ميشال عون ... الرئيس القوي !
جي بي سي نيوز :- لا يمكن النظر الى الرئيس ميشال عون من دون الاعتراف بقوته في اللعب على التناقضات وملامسته الدائمة حدود الهاوية من دون ان يقع فيها شخصيا وان كان اوقع البلاد مرارا في ازمات وربما نكبات. لكن عناده وثباته وقوته الشعبية لا يمكن نكرانها او تجاوزها. وهذا الامر اثبته مساء الاربعاء بلجوئه الى المادة 59 من الدستور التي تعطيه صلاحية تأجيل اجتماع مجلس النواب شهرا كاملا، وهذه الصلاحية لم يستعملها رئيس قبله قط منذ زمن الاستقلال. لم يعتبر عون ان قراره تحد للاخرين بقدر ما هو استعمال لصلاحياته المنصوص عليها في الدستور، وهو ما دفع الرئيس نبيه بري الى بيان استيعابي سريع وهو القائل دوما بانه يعود الى الكتاب اي الدستور.
وبعد رسالته الى اللبنانيين التي اعلن فيها تأجيل اجتماع المجلس شهراً، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالخبر والتعليقات التي اعتبرت ان عون هو الرئيس القوي، وان اسلافه ربما لم يعلموا بوجود تلك المادة في الدستور، وانهم خافوا من استعمالها، وانهم بصموا على التمديد، ولم يجرؤوا على الرفض او المواجهة. واشارت التعليقات الى ان الرئاسة استعادت هيبتها، وان ما بعد 31 تشرين يختلف عما قبله. وجبه تعليق الاعلامي سالم زهران بكثير من الانتقادات العونية رغم انتمائه الى الخط السياسي الحليف للتيار الوطني الحر، لكنه قال ان كل شيء كان معداً سلفاً، والجميع اتفق على هذا الاخراج المسرحي، ما دفع "العونيين" الى مهاجمته ورفض كلامه عن مسرحية لان الرئيس عون لا يستغل ناسه بهذه الطريقة وهو لجأ الى الخطوة الدستورية بعدما اقفلت كل ابواب التفاوض للوصول الى قانون جديد للانتخاب.
حتى القواتيين، الذين جهد البعض في الايام والاسابيع الاخيرة الى دق اسفين في ما بينهم وبين العونيين، تلقوا الخطوة بترحيب وحيوا الرئيس عون على جرأته في الدفاع عن حقوق المسيحيين. وايدت تعليقاتهم مواقف عون في ما اعتبروه مواجهة الهيمنة على القرار المسيحي خصوصا من الثنائي الشيعي.
لكن التعليقات لم تنته عند هذا الحد، اذ ادت الى ردود وردود متبادلة عندما توجهت بالاهانة الى رؤساء سابقين للجمهورية واتهمتهم بالتخاذل والضعف والجبن، ما ولد احتداما في الحوارات بلغ الاسفاف في بعض الاماكن، خصوصا بتناولها الرئيس ميشال سليمان، لكن البعض عمل على ازالة تلك التعليقات لاحقا.
في المقابل كان الشارع الاخر مضبوطا بعض الشيء فلم تصدر تعليقات نافرة من الناشطين باستثناء قلة لم تجد كثيرا تستند اليه الا ان الحل ليس حلا انما يكمن في تأجيل المشكلة وكان تركيز على تقاسم الحصص، وخفت الخطاب الطائفي الذي ساد قبيل قرار الرئيس اذ برز انقسام مذهبي كبير.
النهار
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews