لقاء ترامب -عباس وأثره على الأسرى الفلسطينيين

كشفت معلومات متداولة تم التوثق منها دبلوماسيا عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ  ابو مازن بانزعاجه وامتعاضه من قيام السلطة بدفع رواتب أهالي الشهداء والأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال ، على اعتبار أن هذا الأمر يشجع الإرهاب .

المفاجأة  ليست هنا فقط ،  بل في أن السلطة ، ممثلة بصائب عريقات ، تلقت قبل لقاء ترامب - عباس ضربة استباقية للقاء البيت الأبيض ، تتلخص في أن الإسرائيليين أنكروا اتفاقا  تم إبرامه مع الفلسطينيين " عريقات مثل الجانب الفلسطيني "  وبحضور  وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري في أيار من عام 2014 وممثل عن إسرائيل ، وينص الإتفاق المذكور  على أن تستبدل الجهة التي تمنح ذوي الأسرى رواتب شهرية ، لتصبح منظمة التحرير بدلا عن السلطة ، غير أنه وقبيل لقاء عباس - ترامب ، فجر اللوبي الصهيوني في أمريكا هذه القضية ، مما جعل ترامب يتبناها ويطلب من عباس وقف دفع الرواتب المذكورة ، تحت أي مسمى ، وهو ما لم تعلن عنه وسائل إعلام السلطة أو أي جهة فلسطينية حتى الآن .

 اي أن منظمة التحرير أيضا ، وبصفة عباس رئيس لجنتها التنفيذية ،  محظور عليها هي الأخرى دفع أي رواتب ، وهو ما يذكر بالعهود والوعود التي يقطعها الصهيانة  وحلفاؤهم عبر التاريخ ، حيث لا يصمد منها  شيء ، فما بالك والشاهد الضامن هنا هو جون  كيري الذي كان بالفعل ، نكتة يتفكه بها السياسيون عبر العالم لكونه لم ينجز أي ملف عهد عليه بإنجازه في مشارق الأرض ومغاربها .

ليس هذا فقط ، بل  إن معلومات مؤكدة نشرتها وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية ووثقتها محاضر اللقاءات ،  قالت إن لقاء رئيس السلطة مع ترامب خلا من حديث الجانب الفلسطيني عن " حق العودة "  بل عن " حل قضية اللاجئين "  وهو ما أكده في السياق ، لقاء عباس مع زعماء يهود في الولايات المتحدة عقب لقائه الرئيس الأمريكي حيث خلا  اللقاء المذكور أيضا  من الحديث عن عودة اللاجئين .

لا أريد أن أزيد ففي الفم ماء كما يقال ، ولكني أنتهز هذه المناسبة لإرسال تحية للأسرى الصامدين في سجون الإحتلال ، وأعان الله ذويهم على قادم الأيام  والليالي " الحالكة " : التي تنتظرهم ، إن أذعنت السلطة والمنظمة لإملاءات نتنياهو في هذه القضية الإجتماعية  الخطيرة والحساسة والتي لا تحمد عواقبها - داخليا - لا على السلطة ولا على المنظمة .

د.فطين البداد