هآرتس : تحالف ترامب مع السنة سيدفع الروس للتحالف العميق مع الشيعة وإيران

جي بي سي نيوز- :  تمكن  الرئيس ترامب  خلال زيارته التي استغرقت ثلاثة أيام تقريبا من إحداث ثورة في الشرق الأوسط: فقد وضع نفسه والولايات المتحدة كرأس حربة للجبهة السنية المضادة لإيران، وحظي مقابل ذلك بمئات مليارات الدولارات من السعودية، ونصب نفسه بطلا ضد الإرهاب، وهي الصورة التي اكتسبت أهمية كبيرة في أعقاب المذبحة التي وقعت في مانشستر وأودت بحياة أكثر من عشرين بريطانيا، وأخضع بدون قتال الرأي العام الإسرائيلي، ورشح نفسه لمنصب الرئيس الأميركي الأكثر ودا وصداقة مع إسرائيل.

ولا شك أننا لن نعرف ماهية الخلافات والمواجهات القائمة خلف الكواليس، لكننا سنعرفها في غضون الأيام القليلة القادمة، ولا نعرف ماهية الأبعاد السلبية لزيارته الآن، لكننا سنعرفها في غضون الأيام القادمة أيضا. ومن الجائز أن تدفع الولايات المتحدة، وليس هي فقط ،ثمنا باهظا جراء وقوفها إلى جانب السعودية والسنة، وعلى محاولاتها في عزل إيران وحلفائها الشيعة، الأمر الذي قد يجر روسيا إلى المنطقة. وسيأتي اليوم الذي سيضطر فيه ترامب لإبراز جدوى الشيكات الضبابية فيما يتعلق بمسيرة السلام، التي وقعها بوعوده خلال زيارته للمنطقة. وإذا اتضح أنه لا يملك غطاء لها، فقد يفتح هذا الوضع أبواب جهنم ليس للولايات المتحدة، بل لإسرائيل. وسرعان ما سيكتشف اليمين الإسرائيلي أيضا أن ترامب "لا ينبح فقط، بل يعض أيضا"، وسيعتبر خطابه الذي ألقاهفي إسرائيل بمثابة "تسمين ما قبل الذبح".

لقد بذل ترامب كل ما بوسعه من أجل كسب قلوب الإسرائيليين، ولا شك أن خطاب الوداع الذي ألقاه، كان من أكثر الخطابات المؤيدة من جانب واحد لإسرائيل والتي سبق لرئيس أميركي أن ألقاها، فهو لم يتجاوز أي جانب من الجوانب التي تهم إسرائيل، فقد لاطف القدس، أثنى على إسرائيل، مجد التاريخ اليهودي، وطرح نفسه كعراب للحلم الصهيوني.

لقد كانت هذه الزيارة بالنسبة لنتنياهو بمثابة هدية من السماء تجاه الخارج على الأقل، وقد أيد نتنياهو في صراعه طيلة ثماني سنوات مع أوباما، وبشكل خاص امتناعه عن ذكر حل الدولتين، وحدود 1967، وتقسيم القدس .

( هآرتس 24/5/2017 0 ترجمة خاصة جي بي سي نيوز )