حزب الله في ضائقة
جي بي سي نيوز :- إذا كانت هناك حاجة للدليل ـ وهذا ليس ضروريا حقا لمن يعرف ـ على أن حزب الله في ضائقة، فهو يوجد في الجولة الصحافية التي نظمها التنظيم الشيعي اللبناني أمس على طول الحدود الإسرائيلية. فقد كانت هذه جولة كلها علاقات عامة، لاظهار أن التنظيم لم يهجر التزامه بالصراع ضد إسرائيل. واكثر مما كانت تستهدف التهديد أو الاشارة لإسرائيل، كانت تستهدف الاغراض اللبنانية الداخلية. وليس صدفة ان دعي إلى الجولة صحافيون لبنانيون.
لقد رأوا كل ما يمكن ان يراه كل واحد يصل إلى مقربة من الحدود: استحكامات إسرائيلية بلاقطاتها، بناء عوائق ودوريات للجيش الإسرائيلي على طول السياج الفاصل.
يعيش حزب الله في ضائقة بسبب الحرب الاهلية في سوريا، حيث يشكل لحم المدافع لإيران من اجل بقاء نظام بشار الاسد. نحو ثمانية الاف من رجاله ـ نحو ثلث قوة التنظيم ـ يقاتلون في ميادين التقتيل في سوريا. وفي اثناء المعارك قتل نحو 1.800 من مقاتليه، الكثيرون منهم من الوحدات المختارة ومن قادته الكبار، ونحو ستة الاف اصيبوا بجراح. هذا ثمن باهظ لكل قوة مقاتلة، وبالتأكيد لجيش حزب الله.
تجبي الحرب ثمنا دمويا بكل معنى الكلمة. بسببها يعيش أزمة اقتصادية، معنوية وسياسية. الكثيرون في الطائفة الشيعية في لبنان يسألون سؤالا ملحا ـ لماذا يقتل افضل ابنائنا من أجل دولة اخرى
يؤدي حزب الله اليوم مهامه دون قائد أعلى. فقائداه الاعلى توفيا في العقد الاخير. وحسب منشورات اجنبية، فقد صفي عماد مغنية الكاريزماتي في 2008 في حملة استخبارية مشتركة للموساد والسي.اي.ايه. اما بديله وصهره مصطفى بدر الدين فقد صفاه مساعدوه قبل نحو سنة، في دمشق ايضا. في الحالتين حصل هذا بعد أن خرجا من لقاء مع رئيسهما الاكبر، قائد قوة القدس الإيرانية، الجنرال قاسم سليماني. من ناحية إيران، كان بدر الدين مستقلا اكثر مما ينبغي وكذلك لانه سأل اسئلة زائدة. وبالاساس، هل مشاركة حزب الله في سوريا ضرورية وباي حجم.
ومع ذلك، محظور التجاهل ان حزب الله يكتسب خبرة قتالية جمة في الحرب في سوريا، سيحاول استغلالها، إذا ما وعندما سيتطلب منه الامر التصدي لإسرائيل. ولكن بقدر ما يمكن التقدير، فان احتمال المواجهة ليس كبيرا. هذا قاله، أمس ايضا، نائب حسن نصرالله، نعيم قاسم، الذي أكد ان ليس لتنظيمه نية الشروع في حرب مع إسرائيل.
لا توجد لإسرائيل ايضا نوايا هجومية. فهي معنية بالحفاظ على الهدوء، وعن حق. ولكن بالتوازي تخطط ايضا لكل سيناريو محتمل وتستعد بناء على ذلك: تحصن الحدود والبلدات، هذا ما رآه الصحافيون في جولة أمس، وتحسن قدراتها الهجومية. اما تفوق إسرائيل فهو في كل مجال، وبالاساس في المجال الاستخباري. يعرف حزب الله عن إسرائيل، وبالاساس من الاستعلامات الظاهرة ومن مصادر علنية: ما يرونه على طول الحدود وما يستخلصه من المقالات من وسائل الإعلام الإسرائيلية. اما الاستخبارات الإسرائيلية فتعرف أكثر بكثير عما يجري حقا في التنظيم الإرهابي.
معاريف 2017-04-22
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews