Date : 25,04,2024, Time : 08:59:35 AM
3780 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الجمعة 01 شعبان 1438هـ - 28 ابريل 2017م 12:44 ص

استعادة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية

استعادة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية
عماد شقور

عالم يفور باحداث جسام. واخبار تتلاحق دون توقف، تثير الرعب بين ابناء دول وشعوب العالم. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدد كوريا الشمالية تصريحا وتلميحا، وبدعوات لاجتماعات وجلسات متخمة بالايحاءات، وبمناورات عسكرية تعززها صور نيران القذائف والصواريخ.
عندما تندلع الشرارة الاولى سيرى العالم اول الانفجارات لحظة وقوعها. لكن لا احد في العالم: لا الطرف المبادر ولا الطرف المتلقي (الضحية)، سيعرف كيف ستتطور الامور، ومن الذين سيشملهم محيط دائرة العنف والقتل والتضرر. ولا احد يعرف على وجه الدقة، كيف سترد كوريا الشمالية، في حال تعرضها للقصف، وباي من انواع الاسلحة، وضد أي اهداف في كوريا الجنوبية واليابان، وضد اي اهداف أمريكية قريبة، سواء في البحر او في بَرّ دول الجوار، بل وربما في البر الأمريكي ايضا. ولا احد ايضا يعرف كيف ستكون تصرفات وردود افعال الصين وروسيا ودول اوروبا ذات الاوزان المؤثرة، ومجمل دول الجوار والعالم.
يضاف إلى هذا الجو المشحون، ما تشهده دول الغرب، وحاليا اوروبا، من معارك انتخابات لتحديد سياساتها، وبشكل خاص سياساتها بخصوص الإرهاب، (وجميع منابعه في ارضنا العربية والإسلامية)، ومخاطر المهاجرين، (وجميعهم من دولنا الطاردة لمواطنيها)، وانحصار المنافسات الجدية تقريبا، بين اليمين الذي يتبرّأ منا ومن سلوكياتنا و»قِيَمنا» من جهة، واليمين المتطرف العنصري الذي يزيد على ذلك بوجوب انزال العقوبات، من شتى الاشكال، ضد شعوبنا ودولنا، ضد الحاكمين بالحديد والنار، وضد ضحاياهم المنكوبين بهم. 
نهتم بكل ما يحدث في العالم. نتابع تفاصيله وتطوراته وانعكاساته على مجمل الاوضاع في العالم بشكل عام، وفي عالمنا العربي بشكل خاص، ونتحسّر. فلا وزن للعرب ولا حضور في أي تفصيل من تفاصيل الاحداث في العالم، التي تحدد حاضر وواقع ومستقبل الامم والشعوب والدول، بل والافراد ايضا. ولا حضور ولا وجود عربي على مقاعد موائد المفاوضات حول مصير ومستقبل العالم العربي ذاته ايضا. وآخر مثال فاقع على ذلك، هو الغياب الكامل للعرب عن اللقاءات والمؤتمرات التي تعقد لتحديد مستقبل سوريا العربية وشعبها، وقبل ذلك الغياب العربي، الكامل ايضا، عن مفاوضات إيران و»الاربعة زائد واحد»، حول البرنامج النووي الإيراني.
نضيف إلى الغياب العربي عن الاحداث والوقائع العربية، الغياب الفلسطيني، شبه الكامل، عن الاحداث والوقائع الفلسطينية. فكل الكلام والبيانات والصياغات اللفظية فلسطينية، لكن كل الخطوات العملية والحقيقية على ارض الواقع، غير فلسطينية.
هل هذا هو قدرنا الذي لا فكاك لنا منه؟، ام ان ذلك واقع قابل للتغيير؟. هذا هو السؤال الاول والأهم. وجوابي عليه: ان التغيير ممكن بكل تأكيد.
نأخذ مثلا واحدا للتدليل على صحة ما ذهبنا اليه. فخلال ايام يلتقي الرئيس الفلسطيني، ابو مازن، في البيت الابيض، مع الرئيس الأمريكي ترامب. وسيدور بينهما حديث ومناقشات وحوار حول مجمل القضايا التي تهم شعبنا، وامكانيات ان تلعب الدولة الاقوى في العالم، والحليف الاستراتيجي لاسرائيل، دورا مختلفا عن ادوار الادارات الأمريكية السابقة: دور الساعي إلى انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وليس «إدارته». ولا حاجة هنا لتذكير ابو مازن بالثوابت الحقيقية للشعب الفلسطيني، فهو اكثر الناس معرفة بها، واكثر الناس قدرة على صياغتها بلغة سياسية عصرية مقبولة ومقنعة. لكن، ماذا لو استفاد ابو مازن من لحظة التصوير التلفزيوني الاولى في المكتب البيضاوي، باطلاق مناشدة علنية للرئيس الأمريكي، ان يعمل ما بوسعه لتأمين ما يكفي من امكانيات مادية، ومن قرارات ملزمة لاسرائيل، لإقامة محطة ضخمة لتحلية مياه من بحر غزة، تكفي لإرواء مليوني مدني فلسطيني، اغلبهم من اللاجئين، يقيمون في القطاع الذي تحاصره اسرائيل برا وبحرا وجوا، ولتخليصهم من مضار وامراض العطش ومخاطر؟.
كيف يمكن ان يكون وقع تلك المناشدة على المشاهدين والمتابعين في العالم؟. والاهم من ذلك: كيف سيكون وقع تلك المناشدة على الفلسطينيين بشكل عام، وعلى اهل قطاع غزة بشكل خاص؟.
لا اعتقد بضرورة امتلاك خيال واسع، او قدرة فائقة على التقدير، لمعرفة الحجم الايجابي الهائل لهذه اللفتة البسيطة المتواضعة على القطاع واهله، الذين سيشعرون ان ذلك الضيف في البيت الابيض هو رئيسهم الذي يحس بمعاناتهم ويعمل على رفع ما امكنه منها. دون التنازل طبعا عن القضايا والثوابت الفلسطينية المشروعة القابلة للتطبيق. بل حتى يمكن لها ان تُنسي جزئيا، او تغطي الضرر الذي تسبب به اقتطاع 30 في المئة تقريبا من رواتب موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية في غزة، في مطع هذا الشهر. وستكون تلك المناشدة، بما تحمله من رسائل انسانية، إلى العالم والى الفلسطينيين في قطاع غزة، خطوة اولى على درب عودة الشرعية إلى غزة وعودة غزة إلى الشرعية.
لا يجوز ان تشغلنا أي من احداث العالم، القريبة او البعيدة، عن واقعنا الذي نعيشه، وعن واجبنا مواصلة شرح تفاصيل قضايانا العادلة، ونقل صور معاناة شعبنا من الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي، والكشف امام الرأي العام العالمي، ان ما يخشى هذا العالم وقوعه في حال نشوب حرب تستهدف القدرات النووية والصاروخية لكوريا الجنوبية، هو الواقع ذاته الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني. 
حقيقة هي ان لا فرق بين موت وموت. فالموت جراء انفجار صاروخ يحمل ويفجر قنبلة ذرية، او الموت من اصابة برصاصة مسدس او من ضربة عصا، او الموت من جوع او عطش او من قهر، متساوين في الجوهر والنتيجة. فـ»تعددت الاسباب.. والموت واحد». ومن الظلم لابناء شعبنا في غزة، ضحايا قذائف وحصارات اسرائيل لهم، في البر والبحر والجو، وتاليا لذلك الحصار تحت الارض، في محاولات لمنع تفعيل الأَنفاق، ان ننسى ولو للحظة، وان لا نعمل كل ما هو ممكن ومطلوب، لرفع الظلم الذي يعانون منه، جراء بطش وقهر اسرائيل وجيشها واجهزتها الامنية.
لكن كل جهد فلسطيني في هذا الاتجاه، لن يكون مثمرا بما فيه الكفاية، إذا لم يترافق مع عمل فلسطيني جدي، ينقذ اهلنا في قطاع غزة، من «ظلم ذوو القربى»، ومقرهم رام الله، ومن ظلم وبطش وتخلف «أُولي الامر» في غزة، ويعيد للشعب الفلسطيني وحدته وتماسكه والتفافه حول كل ما يتم التوافق عليه، ويندرج تحت عنوان المصلحة الوطنية العليا.
فرص استعادة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية، لما فيه مصلحة اهل غزة واهل الضفة الغربية وكل الفلسطينيين وقضيتهم بالغة التعقيد، عديدة ومتكررة، بل ومتجددة باستمرار، وهي النتيجة النهائية بكل تأكيد، رغم كل ما تبذله جهات متعددة من جهود لمنع تطور الامور في هذا الاتجاه.
اول العاملين على تقسيم ما تم احتلاله من الوطن الفلسطيني في حرب حزيران الكارثية قبل خمسين سنة، هي اسرائيل طبعا. ولم يكن انسحابها من القطاع دون تنسيق إلا تنفيذا لهذا الهدف. لكن بين المستفيدين من هذا الشقاق و»الهجر» افراد يضعون مصالحهم الشخصية الصغيرة الضيقة فوق كل اعتبار، ويجندون من اجل ذلك عصبيات تنظيمية وادعاءات ايديولوجية واساليب اخرى اقل وجاهة، هادفين ابقاء الحال القائم، على ما هو عليه.
قطاع غزة، في هذه المرحلة، هو الاجدر بالعناية. سئِل اعرابي حكيم: أي ابنائك احب اليك؟، فقال: «الصغير حتى يكبر، والغائب حتى يعود، والمريض حتى يشفى».
قطاع غزة بالنسبة للفلسطينيين هو الصغير الذي لم يكبر بعد، وهو الغائب الذي ما زال غائبا، وهو المريض الذي يعاني من الامراض، وليس من مرض واحد فقط. وهو الذي يجب ان يحتل الموقع الاقرب إلى وجدان وضمير وقلب كل وطني فلسطيني.

القدس العربي 2017-04-28




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد