أبو عبيدة وإيران وحماس
كان منتظرا من أبو عبيدة ، الناطق باسم كتائب القسام أن لا يحشر الكتائب في خلاف عربي - عربي سيجد حلا عاجلا أم آجلا ، خاصة وأن حديثه عن " لم شمل الأمة " جاء لمناسبة اخترعها الخميني واسمها " يوم القدس " .
ما من شك بأن الإيرانيين الذين أطلقوا هذا اليوم وجعلوه من أيامهم السنوية ، والذين شكلوا ميليشيات مسلحة في غزة تحت نظر حماس والبعض منها أعلن تشيعه على رؤوس الأشهاد ومن ثم عاد وغير اسمه بعد الضجة التي اثيرت ضده في الشارع الغزي والفلسطيني والعربي ، أقول : لا شك أنهم - الإيرانيين - ربحوا مرتين : مرة عندما تمكنوا من تسويق هذا اليوم بصيغة " المقاومة " عند كثير من المخدوعين وعلى رأسهم اليساريون العرب والقومجيون الذين ثبتت عداوتهم للحرية والديمقراطية وتحرر الشعوب المغلوبة على أمرها ، والثانية عندما أوهموا كثيرا من المغفلين بأنهم جادون في المضي قدما لتحرير القدس ، دون أن يفطن هؤلاء بأن العميل الإيراني حسن نصر الله قال كلمته " الفضيحة " : " إن طريق القدس يمر من حلب " .
يكفي إيران فخرا أن تكون كتائب القسام والجهاد وغيرهما يعترفون بيوم القدس الإيراني حتى بات من ضمن التقويم الفلسطيني للأسف ، مع أن أيام القدس " السنية " هي على مدار 365 يوما في العام .
وإذا كانت الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها ، كما قال قبل قرون الحارث بن سليل الأسدي، فإنه ما من مسوغ ولا مبرر ولا أخلاقي أن تستضيف حماس يوم الخميس وعبر دائرة تلفزيونية مغلقة المسؤول الإيراني المتطرف أمير حسين عبد اللهيان ليلقي كلمة في حفلها بغزة لمناسبة يوم القدس الإيراني ، نظير مساعدات مالية بالتأكيد، وإذا كانت الأمور تجري على هذا النسق ، فإن المساعدات هذه هي التي ستجعل من حركة حماس مستقبلا حركة شيعية سنية مختلطة كمرحلة أولى قبل ابتلاعها كما حدث مع حركة الجهاد ، وبالتأكيد فإن ذلك ليس مستبعدا عمن يعرض مبادئه وثوابته في المزاد ، بذريعة ظهره العاري وبطنه الخاوية.
نعم ، تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ، فنحن هنا لا نتحدث عن حاجة اجتماعية واقتصادية ، بل عن قضية سفكت لأجلها دماء مئات آلاف الضحايا ، وشرد لأجلها 12 مليون فلسطيني في الشتات ، ونذكر أبو عبيدة وحماس بكل كوادرها بأن فلسطينيي مخيم اليرموك أكلوا " الكراتين " بفضل حصار إيران ونصر الله وحسين عبد اللهيان هذا الذي لم يترك كلمة نابية إلا وقالها بحق حماس ذات طلاق مع مشعل أيام رئاسته للمكتب السياسي ، وبحق العرب شعوبا وقبائل وحكومات .
عيب أن تسفك دماء أهل السنة في العراق وسوريا واليمن ، وتدمر مدنهم وقراهم وتغتصب نساؤهم ورجالهم من قبل ميليشيات إيران كما كشفت ديشبيغل وغيرها ، بينما يخطب عبد اللهيان بكل وقاحة بأهل غزة عن تحريرالقدس وفلسطين ، في الوقت الذي تكشف فيه وثائق التاريخ صفحات لا تنسى من سجل الحلف الإسرائيلي - الإيراني البغيض ومنذ عهد الخميني .
وبهذه المناسبة ، ندعو كل من يشكك بما نقول عن هذا الحلف ، مراجعة صفقة أيران - كونترا على الأنترنت كمثال من عشرات الأمثلة .
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews