Date : 26,04,2024, Time : 06:46:55 PM
3381 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 02 شعبان 1438هـ - 29 ابريل 2017م 12:29 ص

الادخار للسكن

الادخار للسكن
م. إبراهيم الصحن

في معادلة القدرة على تملك السكن، هناك متغيران، هما: سعر الوحدة السكنية، والدخل السنوي للفرد، أما سعر الوحدة السكنية فيخضع لمبدأ العرض والطلب في السوق، كما أن من الواجب على الحكومات - بما أننا نتحدث عن أحد أساسيات المعيشة - أن تضمن أن متوسط سعر السكن متناسب مع متوسط دخل المواطن، من خلال السعي الحثيث إلى إيجاد بيئة مستدامة في السوق السكنية توفر التوازن بين العرض والطلب، وذلك بمعرفة مسببات التأخر في إنجاز الوحدات السكنية والمساهمة في تذليلها، وتحفيز المطورين لزيادة المعروض بشتى أنواعه وأحجامه، التي تتناسب مع احتياجات الأسر، بل من المفترض - عند عدم قدرة المطورين على إنتاج الكم الملائم في وقت معين - أن تعمل الحكومة على إيجاد ذراع تطويرية تتمكن من سدة الفجوة بين العرض والطلب على المديين القصير والمتوسط، وفي المقابل عندما نتحدث عن دخل المواطن، فلا شك أن هناك حاجة ماسة إلى إيجاد سياسات تعنى بالعمل لتوفير بيئة مناسبة لرفع مستوى الدخل، وتحسين بيئة الاستثمار للأفراد، بإيجاد وسائل استثمارية تكون آمنة وذات عائد معقول للفرد الراغب في استثمار مدخراته المالية على المدى البعيد، وهذا يعني إيجاد برامج موجهة لغرض الادخار، ومن أهمها الادخار لغرض السكن. أحد العوائق المهمة لدى شريحة من الناس، إضافة إلى ارتفاع أسعار الوحدات السكنية وتجاوزها لإمكاناتهم المالية، هو عدم استطاعة سداد الدفعة المقدمة، التي تقدر بـ 15 في المائة من سعر السكن المراد شراؤه وفقا للنظام الذي أقرته مؤسسة النقد بهذا الخصوص، ولا يعني الحل خفض أو رفع هذه النسبة؛ لأن لها سياسات نقدية معينة، ومعايير يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند رفعها أو خفضها؛ وذلك لمساعدة جهات التمويل على المحافظة على مخاطرها، وضبط ارتفاع أسعار الوحدات السكنية، لكن المفترض أن يعمل كل شخص على برنامج ادخاري واضح المعالم؛ ليتمكن، في الوقت الذي يناسبه، من سداد الدفعة الأولى للسكن الذي يرغب في شرائه على الأقل، وحاليا تشهد أسعار العقار السكني تصحيحا، وهذا موثق ببيانات رسمية من الهيئة العامة للإحصاء، ولا سيما أسعار الأراضي السكنية، خاصة تلك المناطق التي تكثر فيها الأراضي ويقل فيها العمران، لكن عزيزي الراغب في تملك السكن، حتى إن وصلت الأسعار إلى مستوى يتناسب مع دخلك، فبدون ادخار الدفعة الأولى لن تستطيع الشراء، أو ستضطر إلى اقتراض الدفعة الأولى، وهنا ستزيد عليك المدة وتكلفة التمويل، وكأن الانخفاض الذي حصل لم تستفد منه فعليا أو ستستفيد منه جزئيا، لذلك الادخار للسكن، ولا سيما لمن تجاوز عمره 30 عاما، لم يعد فكرة تحتاج إلى تأمل، بل أمرا لا بد أن يطبق على أرض الواقع وتبدأ به من اليوم، وخلال الفترة الماضية التي شهدت توقف البدلات والمزايا المالية للعاملين في القطاع الحكومي وشبه الحكومي، كان على المواطن أن يعيش أيامه دون هذا الدخل، ولعل الأمر الملكي بإرجاع هذه البدلات والمزايا يحفز الشخص على ادخار هذا المبلغ الإضافي، ويعتبر أن الشهور الماضية كانت تمرينا لادخار هذه المزايا المالية في حساب ادخار لغرض السكن، ولذلك فمسؤولية السكن كما أن جزءا منها يقع على عاتق الحكومة، هناك جزء آخر يقع على عاتق الأفراد بأن يضع كل منهم خطة لرفع مستوى دخله، وذلك بتطوير مسيرته المهنية، ومحاولة استغلال الفرص التجارية المتاحة في البلد، وكذلك العمل الجاد على الادخار لغرض السكن وتوفير الدفعة الأولى كحد أدنى. الخلاصة، كما أن على الحكومة إيجاد الحلول للموازنة بين العرض والطلب في سوق العقار السكنية، وكذلك إيجاد برامج ادخارية واستثمارية مخصصة للسكن، فنجد النموذج البريطاني مثلا يقدم 20 في المائة إضافية على المبلغ الذي يقوم الفرد الراغب في شراء سكن لأول مرة بادخاره لغرض الدفعة الأولى، مع وجود حد أعلى للدعم، ولذا نحن في حاجة إلى مثل هذه البرامج التي تبث الحماس في الأفراد ليدخروا لغرض السكن، وتوجيه السلوك نحو ثقافة الادخار، وفي المقابل على الفرد مسؤولية رفع مستوى دخله، بتحسين مسيرته المهنية، ورفع كفاءته العملية، وكذلك باستقطاع جزء من دخله وادخاره لغرض السكن؛ لأنه مهما انخفضت أسعار الوحدات السكنية ووصلت إلى أسعار مناسبة فلن يستفيد منها الشخص الذي لم يستعد عن طريق الادخار لاقتناص الفرص في ذلك الوقت، وحيث إن العمر والدخل الشهري أهم معيارين لتحديد مبلغ التمويل السكني، لذا أود توجيه رسالة مهمة خاصة لمن تجاوز الـ 30 ولم يفكر في رفع مستوى دخله بشكل جيد، ولم يضع خطة ادخار للسكن، فسيجد صعوبة بالغة مستقبلا في الحصول على تمويل يلبي احتياجه للسكن المناسب حتى مع تصحيح الأسعار الحالية، لذلك لا بد أن يبذل الفرد بعض الجهد لحل مشكلة السكن الخاصة به، وألا ينتظر فقط الحلول التي تعمل عليها الحكومة

الاقتصادية 2017-04-29




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد