لماذا سيفوز موناكو بدوري أبطال أوروبا؟
عندما سحبت قرعة الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا، انصب كل التركيز والاهتمام على دربي مدينة مدريد بين الريال وأتلتيكو، وكثيرون اعتبروا أن بطل هذا الموسم سيأتي من هذه المدينة، وربما هو أمر منطقي.
فمن البديهي ترجيح صاحب اللقب والرقم القياسي باحرازه 11 لقباً الريال، ومن بعده يوفنتوس، رغم عراقته الا انه لم يحرز اللقب سوى مرتين في تاريخه، ومن بعدهما أتلتيكو الذي وصل الى المباراة النهائية 3 مرات في تاريخه، لكن لا أعتقد أن أحداً أعطى لموناكو أي فرصة على الاطلاق، خصوصاً أنه لم يصل الى المباراة النهائية سوى مرة واحدة فقط، وخسرها في 2004 أمام بورتو، رغم أنه الأكثر اثارة بين الأربعة، وبالنسبة لي شخصياً فانني أرشحه بقوة لاحراز اللقب وكسر احتكار الوجوه المألوفة.
السبب في هذا الترشيح الغريب، يعود ليس فقط بسبب قدرات موناكو وروعة شبابه وحيويتهم، لكن أيضاً بسبب خصومه وقدراتهم، وأبدأ بالريال، الذي أعتقد أن همه الأول والكبير هو احراز بطولة الدوري الاسباني، الغائب لقبها عنه منذ 2012، والتي يفضلها بكل تأكيد على دوري الأبطال، وفي حال عدم فوزه الليلة على غريمه التقليدي برشلونة في الكلاسيكو الاسباني، فان الصراع على اللقب سيمتد حتى النهاية، ما يشتت تركيز الفريق عن دوري الأبطال، وربما ينهك لاعبوه بحلول موعد الدورين نصف النهائي والنهائي، عدا عن شعور الكثير من أنصار الفرق الأخرى ببغض عقب فوزه على البايرن في الدور السابق، بسبب الاخطاء التحكيمية. ورغم تألق رونالدو في الفترة الاخيرة، الا ان صافرات الاستهجان ما زالت تلاحقه كل حين وآخر، وكأن المرء يشعر بأن ماكينة الريال لا تعمل بكامل قوتها. أما أتلتيكو فسيضع كل قوته في مباراتيه أمام الريال، رغم انه يصارع أيضاً لضمان المركز الرابع في الدوري الاسباني، والذي سيتنزف منه الكثير، وهناك قناعة بأنه بمجرد اقصائه للريال من نصف النهائي فان لاعبيه سيشعرون بأنهم انجزوا الثأر والمهمة، وعينهم ستسهو عن النهائي. أما يوفنتوس فسيكون عقبة حقيقية لموناكو، حيث ستكون مباراة بين أقوى خط دفاع (استقبلت شباك اليوفي هدفين فقط في المسابقة هذا الموسم)، وبين أقوى خط هجوم (سجل موناكو أكثر من 130 هدفاً في نحو 50 مباراة في كل المسابقات هذا الموسم). وستكون المعادلة مثيرة بين فريق يبرع في منع الأهداف وآخر في تسجيلها، لكن الغلبة ستكون للثاني في نظري، خصوصاً أن اليوفي يعاني في جعل هدافه الارجنتيني هيغواين ينتقل من التألق في الدوري الايطالي الى التسجيل في المسابقة الاوروبية.
أما موناكو فيعتبره كثيرون مفاجأة، لكن هذا لمن لم يشاهده ويتابعه طيلة الموسم، ومخطئ من يعتقد أن الفريق فقط ينجح في انتصاراته فقط بسبب قدراته الهجومية، لكن في الواقع نجح المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم، أول مدرب من أصول فنزويلية يصل إلى المربع الذهبي للبطولة الأوروبية، في صنع آلة دفاعية رهيبة عندما استلم تدريب الفريق في 2014، قبل ان يحوله الى ماكينة أهداف خيالية ومثيرة، بقيادة المخضرم راداميل فالكاو، لكن الفضل الاكبر يعود الى مجموعة من الشباب، مثل كيليان مبابي، الذي لا يعد اسمه غريباً على محبي لعبة «فوتبول ماناجر» التي توقعت بروزه قبل سنوات، والبالغ 18 عاماً فقط، وهو ما يعني أنه سيقابل مدافعين مخضرمين وحارس اليوفي بوفون الذي يبلغ ضعفي عمره، عدا عن المواهب الاخرى في الوسط والدفاع مثل فابينيو وبيرناردو سيلفا، وميندي وباكايوكو وليمار الذي يشبهه كثيرون بأندريه انييستا، ولهذا السبب اعتبر أن روح الشباب وافتقاد الرهبة ستقودهم الى التفوق على فقدان الخبرة، وهو ما يقودني الى قناعة أن المسابقة هذا الموسم ستحتفل بعريس جديد.
القدس العربي 2017-04-23
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews