الهلال تسرّع أم أسرع؟

لو لم ينتقل اللاعب السوري عمر خربين إلى الهلال السعودي من الظفرة الإماراتي، لبقي لاعبًا في الظل، ولما وصل سعره إلى 44 مليون ريال، ولو لم ينتقل قبله مواطنه عمر السومة من القادسية الكويتي إلى الأهلي السعودي، لبقي لاعبًا هدافًا ربما، ولكنه بالطبع لم يكن ليصل إلى هذه المرتبة من النجومية مع النادي السعودي، وهذا النجاح الباهر كهداف للدوري موسمًا ثالثًا متواليًا مع أرقام قياسية أخرى ومع تصاعد كبير في القيمة المالية التي يستحقها فعلاً.

ولو لم يحسم الهلال صفقة خربين هذا الموسم، لكان اللاعب السوري خسر نفسه، ولكان النادي السعودي أضاع نجمًا أوجده، ربما عاد ودفع به أكثر من هذا المبلغ الكبير، وهنا وأمام ضخامة المبلغ ربما يكون الهلال قد تسرّع (الأنباء لم تؤكد حتّى كتابة هذه السطور أن الانتقال تم رسميًا) ولكنه على الأرجح اتخذ مبدأ السلامة فأسرع.

إذا تمت صفقة خربين مع الهلال، يكون الجميع رابحاً، النادي السعودي ونظيره الإماراتي واللاعب السوري، فالهلال ربح مهاجمًا شكّل قيمة إضافية وأسهم في الفوز بالدوري والكأس والانتقال للدور الثاني في البطولة الآسيوية، "فخرّب" صفوف النصر في آخر مباريات الدوري بالهاتريك، وسجل "هاتريك" آخر في التعاون بنصف نهائي كأس الملك، ودك الريان القطري بهدفين في البطولة الآسيوية، ليسجل هدفه الافتتاحي في الأهلي بنهائي كأس الملك وقبله الهدف الثاني في مرمى النصر في ربع النهائي، ليصل مجموع أهدافه إلى 13 هدفًاـ علمًا أنه بدأ في الجولة السادسة عشرة وأضاع ركلة جزاء أمام الاتفاق.

جدير بالذكر أن خربين هو الذي خطب ود الهلال، فبادر إلى طلب كسر عقده مع الظفرة برغم بقاء عام على نهايته، وهذا ما فعله لاعب الفتح علي البليهي الذي كان أفضل لاعب قطعًا للكرات، حين أعلن "الهلال أو لا أحد"، ليجبر ناديه على التخلي عنه أو الانتظار خمسة أشهر ليصبح في الفترة الحرة للانتقال، وهنا بالإمكان القول إن اللاعبين يختارون الهلال، وبالإمكان القول أيضًا، إن الهلال يختار الأفضل من الأندية الأخرى. كما هو الحال مع مختار فلاتة الذي كان لمع نجمه في الاتحاد، ثم عاد لفريقه الأوّل الوحدة فسجل له نصف أهدافه في 23 مباراة من دون أن تنقذه الأهداف الستة عشر من الهبوط.

وهكذا فإن الهلال استرد سطوته بعد خمس سنوات، فبعد أن قدّم أفضل المواسم بجمعه الدوري والكأس لأوّل مرة ومتابعته المسيرة في البطولة الآسيوية بنجاح، يدعم صفوفه باكرًا، فيما الأندية الأخرى غارقة في مشاكلها المتعددة، فقد أغلق 33 قضية دولية ومحلية بشكل نهائي لتجنب عقوبات "فيفا"، وبلغت الكلفة المالية 77 مليون ريال، تكفل الرئيس الأمير نواف بن سعد بنسبة 33 بالمئة من قيمتها. فيما تكفل عضو الشرف الأمير ماجد بن عبدالله بدفع قيمة كسر عقد خربين مع الظفرة، في وقفة مشرفة جديدة لأعضاء الشرف.

والحق يُقال، إن الأمير نواف بن سعد قدّم تضحيات كبيرة، وكان له الدور الأكبر في هذا الموسم الاستثنائي للزعيم، ولعل التضحيات المالية أخف وطأة على هذا الرئيس الذي قال بعد النجاح الكبير: "العمل الرياضي مرهق وإن فكرة الرحيل عن النادي تراودني يوميًا...".

والحق يُقال، إن كل ما فعله الأمير نواف بن سعد لم يذهب سدىً، فقد ترك بصمة مهمة في سجل أكبر الأندية ألقابًا وانتصارات، إنه الرئيس الّذي انفرد بثنائية الّدوري والكأس في موسم واحد، وجمع كل البطولات في موسمين.

الرياضية    2017-06-25