عن قصف الطائرات الأمريكية رتلا إيرانيا في معبر التنف الحدودي
القافلة التابعة للنظام السوري وحلفائه والتي دمرتها الطائرات الأمريكية بالقرب من حدود التنف على الحدود الأردنية العراقية السورية يوم الخميس الماضي ، كانت تهدف إلى وضع موطئ قدم للإيرانيين في هذه المنطقة بغية إيصال الحدود الإيرانية بسوريا ومنها إلى لبنان .
وبقراءة سريعة لما حدث ، فإن قافلة للنظام مكونة من دبابات وسيارات رباعية الدفع ومجنزرات ، بالإضافة إلى قوات آلية إيرانية وآليات لميليشيات شيعية من ضمنها حزب الله اللبناني دأبت عبر الأيام الماضية على محاولة الوصول إلى نقطة الحدود هذه لقطع الطريق على قوات تدربها أمريكا في المنطقة ولمنعها من احتلال هذا المثلث الأستراتيجي ، والهدف إيجاد خط بديل للخط الذي فشلت إيران في إنشائه شمال العراق ، حيث كان المخطط الإيراني الأول يهدف إلى وصل إيران بلبنان برا من خلال الشمال ، ولما تعذر ذلك بسبب التدخل التركي البري في العراق ،والأميركي في المنطقة وخاصة في سوريا وبقوات برية ، حاول الأيرانيون إيجاد خط بديل عن ذلك من خلال معبر التنف ، أو قرية التنف حيث يكون بإمكانها التواصل برا مع العراق ومنه لسوريا عن طريق حمص ومنها إلى لبنان فالمتوسط ، ومن أجل ذلك ، أعد الأيرانيون هذه القوة منذ فترة ، وبدأوا باجتياح الصحراء جنوبا بمئات الكيلومترات ، إلا أنهم وقبيل وصولهم إلى المنطقة المحظورة أمريكيا ، وجه الأمريكيون لهم تحذيرا عن طريق الروس ولكن التقدم استمر ، مما دفع بالطائرات ألأميريكة لقصف الأرتال العسكرية ورد من نجا منها على أعقابه .
وتكشف هذه الضربة جدية العزم الأمريكي في منع إيران من التواصل برا مع سوريا ولبنان ، وهو هدف استراتيجي للإيرانيين يبدو أنهم لن يحققوه ، وهو من ضمن التفاهمات التي عقدها الأميركيون مع السعودية وتركيا التي أدخلت قواتها البرية إلى العراق لمنع الخط الشمالي من التحقق أصلا قبل أن يفشله الأميركيون تماما بدعمهم الأكراد وتواجدهم البري في المنطقة .
وبهذه الضربة الأمريكة الثانية لقوات النظام وللإيرانيين مباشرة هذه المرة يكون الخط الأحمر الأمريكي قد رسم بقوة مما يعني بأن مشروع إيران في التواصل البري إلى المتوسط باء بالفشل ، ولعل هذا ما يجعل من ترامب حليفا موثوقا يستدعي الأمر مكافأته بمزيد من السلاح الأمريكي والإتفاقيات المشتركة بغض النظر عن سعرها ، فالقضية استراتيجية ومصالح عربية عليا أدرك الملك سلمان بحنكته كيف يحافظ عليها ويدافع عنها بكل ذكاء من خلال زيارة الامير محمد بن سلمان لواشنطن ، وكذلك يفعل القادة الخليجيون ، بالإضافة إلى أنها مصالح دول حليفة لواشنطن كما هي مصالح أمريكية اقتصادية خالصة ، وعلينا ان لا ننسى في النهاية بأن ترامب رجل أعمال ناجح قبل أن يكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية .
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews