة إلى 30 جنيها من 15 جنيها، كما رفعت الحكومة سعر اسطوانة غاز الطهي التجارية 100 في المئة إلى 60 جنيها من 30 جنيها.
وتساءل هاني شعلان الموظف بمكتب لتوزيع الصحف في دمياط “هنعمل ايه؟ مفيش حد من أصحاب العمل هيوافق علي زيادة الأجور لنا. نعمل ايه؟ منهم لله!”
وبداخل محطة وقود في مدينة الفيوم وقف إبراهيم جمعة سائق سيارة نقل جماعي ليزود سيارته بالسولار وهو في حالة من الغضب وصاح قائلا “كله علي الزبون وهو اللي هيتحمل الزيادة. الأجرة كانت 15 جنيها من الفيوم للقاهرة وبعد الزيادة هاخلي الأجرة 20 جنيها وغيري ممكن يخليها 25 جنيها”.
وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي اليوم “وجهنا المحافظين بمتابعة أسعار الأسواق ومواقف النقل. لن نسمح بأي جشع لاستغلال المواطنين”، وتؤثر زيادة أسعار الوقود بشكل فوري على جميع أسعار السلع والمنتجات داخل البلاد.
وأعقبت الزيادة السابقة في أسعار الوقود في نوفمبر تشرين الثاني الماضي وتعويم الجنيه سلسلة قفزات حادة في التضخم الذي وصل إلى مستويات فوق 30 في المئة.
في المنيا قالت مريم كامل وهي موظفة تعول ثلاثة أبناء “لن يكفينا مع الزيادة الجديدة للوقود 60 جنيها يوميا أجرة المواصلات غير زيادة أسعار السلع″، وتساءلت “هل علاوة الغلاء التي لم تتجاوز 70 جنيها مبرر لزيادة الأعباء علي الأسرة المصرية بهذا الشكل القاسي؟”
تقول نادية السيد (55 سنة) أرملة وأم لأربع 4 بنات ثلاث منهن متزوجات والرابعة مخطوبة وتواجه صعوبة في تجهيزها “احنا كده بنموت بالبطيء.. الأيام دي صعبة قوى.. حتى التموين لما زودوا الفرد لخمسين جنيه رفعوا أسعار الزيت والسكر. نعيش إزاي؟
“أنا بقيت ماشية باكلم نفسي حتى الأكل مش هنعرف نشتريه عشان كل حاجة هتغلى”.
وشهدت مصر التي تعتمد على الاستيراد في توفير أغلب احتياجاتها ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع والخدمات خلال العامين الماضيين بسبب شح العملة الصعبة ونشاط السوق السوداء.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وعد المصريين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بتحسن الظروف الاقتصادية الصعبة خلال ستة أشهر ودعا رجال الأعمال والمستثمرين إلى مساعدة الحكومة على كبح جماح الأسعار. الشهور الستة مرت ولكن الأسعار ارتفعت أكثر ولم تنخفض.
المصدر: رويترز
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews