صفر جوارديولا..وصفر أنشيلوتي
للمرة الأولى، منذ لمعان اسمه في عالم التدريب، يخرج بيب جوارديولا صفر اليدين، في موسم قحط بالدوري الإنجليزي، وعلى غير العادة التي جرت عليها مقاديره مع برشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني.
قد نجد لجوارديولا العذر في صفره، كونه جاء وسط زحام شديد، مع فرق قادرة على الافتراس حتى وهي في أضعف حالاتها، فالدوري الإنجليزي لا يمكن أن نطلق عليه وصف الغبة التي يأكل فيها الكبير الصغير، ولكنه حالة من تقارب القوى بين الجميع، والمفاجأة هي الشيء الوحيد الذي لا ينتهي طيلة الموسم.
جوارديولا يؤكد أنه خرج صفر اليدين في إنجلترا لأن فريقه ليس الأفضل، ولأنه لا يستحق الكؤوس، مؤكدا على استمرار فلسفته في بناء فريق يلعب كما يريد هو، ولو اضطره الأمر لبناء فريق جديد كما فعل مع برشلونة الذي حقق جميع البطولات في عهده.
وعلى الجانب الآخر، يسير كارلو انشيلوتي مدرب بايرن ميونخ على طريق الأشواك الألمانية، رغم سهولة مهمته نسبيا مقارنة بجوارديولا، في دوري لا يوجد فيه سوى قطب البايرن، لكنه بدا عاجزا في محطته الأوروبية وهو يواجه حامل لقب أوروبا ريال مدريد، فمسؤولية الخروج يحمل جانبا من وزرها مدرب لم يحسن اختيار التشكيلة، ولم يكن جريئا في تبديلاته، التي كانت لتحسم المواجهتين وترتقي نحو نصف النهائي، رغم أن الفريق جاهز بالكامل، على العكس مما حدث مع جوارديولا الذي أنهكته إصابات اللاعبين الكبار وغياباتهم المؤثرة.
في كأس المانيا كان انشيلوتي يتلقى الصفعة القوية من بوروسيا دورتموند، الذي سبق أن هزمه برباعية قبل أسابيع قليلة في قمة الدوري، ووجد نفسه خارج البطولة التي تعتبر هدفا أساسيا للنادي، كما أنه في البوندسليجا لم يقدم الأداء الساحر الذي ميز العملاق البافاري، حتى أنه تعادل مع ماينز وليفركوزن في آخر مواجهتين، وقدم مستوى أغضب عشاق النادي الأحمر.
قد يكون جوارديولا أخطأ بمغادرة جنة البايرن نحو جحيم الدوري الإنجليزي، لكن خيار انشيلوتي بقيادة الفريق البافاري، شابه الاعتماد على الأساليب التقليدية في إدارة عملاق، كبحت جماحه القرارات الفنية والإدارية، فتحول إلى حمل وديع، فقد هويته وقدرته على الإمتاع، وبدأ صدى الخلافات مع لاعبيه يتردد داخل أروقة النادي وخارجه.
قد يتفوق انشيلوتي على جوارديولا بالفوز بلقب ألمانيا في الموسم الحالي، لكن الفارق بينهما أن البايرن بإمكانياته المالية الهائلة ولاعبيه الأفضل في ألمانيا، قادر على الحفاظ على لقبه لسنوات عدة حتى بمدرب أقل من أنشيلوتي، على العكس من الدوري الإنجليزي الذي يلهث فيه معظم المدربين وراء النقطة، وبالكاد يبلغونها بشق الأنفس.
بناء على ما سبق: هل يعادل لقب انشيلوتي (المتوقع) بصفر جوارديولا الذي حطمت عواصف إنجلترا أشرعته على جميع المسارات؟
كورة 2017-04-28
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews