الأجنبي.. معه وضد آلية اختياره!!
سنوات طويلة مرت منذ أن فتح الباب لدخول اللاعب الأجنبي في ملاعبنا المحلية في لعبة كرة القدم والأمر مستمرًا حتى هذا اليوم فالأندية كانت ومازالت تتعاقد في كل موسم مع طابور طويل من اللاعبين من مختلف الجنسيات سواء العربية أو الأجنبية في محاولة لتدعيم صفوف فرقها للمنافسة على أحد اللقبين المتاحين لهم وهم مسابقة كأس جلالة الملك المفدى ومسابقة الدوري بدرجتيه الأولى والثانية لكن وللأسف لم نرَ منذ سنوات طويلة أسماء لاعبين محترفين من الممكن أن نطلق عليها لقب «لاعب أجنبي محترف»، حيث إن المسمى السليم لأغلب من تتعاقد معهم أنديتنا بالكاد يصل لكلمة أجنبي فقط ولا يصلح أن نطلق عليهم مسمى لاعب أو محترف مقارنة باللاعبين المحليين الذين يفوقونهم في المستوى وهم من يحدث الفارق في الفريق لا الأجنبي المتعاقد معه والذي يعتبر أغلبهم عالة على من تعاقد معه.
أسئلة تطرح نفسها بصراحة اليوم على ساحة لكرة القدم، هي «هل أندية البحرين مؤهلة لدخول عالم الاحتراف بشكل كلي؟ وهل تمتلك أنديتنا العقليات والكفاءات المؤهلة لاختيار المحترفين الأجانب؟ ومن يختار المحترف الأجنبي في الأندية طوال تلك السنوات؟».
فمنذ عهد الثلاثي الأجنبي «كوارشي، آدم وبرونو» في المحرق، النجمة «الوحدة» والرفاع لم تمر على ملاعبنا أسماء تستطيع إحداث الفارق الكبير في فرق الأندية كالتي ذكرتها على الرغم من كون الفرق لم تضم سوى لاعب أجنبي وحيد في تلك السنوات بعكس العدد اليوم بوجود ثلاثة محترفين أجانب ورابع آسيوي وقد نستثني البرازيلي ريكو في المحرق قبل عدة مواسم ومهاجمي المنامة البرازيليين تياغو وإيفيرتون في الموسمين الأخيرين بظهورهم بمستوى يؤهلهم لأن يصنفوا ضمن المحترفين الأجانب الحقيقيين، أما البقية فالتعاقد معهم أشبه بشراء البطيخ «الجح» على الرغم من لونها الأخضر الزاهي وشكلها المغري لكن لا أحد يعلم ماهو اللون والطعم بداخل البطيخة كما هو الأجنبي في ملاعبنا فأسماؤهم كلون البطيخة ومستوياتهم كداخلها فكل نادٍ ومستوى قوة الحظ لديه في بطيخته أو محترفه كون عملية الاختيار والتعاقد لاتتم وفق أسس فنية صحيحة في الغالب، الأمر الذي يجعلها صفقات فاشلة مصيرها إنهاء التعاقد بخسارة للنادي وربح لمن هو ليس بلاعب، لكن المستغرب ويثير الاشمئزاز بشكل أكبر من إلغاء عقد الأجنبي هو تهافت أندية أخرى للتعاقد معه ونراه ينتقل بين أندية البحرين على الرغم من مستواه المعروف والذي لا يؤهله لأن يمثل أي نادٍ مهما كانت درجته!!
قد يعتقد البعض بأني ضد وجود المحترف الأجنبي في كرة القدم البحرينية بكلامي هذا لكن العكس صحيح، فأنا مع وجوده في ملاعبنا لكني ضد آلية العمل في منظومة الاحتراف في البحرين خصوصًا في عملية الاختيار التي لا أساس لها كونها غالبًا ما تكون وفق أهواء إدارية بحتة وبعيدة عن الأساس الفني واحتياجات الفرق، الأمر الذي حول التعاقد مع الأجنبي؛ لأن يصنّف بأنه إهدار للمال العام وأحد أكبر أسباب الأزمات المالية في الأندية ويجب محاسبة المتسبب فيه بشكل جدي.
وفي المقابل يجب أن تعي إدارات الأندية بأن تعطي الاختيار لأهل الاختصاص فنيًا وفق احتياجات الفرق، بينما تتولى هي مسؤولية المفاوضات الإدارية بدلاً من أن تستولي على جميع الحقوق وتخسر من الطرفين باختيارها لاعبا فاشلا وتحمّل خزانتها العجز المالي.
الايام البحرينية 2017-04-27
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews