تقويض نفوذ طهران في سورية
جي بي سي نيوز :- على رغم تردد الإدارة الأميركية في التورط في الحرب الأهلية السورية، تجد واشنطن نفسها في معركة محتدمة في جنوب البلاد أدت الأسبوع الماضي إلى اشتباك بين قوات أميركية وقوات موالية للنظام السوري تدعمها إيران. وإذا انتهز الفرصة السانحة، في وسع الرئيس الأميركي توجيه ضربة إلى النفوذ الإيراني الإقليمي والمساهمة في إنقاذ سورية. وتصريحات إدارته توحي بأن ضربة التحالف الدولي في 18 الشهر الجاري على مقربة من قاعدة التنف على الحدود السورية مع الأردن والعراق هي ضربة يتيمة لن تتكرر. ولكن الاشتباك على مقربة من التنف ليس حادثة معزولة. فوفق مسؤولين وخبراء وقادة معارضين ميدانيين، ثمة مواجهة في تلك المنطقة تتسارع وتيرتها رداً على هجوم ميليشيات تدعمها إيران. فهذه تسعى إلى بسط نفوذها الاستراتيجي على أراض في سورية لتشق ممراً يمتد من لبنان وسورية عبر بغداد إلى طهران.
وإذا أفلحت إيران في مسعاها، غيرت الموازين الأمنية في المنطقة رأساً على عقب، وقوضت مكافحة «داعش» في دير الزور ومساعي أميركا لتدريب قوات سنّية عربية وتسليحها. ودور مثل هذه القوات حيوي في إرساء استقرار طويل الأمد. وخلاصة القول إن أميركا لا يسعها تجنب هذه المعركة، وعليها أن تخوضها. فهي الجسر إلى بلوغ ما ترمي إليه الإدارة الأميركية: الرد على التوسع الإيراني والعدوانية الإيرانية.
ولكن البيت الأبيض لا يرى، إلى اليوم، الأمور على هذا المنوال. فقرار ضرب قوات النظام وقوات تدعمها إيران الأسبوع الماضي، اتخذه قادة عسكريون ميدانيون. فهؤلاء القادة يملكون صلاحية توجيه ضربة أينما واجهت القوات الأميركية خطراً، يقول مسؤول أميركي. وعلى رغم أن السياسة الأميركية على حالها في سورية، غيّرت الضربات هذه حسابات طهران. ويرى الباحث في معهد الشرق الأوسط، شارلز ليستر، أن الضربة استهدفت ميليشيات «كتائب الإمام علي»، التي يدعمها الحرس الثوري. وبعد الضربة، أعلنت وكالة «فارس» أن إيران سترسل 3000 مقاتل من «حزب الله» إلى منطقة التنف «للتصدي للمخطط الأميركي». ويقول قائد معارض سوري يعمل مع القوات الأميركية إن الإيرانيين يقودون الحملة ضد النفوذ الأميركي، ويشرفون على خليط من قوات النظام السوري والميليشيات والقوات الإيرانية في منطقة التنف. وتتصدر أولوياتهم السيطرة على مثلث أمني يطلق يدهم بين بلدات شرق سورية في تدمر ودير الزور وبغداد. ويرمي الإيرانيون كذلك إلى الحؤول دون تقدم المعارضين السوريين الذين تدعمهم أميركا نحو دير الزور. وفتحت مجموعتان سوريتان معارضتان جبهة ضد القوات التي تدعمها إيران قبل أسبوع رداً على العمليات الإيرانية. وإحدى المجموعتين تعمل مباشرة مع القوات الأميركية، والثانية يدعم عملياتها العسكرية مركز الـ «سي آي أي» .
وتحسب مجموعات المعارضة السورية أن واشنطن تدعمها ضمناً للحؤول دون سيطرة إيران والنظام السوري على المنطقة. وهذا الحسبان ساهم في رص صفوف المجموعات المعارضة المقاتلة. ويلاحظ مؤيدو المعارضة السورية في واشنطن انعطافاً في مقاربة واشنطن مواجهة إيران في سورية. ويبدو أن ترامب يتجه في سورية- ولو كان الاتجاه هذا غير مقصود- إلى سياسة أكثر تشدداً مع إيران ونظام الأسد، وبدأ الانعطاف هذا يخلف آثاراً ميدانية ملموسة. ومعركة جنوب سورية بدأت، وعلى الإدارة الأميركية حسم أمرها والبت في ما إذا كانت أميركا ستلعب دوراً بارزاً هناك أم لا.
واشنطن بوست 2017-05-24
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews