إيران تمهد لوجود طويل الأمد في سوريا
جي بي سي نيوز :- قالت صحيفة كريستيان ساينس مونتيور الأمريكية إن إيران، وبعد أن نجحت في دعم نظام بشار الأسد في سوريا، تمهد على ما يبدو لوجود طويل الأمد في هذا البلد الذي مزقته الحرب، وهو أمر بالتأكيد سيزعج إسرائيل الجارة، كما أنه بدأ يلفت انتباه واشنطن.
وأنفقت إيران مئات الملايين من الدولارات لدعم الاقتصاد السوري، كما أنها تشرف على مليشيات شيعية متعددة الجنسيات لتعزيز قدرات جيش الأسد المتداعي، فضلاً عن تدريب مليشيات سوريَّة على يد عناصر في المؤسسة العسكرية الإيرانية.
محللون اعتبروا أن نجاح إيران، وتوسيع نطاق وجودها في سوريا، يعد أمراً حيوياً لها ولحزب الله اللبناني، ومن ثم فإن على الولايات المتحدة أن تعمل بشكل رئيسي في سوريا إذا كانت فعلاً تريد تقويض نفوذ إيران الإقليمي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح أكثر من مرة بأن إدارته عازمة على ردع إيران، ليس في سوريا وحسب، وإنما في أي مكان آخر بالمنطقة.
تقول رنده سليم، الباحثة في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن أفضل استراتيجية لردع النفوذ الإقليمي لإيران هو إضعافها في سوريا؛ وذلك بحرمانها من الموارد التي استثمرتها من خلال نظام الأسد، مشيرة إلى أن سوريا ترسخ محور إيران وسوريا والعراق وحزب الله، وحرمان إيران من سوريا لا يعني إضعافها في لبنان من خلال حزب الله، وإنما أيضاً في المنطقة ككل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما قبل أسبوعين بموسكو، أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام في سوريا ما بقيت القوات الإيرانية هناك، مؤكداً أن إيران تسلح نفسها وقواتها ضد "إسرائيل"، ومن ضمن ذلك داخل الأراضي السورية، وهي في الواقع كسبت موطئ قدم لمواصلة الحرب على "إسرائيل".
ولا يبدو أن إيران تنوي التخلي عن سوريا، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال الجنرال محمد حسين باقري، رئيس أركان القوات الإيرانية، إن إيران يمكنها في المستقبل بناء قواعد بحرية في كل من سوريا واليمن، حيث تقدم طهران دعماً عسكرياً للمليشيات الحوثية في اليمن.
نتنياهو أشار خلال لقائه بالرئيس الروسي إلى موضوع القاعدة البحرية الإيرانية، في وقت لا تزال استجابة روسيا حول مخاوف "إسرائيل" غير واضحة، ويرى محللون أن روسيا لا يمكنها أن تمارس أي ضغط على حليفتها الإيرانية في الساحة السورية.
وعلى الرغم من أن الحلف الإيراني الروسي واللبناني في سوريا قد أصبحت لهم اليد الطولى في الصراع، فإن الحرب لم تنته بعدُ، خاصة في ظل النقص العددي الكبير الذي يعانيه جيش النظام السوري، مما يعني أنه سيبقى بحاجة إلى حلفائه.
فريدريك سي هوف، الباحث في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، قال إن إمكانية العمل مع روسيا للحد من النفوذ الإيراني في سوريا يجري بحثها، مشيراً إلى أن الروس أبلغوا أعضاء المعارضة السورية أنهم سئموا من عدم احترافية جيش الأسد والمليشيات الشيعية التي جلبتها إيران من العراق ولبنان وأفغانستان، غير أنه لا يزال من غير الواضح ما الذي ستفعله موسكو حيال ذلك.
وربما تكون المحاولات الدبلوماسية الإسرائيلية لعرقلة الوجود الإيراني في سوريا قد فاتت، حيث ذكرت صحيفة نيزافيسمايا غازيتا الروسية، الأسبوع الماضي، أن الأسد أبلغ بالفعل موسكو أن إيران ستبني قاعدة بحرية بالقرب من قاعدة حميميم الجوية التي تستخدمها روسيا حالياً.
وفي حال تأكد ذلك، فإن قاعدة بحرية إيرانية بسوريا ستمنح طهران القدرة على نقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني، كما أن ذلك قد يخلق احتكاكاً في مياه البحر المتوسط الذي تنتشر فيه زوارق البحرية الإسرائيلية والأسطول السادس الأمريكي.وكالات
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews