تلاشي آمال انهيار سعر النفط
العراقيل التي كانت تقف أمام السوق النفطية قبل نحو أسبوعين وهبطت بأسعار النفط هبوطاً حاداً، كلها تبددت بعد الاتفاق السعودي الروسي الاثنين الماضي على تمديد خفض الإنتاج للربع الأول من العام المقبل 2018م؛ حيث ساهم الاتفاق بين وزير الطاقة السعودي المهندس خالد الفالح ونظيره الروسي الكسندر نوفاك بإضافة ثلاثة أشهر إلى الستة الأشهر المتبقية من عام 2017م في إعادة الصعود إلى أسعار النفط وبالتالي إيجاد أرضية صلبة لسعر البرميل لتقف فوق الحاجز النفسي البالغ 50 دولاراً.
الاتفاق الذي تم بين أكبر دولتين منتجتين للنفط في العالم سيكون على طاولة اجتماع أوبك المنعقد في فينا الأسبوع المقبل، وبكل تأكيد سوف يحظى بموافقة جميع دول الأوبك، وسوف يكون ملزماً لجميع الأعضاء في تنفيذه وسط هذا الخضم من الظروف التي تمر بها السوق النفطية إثر تباطؤ الاقتصاد العالمي وانخفاض الطلب على النفط وارتفاع التخمة من المعروض وتزايد الإنتاج الأميركي والمخزونات الأميركية.
في تقديري أن الأمر لن يقف على ذلك الاتفاق في حال عادت أسعار النفط إلى الاضطراب بفعل الأخبار غير الإيجابية ونشوء ضغوط المضاربين وتغطية مراكزهم، بل ربما يتم تمديد الاتفاق لربع آخر يشمل الربع الثاني من عام 2018م، وذلك للسيطرة على الانعكاسات السلبية المحتملة لأي إعلانات مقبلة عن ارتفاع المخزونات جراء الإنتاج الأميركي وتصاعد منصات الحفر المنتجة للنفط الصخري الذي بدأ يتوسع من خلال تقنياته الجديدة ذات التكلفة المنخفضة.
إن التفاهم السعودي الروسي في المجال النفطي الذي أسسه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية على هامش قمة العشرين في شهر سبتمبر الماضي خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح حالياً أهم شراكة ذكية تؤسس في العالم الحديث؛ حيث لم تؤسس من قبل في تاريخ الصناعة النفطية، وتؤتي بثمارها بين فترة وأخرى، وذلك بهدف بسط الاستقرار لأسعار النفط.
تلك الشراكة الذكية لو لم تكن موجودة على أرض الواقع لزلزلت انهيارات النفط العالم كما زلزلته في عام 2014م، ووجودها حالياً سوف يقضي على كل ما يستجد من العراقيل التي تقف أمام السوق النفطية، وذلك لأجل إيجاد أرضية صلبة لسعر النفط، فما أظهرته تلك الشراكة من نجاح كبير الاثنين الماضي أعاد حسابات جميع إستراتيجي ومحللي السوق النفطية في العالم، وخفض من مراهناتهم حول عودة الاضطراب إلى أسواق النفط وعودة النفط الرخيص إلى الأسواق العالمية وتلاشت الآمال بانهيار أسعاره مجدداً.
الرياض 2017-05-20
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews