Date : 24,04,2024, Time : 03:16:25 AM
2428 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 26 رمضان 1438هـ - 21 يونيو 2017م 12:46 ص

استفتاء كردستان العراق بين الانفصال والتهديد

استفتاء كردستان العراق بين الانفصال والتهديد
صادق الطائي

بعد الاجتماع الذي عقدته الاحزاب الكردية العراقية على اعلى مستوى، وبرئاسة مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته، تحدد يوم 25 سبتمبر المقبل موعدا للاستفتاء في محافظات الاقليم الثلاث، بالاضافة إلى المناطق التي تسيطر عليها حكومة الاقليم.
الاستفتاء سيكون حول استقلال اقليم كردستان عن العراق أو بقائه ضمن عراق فيدرالي، كما هو الحال منذ 20033، ولا تعد هذه الخطوة سابقة في علاقة الاقليم بالمركز، بل كانت خطوة الانفصال أو المطالبة بإقامة دولة كردية الهاجس الرئيسي المتسبب في توتر العلاقة منذ اكثر من عقد، فهل آن الأوان لاتخاذ خطوة عملية نحو الانفصال؟ هل يستطيع الاقليم تحمل التبعات الاجرائية التي ستترتب على انفصال ترفضه بغداد؟ أم أن الاستفتاء لا يعدو كونه ورقة ضغط على الحكومة المركزية لمكاسب مرحلية في اقليم يعاني من وضع اقتصادي وسياسي متدهور؟
أعلن إقليم كردستان الذي يتمتع باستقلال شبه معلن في شمال العراق، في 9 يونيو عن تنظيم استفتاء حول الاستقلال، رغم معارضة بغداد. وجاء في بيان لرئاسة إقليم كردستان «تم تحديد يوم 25 سبتمبر 2017 لإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم». وأضاف البيان أنه «سيصوت في ذلك اليوم سكان منطقة كردستان وباقي المناطق المتنازع عليها ليقولوا إن كانوا يقبلون الاستقلال» حيث قرأ بعض المراقبين ذلك على انه فرض سياسة الامر الواقع، بعد أن سيطرت قوات البيشمركة الكردية على أغلب محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها في سهل نينوى ومحافظة ديالى، التي تعتبرها ذات اغلبية كردية، أو كما تسميها حكومة الاقليم المناطق الكردستانية. 
ولم تلبث الحكومة المركزية أن ردت على تصريح حكومة الاقليم ببيان على لسان المتحدث باسم رئاسة الوزراء الدكتور سعد الحديثي الذي قال «إن أي موقف أو خطوة تتخذ من أي طرف في العراق يجب أن تكون مستندة إلى الدستور وأي قرار يخص مستقبل العراق المُعرَّف دستوريا بأنه بلد ديمقراطي اتحادي واحد ذو سيادة وطنية كاملة، يجب أن يراعي النصوص الدستورية ذات الصلة». وأضاف أن «مستقبل العراق ليس خاصا بطرف واحد دون غيره، بل هو قرار عراقي وكل العراقيين معنيون به»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن لأي طرف وحده أن يحدد مصير العراق بمعزل عن الأطراف الأخرى». من جانبه كان موقف رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي قد اعلن عنه مسبقا حين قال، «إن إجراء استفتاء الآن لن يكون لا في صالح الأكراد ولا العراق». ونقلت عنه وكالة رووداو الكردية للأنباء قوله في إبريل الماضي، أن «رغبة أشقائنا الأكراد في تأسيس دولة هو حق لهم… وليس من حق أحد أن يثنيهم عن ذلك، لكن إجراء استفتاء في هذا الوقت ليس أمرا صائبا، لأن الحرب لا تزال دائرة، والوضع في المنطقة ليس مستقرا، وبعض الدول المجاورة تعتقد أن هذه الخطوة تمثل تهديدا لأمنها القومي». 
من جانبه حذر رئيس الائتلاف الشيعي السيد عمار الحكيم، من اتخاذ أي خطوات «أحادية الجانب» في المناطق المتنازع عليها.
وتواجه حكومة الاقليم رفضا لمسعى الاستقلال من الولايات المتحدة، وحكومات الدول المجاورة في إيران وتركيا وسوريا، ومع أن رئيس الاقليم مسعود بارزاني اوضح الامر في لقاء أجراه مع مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية حين قال «إنه أخبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأن إجراء الاستفتاء هو حق شرعي لشعب إقليم كردستان». وأضاف أنه قال له: «نريد التفاوض حول هذه المسألة معكم وبكل سلام بعد إعلان نتائج الاستفتاء»، مشيراً إلى «أن إجراء الاستفتاء هو لإعلان الاستقلال، وسوف يشارك المواطنون للتعبير عن رأيهم في مسألة الاستقلال، وهم سيقررون ما يريدونه.» وأوضح بارزاني أن مسألة الاستفتاء أمر يتعلق بمصير شعب إقليم كردستان، ولذلك فإنه أكبر من الأحزاب ومن الخلافات السياسية نفسها، وأكد أن الأكثرية في إقليم كردستان تؤيد إجراء الاستفتاء .كما أشار إلى أن السلطة حاولت في السابق أن تجري عملية الاستفتاء، إلا أن الوقت لم يكن مناسباً بعد، لكنه أردف أن تأجيل هذه العملية أكثر لن يكون في مصلحة الشعب الكردستاني، وستكون له نتائج سلبية تؤثر على مصير الشعب.
لكن الموقف الاقليمي ازداد توترا ورفضا للامر بعد تعيين 25 سبتمبر المقبل موعدا رسميا، اذ صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «بأن الموقف الأولي لإيران هو دعم وحدة أراضي العراق»، مضيفا أن «أقليم كردستان جزء من الجمهورية العراقية، وأي قرار يتخذ من جانب واحد بمعزل عن الإطار الوطني والقانوني، يمكن أن يؤدي فقط لمشاكل جديدة»، كما وصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم خطوة حكومة إقليم كردستان بأنها «غير مسؤولة»، وقال إن تركيا تريد أن يعيش العراقيون جميعهم معا أمة واحدة، مشددا على أن إضافة مشكلة أخرى إلى المنطقة المتوترة أصلا ليس أمرا صائبا. بدورها حذرت الولايات المتحدة من أن إجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان رسمي «نقدّر تطلعات إقليم كردستان العراق المشروعة لإجراء استفتاء الاستقلال» لكن إجراءه قد يصرف الانتباه عن الحرب ضد «داعش». وأضاف البيان أن واشنطن «تشجع السلطات الكردية في العراق للتواصل مع الحكومة المركزية العراقية بشأن القضايا المهمة»، بما في ذلك العلاقات بين إربيل وبغداد وفق الدستور العراقي.
من جانبه حاول رئيس الهيئة المشرفة على الاستفتاء في الاقليم القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ووزير الخارجية السابق في الحكومة الاتحادية هوشيار زيباري، تخفيف التوتر الحاصل نتيجة الاعلان عن موعد الاستفتاء، حيث ذكر أن الاستفتاء سيعزز موقف الإقليم في المفاوضات مع بغداد، لكنه أكد أن نتيجة الاستفتاء لا تعني الانفصال والاستقلال. ونقلت وكالة رويترز عن زيباري قوله «إن التصويت على الاستفتاء لا يعني أيضا ضم كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها إلى الإقليم». وأضاف أن «الاستفتاء عملية ديمقراطية، ولا يمكن أن تعارض أي دولة ديمقراطية إجراء استفتاء. نحن لا نتحدث عن الاستقلال، نحن نتحدث عن استفتاء».
وقد كتب الصحافي الاستقصائي الكردي سامان نوح متابعا موضوع الاستفتاء؛ وفق البيان، الاستفتاء قد يجري دون اشراك البرلمان، ودون قانون خاص به يصدر من البرلمان (في خطوة غير مسبوقة على صعيد الاستفتاءات بالعالم). حيث يذكر البيان الرسمي: انه من تاريخ عقد الاجتماع إلى تاريخ اجراء الاستفتاء، الاطراف ستعمل لأجل تفعيل البرلمان وحل المشاكل السياسية من اجل ضمان الاجماع الوطني. وسبق أن تم تحديد السؤال الخاص بالاستفتاء: هل انت مع الاستقلال (نعم … لا)، وبحسب التصريحات المعلنة لمسؤولين كبار بالحزبين الحاكمين، الاستفتاء هو لمعرفة رأي الشعب الكردي، ولا يعني الانفصال مباشرة، انما يعني الدخول في مفاوضات قد تمتد لسنوات مع بغداد، لكنها ستكون بداية تشكيل الدولة الكردية.
وبحسب مسؤولين في الأحزاب الكردية المعارضة في الاقليم، أن الاستفتاء مجرد ورقة لكسب الشارع، من قبل الاحزاب الحاكمة التي تراجعت شعبيتها في الشارع الكردي، وأغرقت الاقليم في مشاكل سياسية واقتصادية وبنيوية عميقة، وهي اذا لم تنجح في تفعيل البرلمان واشراكه في العملية، واشراك الأمم المتحدة والدول الكبرى والمجتمع الدولي، فإنها ستحول الاستفتاء إلى مجرد ورقة محترقة. وبحسب متابعين فانه بعد سلسلة الجولات المكوكية التي اجراها مسؤولون بارزون بالحزب الديمقراطي الكردستاني، في الولايات المتحدة ودول اوروبية، لم يبرز اي موقف علني مؤيد للاستفتاء، فدول العالم ماتزال تتحفظ على اجراء الاستفتاء أو ترفضه، وتؤكد الدول الكبرى على وحدة الأراضي العراقية وحل المشاكل بين اربيل وبغداد، خاصة مع تعقد الصراعات في منطقة الشرق الاوسط ودخول اكثر من لاعب أقليمي ودولي فيها. ربما سيتم الاستفتاء في موعده المحدد وربما لا يتم، فالامر مازال معتمدا على الظروف الداخلية والضغوط الاقليمية، لكن وكما يرى المراقبون، أن الاستفتاء لن يكون سوى خطوة اولى في مسيرة الالف ميل التي يجب أن يقطعها الكرد للوصول إلى دولتهم المنشودة.

القدس العربي  2017-06-21




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد