Date : 25,04,2024, Time : 06:41:27 PM
4306 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 27 شعبان 1438هـ - 24 مايو 2017م 12:03 ص

مشكلة ميدو أنه يقلد قبل أن يفهم

مشكلة ميدو أنه يقلد قبل أن يفهم
محمد صيام

الكثير منا دائما ما يعرف الحقائق البديهية جيدا عندما يتعلق الأمر بالمنافسين.. ويستطيع كل فرد أن يحدد العيوب والداء والدواء وهو يجلس فى المدرجات أو فى استديو لتحليل مباراة فى أى بطولة مهما كانت المستويات والقدرات والفلسفة ولكن الكل يجد صعوبة بالغة فى تطبيقها على نفسه عندما يقوم بالعمل التدريبى ذاته ويتولى المهمة.

ومن يشاهد أحمد حسام ميدو فى استديوهات التحليل للدورى الإنجليزى عبر الفضائيات يشعر أنه يملك المعلومة ولديه موهبة تشخيص الداء ووصف الدواء، ومن لا يفهم فى الكرة وقواعدها العامة وأساليب لعبها يتملكه اليقين أنه أمام عبقرى فى التحليل ورجل يهتم بالتفاصيل صغيرها قبل كبيرها بعلمه ورؤيته المختلفة وبدقة، ولكن من له علاقة بأقل القليل من الأسس التكتيكية العامة للعبة يكون شديد الثقة أن حجم ما يعرفه لا يتجاوز الكلام ليس أكثر ولا أقل، أشبه بعناوين دون قراءة أو دراية بالمحتوى وكيفية تطبيقه أو بتعبير أكثر دقة فإنه يستغل جهل الآخرين بمصطلحات لا تسمن ولا تغنى من جوع فالقاعدة فى كرة القدم أن ما لا يؤدى فى التدريبات لا يطلب فى المباريات، ثم إن الكرة ليست مجرد شرح نظرى فقط لا يتبعه تطبيق عملى لطريقة اللعب ومضمونها وكيفية تنفيذها.

وما يحدث فى وادى دجلة عكس ذلك تماما بل إن أحمد حسام ميدو مثله كالكثير من أبناء جيله الذين استهوتهم الفضائيات والدوريات الأوروبية فاستغرقوا فى التقليد حتى غرقوا فى بحوره المميتة دون تفكير فى ثلاثة أشياء أساسية هل الإمكانات تسمح بتطبيق نفس الأساليب وهل يعرفون كيف يطورون لاعبيهم ليعوضوا ما ينقصهم أو لديهم فلسفتهم الخاصة التى تفرض عليهم ستايل لعب مختلفا حتى لو كانت الطريقة واحدة والتكتيك لا تغيير فيه، مثلما فعل الكثير من عباقرة التدريب فى أوروبا الذين سايروا التطور إنما بفكرهم الخاص وبرؤيتهم الذاتية وبخيالهم وحدهم حتى وصلوا لدرجة الإبداع، فعندما طبق سيميونى طريقة اللعب الرقمية ٤-٤- ٢ لجأ لتقسيم الملعب دفاعيا لقطاعات صغيرة وأضاف الكثير للاعبيه فى طرق الضغط وشكل الوقوف حتى قسمهم إلى مربعات فى مساحات لم تزد على سدس الملعب لا تزيد على ١٥ ٪‏ من إجمالى مساحته وفى حيز لا يتجاوز ١٥ مترا طولا و٣٥ عرضا فى وقت كان الجميع يتحدث فى العالم عن تقسيم الملعب لثلاثة أجزاء وقبل كل ذلك تمكن من إجبار المنافس حتى لو كان ريال مدريد 

أو برشلونة على تقليل سرعة بناء الهجمة حتى إن قيام منافسيه بشن هجمات سريعة مضادة كان فى أوقات كثيرة ضربا من الخيال ورفاهية غير متاحة، وزاد يورجن كلوب مع بروسيا دورتموند بغلق زوايا التمرير بل حرم حامل الكرة من الرؤية بتكتيكات خاصة وتحركات ابتكرها للاعبيه عند فقد الكرة، بما يضمن سرعة استردادها وهى فلسفته الخاصة التى صنعت له المجد حتى أصبحت الأندية فى الكرة الحديثة تنقسم إلى قسمين الأول يريد الاحتفاظ بالكرة طوال الوقت من أجل امتلاك المبادرة الهجومية.. والثانى يبنى تكتيكاته على ردة الفعل تجاه كل ما يقوم به المنافس ولكل أسلوب منهما إعداده الذهنى والتكتيكى والبدنى.

إذن الفلسفة وأسلوب العمل فى التدريب هما ما يحدد طرق اللعب فى المباريات وليس الفيديو أو مشاهدة مباريات الكبار عندما يطبقون الجديد فى الكرة، فأليجرى المدير الفنى لليوفينتوس الإيطالى أو كونتى المدير الفنى لتسيلسى لم يجلسا فى الاستديوهات يراقبان ويحللان الأندية ثم قررا فجأة تقليد أصحاب النجاحات فيها مثلما فعل أحمد حسام ميدو قبل مباراته مع الزمالك بتكثيف مشاهدات لاعبيه لليوفى حتى ملوا ثم قرر اللعب بالطريقة الرقمية ٣ - ٤ - ٣ ولكنه بدلا من أن يستنسخ لاعبا بقدرات دانى ألفيش الدفاعية راح بكل سهولة يسند المهمة لحسام عرفات لتكون النتيجة كارثية ثم يدفع بلاعب محدود الخبرات مثل يوسف حسن وديفيد أفوى فى خط الوسط ليفقد الفريق قدراته فى بناء الهجمة وحسن التصرف عند امتلاك الكرة أو إيجاد آلية لاستردادها عند فقدها وخسارتها.

ولو أن أحمد حسام ميدو كان متعاطفا مع الزمالك ومساندا للصديق شيكابالا لما ترك له كل هذه المساحات ولما تصرف بهذا الشكل العشوائى ولما أدار اللقاء بهذا الأسلوب الفوضوى الأهوج ولكن لا ميدو تعاطف مع الزمالك ولا ساند شيكابالا ولكن هى الخبرة التى يفتقدها والإصرار على التقليد الأعمى الذى لا يملك أدواته ولا يكلف نفسه معرفة أسس طرق اللعب لينفذها فى التدريبات وإنما الحل عنده دائما فى الفيديو ولولا رعونة لاعبى الزمالك لتعرض لفضيحة جديدة وأغلب الظن أنها ستأتى إذا لم يتخل عن إصراره على التقليد قبل المعرفة والنقل دون دراسة أو فهم وبصرف النظر عن قناعاته فإنه قدم لإيناسيو أنبوبة أوكسجين جديدة ليتنفس من خلالها فى مواجهة رئيس النادى الذى مازال يفرض إرادته الفنية ويتمسك برؤيته التى هى سبب كل المصائب التى حلت بالفريق.

ومثلما سقط أحمد حسام ميدو فى بحر التقليد العشوائى فإن المشكلة الأكبر كانت فى مصر المقاصة وتحديدا إيهاب جلال المدير الفنى للفريق فرغم ما يملكه من معرفة وتطور فإنه أهمل وأغفل عنصرا مهما كثيرا ما حصل على دورات تدريبية فيه وبات الأهم فى أوروبا وهو ما يتعلق بالاستشفاء الذهنى للاعبين خاصة عندما يكونون من محدودى الخبرة وتطاردهم العروض وتتملكهم الحيرة وهى الأزمة التى يتعرض لها الفريق كل موسم وتسبب له الانهيار.

الاستشفاء الذهنى يعد الفيصل فى الأداء فى المراحل الأخيرة للموسم وفى المسابقات الكبرى وهو أهم من الجوانب البدنية ومن الاستشفاء البدنى نفسه حتى إن بعض المدربين فى أوروبا يتعمدون التقليل من الأحمال بشكل غير عادى فى الأسابيع الأخيرة ويميلون للتدريبات الترفيهية للابتعاد عن الضغوط وإرهاق الجهاز العصبى لمواجهة شراسة المنافسات وهو ما فعله تقريبا زين الدين زيدان بعد الكبوة التى تعرض لها الريال قبل أسابيع وأفاق منها سريعا ونفذها بايرن ميونخ فى ألمانيا أيضا بعد الخروج الأوروبى مثل الأرسنال فى إنجلترا، وعلى العكس تماما الوضع فى مصر فسموحة عندما سقط لم يضع أحد فى اعتباراته الاستشفاء الذهنى وتأثيره على الجهاز العصبى للاعبين مثل المصرى والمحصلة أن الأول ظل لشهر كامل عاجزا عن الفوز والثانى لم يذق طعم الانتصارات فى أربع مباريات متتالية خسر فيها ثلاثة لقاءات وتعادل فى الرابع.

والاستشفاء الذهنى بات أكثر أهمية من الاستشفاء البدنى لأنه يؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبى للاعب ويحرمه من بذل الجهد ويجعله يشعر على الدوام بالإرهاق وعدم الرغبة فى بذل الجهد ويطيح بتركيزه ويسبب له ضغوطا يصعب عليه تحملها فتكون النتيجة انهيارا بدنيا وفنيا وهو ما جعل الأوروبيين يولونه الآن اهتماما غير عادى بأبحاث بالجملة، ولكن كيف يتحقق وطرق تطبيقه وأسس التعامل معه أنه موضوع له تفاصيله الدقيقة التى لا تسعها السطور الآن ولا مناسبته الآن، وإنما هو السبب والسر فى تراجع فرق كبيرة وآخرها الأهلى وكثيرا ما تسبب فى خسارة البطولات للمتصدرين وتراجعهم الحاد، فهل يدفع الأهلى ثمن إهماله فى أفريقيا.


  المصري اليوم المصرية  2017-05-24




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد