أميركا نرجسية وعدوى ترمب أصابتها

جي بي سي نيوز:- وصف صحفي أميركي بارز الولايات المتحدة بأنها دولة  نرجسية جُبلت على حب الذات، وأن شعبها تربى على اعتقاد أن الحياة في هذا الكوكب تتمحور حول من يعيش في أرضها التي هي "أرض الله".

وقال ديفد روثكوف الرئيس التنفيذي لمجموعة فورين بوليسي ورئيس تحرير المجلة التي تحمل اسم المؤسسة  نفسه، "حتى مع اعتقادنا الممتد عبر التاريخ بأننا الشمس التي تدور في فلكها الدول الأخرى، فإن الأمور تُركت لأكبر نرجسي في بلدنا ليرتقي بنا إلى مستوى من الولع بالنفس" يجعل الوضيع يبدو مثل قديس.

وأضاف أن دونالد ترمب ليس وحده المزهو بنفسه، بل إن معظم الرؤساء الأميركيين كانت تتملكهم حاجة  "مَرَضية" في أن ينالوا الاستحسان ويحظوا بالاهتمام.

ومضى الكاتب في انتقاداته التي طغت عليها نبرة التهكم والسخرية، إلى القول إن الزهو بالنفس صفة تصلح لممثلي السينما في هوليود ورؤساء اللجان في الكونغرس الذين يظنون أن القانون لا يُطبق عليهم.

ورأى روثكوف في مقاله أن ترمب يتسم بنزعة "أنانية متعالية" وأن "نطاق أفكاره لا يتجاوز ببوصة واحدة حدود اهتماماته الشخصية"، ولذلك فإن "المفاهيم المعيارية كالصدق أو القيم السائدة أو المصلحة الوطنية غريبة عليه تماما".

ولعل إنجازه الوحيد الملحوظ في أول شهرين من رئاسته -التي يصفها الكاتب بأنها الأسوأ على الإطلاق- هو أنه استطاع أن يجعل "علته علتنا" بإثارته نرجسية مضاعفة.

وقد جعل ترمب أميركا تبدو أقل شأنا بعد أن "جذبها إلى حقل أنانيته المغناطيسي ودوامة ثقب أسود من  بؤسه وأوهام عظمته".

وأشار إلى أن ترمب لم يعد يهتم بالقضايا الدولية كالعنف الذي تمارسه السلطة في روسيا على معارضيها وعلى جارتها أوكرانيا، والتغير المناخي والخطر الصيني، لكنه ركز اهتمامه على زيادة العمليات العسكرية في اليمن والعراق وسوريا.

وكلما عرف الأميركيون أكثر عن تصرفات أصدقاء ترمب وعائلته ووزرائه فيما يتعلق بروابطهم مع موسكو، بدا أن الولايات المتحدة على شفا أزمة دستورية قد تكبر أكثر من أي أزمة واجهتها البلاد منذ الحرب الأهلية.

 فورين بوليسي 2017-03-25