حضروا بحثاً عن المال.. ورحلوا عشاقًا للهلال!
حين شاهدت المحارب الروماني ميريل رادوي وهو يعود ليلعب بشعار الهلال لمدة 80 دقيقة، بعد أعوام من اعتزاله كرة القدم، ورأيته يقاتل لافتكاك الكرة من لاعبي كوزموس الأميركي في مباراة استعراضية، وراقبته وهو يكاد لا يرغب بالخروج لولا أنه بدا متأثرًا بإصابة أخرجته مجبرًا وهو بطل، عاودني مرة أخرى ذلك السؤال القديم: ماذا فعل بهم الهلال؟! حين أشاهد حرص الكوري الجنوبي لي يونج بيو على تهنئة الهلاليين في حسابه على "تويتر" عقب كل بطولة، على الرغم من رحيله عن فريقهم منذ ستة أعوام، وأتذكر حرصه على زيارة معسكر المنتخب السعودي الأول في سيدني تأهبا لكأس آسيا 2015، وإصراره على الالتقاء بلاعبي الهلال.
وحين أشاهد سعادة السويدي كريستيان فليلهمسون بانتصارات "نادي القرن"، ومشاركته أفراحه، وأطالع تغريدات البرازيلي تياغو نيفيز التي يبعث من خلالها بين الفينة والأخرى تحياته وأشواقه للهلال وعشاقه، وتصريحات المدافع البرازيلي مارسيلو تفاريس وتجديد حبه للنادي الملكي على الرغم من بعد المكان والزمان، أعود لأتساءل: ماذا فعل بهم "الزعيم" ؟!.
يسأل المراسل لاعب الهلال السابق الليبي طارق التايب: "لماذا يتعلق أجانب الهلال به حتى بعد رحيلهم؟!"، فتأتي إجابة "البرنس" الساحرة كواحدة من تمريراته التي يستمتع بها الجمهور أكثر من الهدف: "جئنا للهلال كمحترفين، و "طلعنا" كعشاق"!، التايب الذي ذرف دموعه الصادقة مع مصطفى الآغا قبل ثلاثة أعوام حين سأله عن الهلال ليس اللاعب الأجنبي الوحيد الذي جاء إليه محترفًا وخرج منه عاشقًا، بل هو واحد من أولئك الذين سكنهم حب "الزعيم"!
وأعود لأتساءل: ألم يحضر أولئك الأجانب إلى الهلال طمعًا بالمال؟! ألم يتركوا أوطانهم ويبتعدوا عن أهلهم وأحبابهم، ويتحملوا اختلاف الأجواء والعادات والتقاليد رغبة في مضاعفة أرصدتهم البنكية؟! كيف غادروا وقد أخذوا ما يريدون ولم يغادرهم عشق الهلال؟! وكيف تحولوا من مجرد أجانب محترفين راغبين بالمال إلى عشاق مغرمين مسكونين بحب الكيان الأزرق؟!. لا تشجعوا الهلال، ولا تحبوه، ولكن اتركوا التعصب وأنصفوه، واعترفوا بأنه الواجهة المضيئة والمشرفة للكرة السعودية، وادرسوا بصدق ومهنية أسباب هذه العلاقة الغريبة بينه ومحترفيه السابقين.
وطالبوا بتعميمها على جميع الأندية في تعاملاتها وتعاقداتها وعلاقاتها مع لاعبيها ومدربيها الأجانب، بدلًا من تجارب بعض الأندية التي تستقبل أجانبها بالأحضان، وتودعهم مسكونين بالأحزان، يعضون أصابع الندم على تجربة اللعب مع أنديتنا، ويشوهون في كل مكانٍ سمعة كرتنا، وشتَّان بين نموذج مشرف يرفع الراس، وآخر فشلنا بين لجان "الفيفا" ومحكمة (الكاس)!.
الرياض السعودية 2017-05-25
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews