Date : 23,04,2024, Time : 10:17:22 PM
2100 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 26 رجب 1438هـ - 23 ابريل 2017م 12:45 ص

سباق إلى الجنوب بين الحريري و «حزب الله»

سباق إلى الجنوب بين الحريري و «حزب الله»
الياس حرفوش

الرسالة التي أراد «حزب الله» توجيهها من خلال الجولة التي نظمها لوفد إعلامي إلى حدود لبنان الجنوبية هي رسالة إلى الحكومة اللبنانية ورئيسها، كما إلى رئيس الجمهورية وسائر المسؤولين في الدولة، قبل أن تكون رسالة إلى اسرائيل أو إلى إدارة دونالد ترامب. وفحوى هذه الرسالة: نحن هنا. ونحن وحدنا قادرون على حماية لبنان. قرار الحرب والسلم عند هذه الحدود في يدنا.

لذلك بدت الجولة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري برفقة وزير الدفاع وقائد الجيش إلى الحدود، مصطحبين وفداً إعلامياً الى المناطق ذاتها التي جال فيها وفد «حزب الله»، وكأنها سباق مع الحزب على «ملكية» الجنوب وعلى حق السيادة عليه، والحق في اتخاذ القرار في ما يتعلق بحالة الحرب والسلم هناك. إذ فيما أكد الحريري أن هدف الحكومة اللبنانية هو تثبيت وقف دائم لإطلاق النار مع إسرائيل، بمعنى إنهاء الحالة الموقتة القائمة حالياً، فإن «حزب الله» يعتبر الجنوب ورقة في يده، يستخدمها ضمن «عدة الشغل» في السياسة اللبنانية لتبرير موقعه المتميز، الذي يفوق موقع أي حزب آخر، سواء في الطائفة الشيعية أو حيال الأحزاب والطوائف الأخرى.

بهذا المعنى لم يكن هناك جديد في الرسالة التي أراد «حزب الله» توجيهها من خلال الجولة الحدودية، فالكل في لبنان يعرف أن الوضع في المنطقة الحدودية ممسوك، سلماً أو حرباً، نتيجة حسابات للحزب لا علاقة لها دائماً بالحسابات اللبنانية أو بالقرار السيادي اللبناني. لذلك يصح التساؤل: لماذا استفزّت جولة الحزب الجنوبية الرئيس الحريري ودفعته إلى تنظيم جولة مقابلة بدت كرد فعل؟ فالوضع الاستثنائي للحزب في المنطقة الحدودية، الذي سمح له بالتصرف بحرية كاملة وبإدخال عناصره الذين كان بعضهم مسلحاً، مع الوفد الإعلامي، تحت عيون الجيش اللبناني، وعبر حواجزه، هو وضع معروف، والجديد الوحيد أن الكاميرات كشفته الآن، فيما هو بعيد عادة عن سمع المسؤولين ونظرهم. «حزب الله» يتصرف فعلياً في أرض الجنوب وكأنها أرضه، له وحده حق حمايتها، في ظل ما يزعمه عن عجز الجيش اللبناني عن الدفاع وحيداً عن لبنان، في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي.

ومن الغرائب التي يندر أن تجد مثيلاً لها في بلد آخر غير لبنان، أنه في الوقت الذي يؤكد رئيس حكومته أن «الجيش وحده هو المكلف حماية الحدود والذي يدافع عنا بصفته القوة الشرعية التي لا قوة فوق سلطتها»، تسمع رئيس الجمهورية، الذي يُعتبر بحسب الدستور القائد الأعلى للقوات المسلحة، يلتمس الأعذار لـ «حزب الله» ولوجوده المسلح في المنطقة الحدودية، بشكل يخالف نص القرار الدولي رقم 1701 الذي أنهى الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006. فالرئيس ميشال عون كان واضحاً في إشادته بدور «حزب الله»، عندما اعتبر في حديث صحافي أخير أنه «طالما أن الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة إسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود هذا السلاح (سلاح «حزب الله») لأنه مكمل لعمل الجيش ولا يتعارض معه، بدليل عدم وجود مقاومة مسلحة في الحياة الداخلية». وأضاف الرئيس: «إن حزب الله هو سكان الجنوب وأهل الأرض الذين يدافعون عن أنفسهم عندما تهددهم أو تحاول إسرائيل اجتياحهم، فهم ليسوا بالجيش المستورد»، في اعتراف واضح بحق الحزب في الدفاع عن «أرضه»، مع تشكيك ضمني في قدرة الجيش على القيام بهذه المهمة.

أمام خلاف من هذا النوع بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومته بشأن الدور المطلوب من الجيش في الجنوب، ووظيفة «حزب الله» في المنطقة نفسها، من هو على حق؟ وكيف يتصرف الجيش أمام خلاف كهذا بين أكبر مسؤولَين في الدولة، ليس فقط حيال مهماته الأمنية، بل قبل ذلك حيال العلاقة الميدانية مع «حزب الله» في المنطقة الحدودية؟

إذا كانت جولة الحريري في الجنوب تؤكد شيئاً، فهو أن التعايش مع التناقضات داخل الحكومة وفي السياسة اللبنانية عموماً، هو تعايش هشّ وقابل للانفجار في أي وقت. وعندما يؤكد الحريري أن هذا الخلاف الأساسي مع «حزب الله» حول دور الجيش والمسؤولية عن السياسة الدفاعية، لا يجب أن يأخذ الحكومة «إلى مكان آخر»، فإن هذا يؤكد مجدداً الشعور السائد بالقوة الفائضة لـ «حزب الله» وبالحرص على التعايش معها، لأن البديل هو الانفجار نتيجة قدرة الحزب على ذلك، إذا سارت الأمور على الأرض إلى غير ما يرغب.

الحياة  2017-04-23




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد