فتيات الليل بأمستردام يتعلمن الطبخ
جي بي سي نيوز:- توس هيمسكيرك شيب (مديرة مؤسسة "Not For Sale"): عندما بدأت عام 1995، لم تكن الدعارة مشرّعة. في ذلك الوقت، كان ما يحصل مدهشاً. على سبيل المثال، تلك المنطقة كانت مليئة بالفتيات النيجيريات.
فتيات أتين من هذه الدولة، وخضعن تحت ضغوطات ديون بلغت 40 ألف دولار، كان عليهن إرجاعها إلى المتاجرين بهن. وبعد كشف الستار عن هذا، حصلنا فجأة على مجموعة كبيرة من الفتيات من أوروبا الشرقية في هولندا.
توس هيمسكيرك شيب: كان تواجدي في هذه المنطقة والحديث مع الفتيات، هو ما دفعني للبدء بالتعرف على حالاتهن. الشارع الموجود خلفي كان شارعاً تعمل فيه الفتيات المجريات فقط. وعندها تواصلت الفتيات معي، أخبرنني بأنه تم الاتجار بهن أو تعرضن للاستغلال.
توس هيمسكيرك شيب: عندما أخرجت الشرطة هؤلاء الفتيات وأخذتهن إلى ملجأ، بعدها فكرت، هنّ الآن في ملجأ آمن، ماذا بعد ذلك؟ كيف ستتمكن هؤلاء الفتيات من بناء مستقبل؟ والبدء بحياة جديدة الآن؟ وتعلم حرفة ما؟
شعرت توس بالإحباط وأرادت فعل المزيد، فاستقالت من عملها للتعاون مع مؤسسة "Not For Sale" أو “لسن للبيع”. اكتشف أعضاء الفريق اتجاهاً جديداً من مطاعم الفطور المتأخر (Brunch) في أمستردام، لتخطر لهم فكرة افتتاح مطعم يعود عليهم بالفائدة، حيث تتدرب فيه الناجيات من الاتجار بالبشر لتحصلن على مؤهل مهني وتعملن إلى جانب المحترفين.
بعد أربع سنوات من التخطيط، افتُتح مطعم “ديغنيتا” عام 2015. المؤسسة تجمع التبرعات مع المدخول الناتج عن بيع كل طبق. بشعار بسيط، “افعل خيراً، وتناول الطعام الجيد”.
إلى اليوم، انضمت 162 متدربة إلى البرنامج. وترحل المتخرجات بأكثر من مجرد شهادة. بالنسبة لإحدى الشابات التي تمت المتاجرة بها من شمال أفريقيا، وفّر التدريب لها صداقات جديدة، وأشعل شرارة لموهبتها. الألم الذي ألحقه الاستغلال بها مازال موجوداً، لكنها متفانية وعازمة على أن تصبح طاهية. وهي تقول، إن المطعم قد أنقذ حياتها.
متدربة: عندما انتقلت إلى الملجأ الحكومي، كان الوضع صعباً… كنت أريد قتل نفسي طوال الوقت. لم أملك طاقة بجسمي. بينما كنت هناك، سُئلت ما إن كنت أريد الذهاب للتدريب. لم أعرف ما هي مؤسسة "Not For Sale" ، لكن فكرت في الأمر وقلت لنفسي، سأجرب الأمر ليوم وأرى ما سيحدث. كنت سعيدة هناك، وذهبت مرة أخرى. دائماً ما أكون سعيدة عندما أطبخ. شعرت وكأنني زهرة من دون ماء. لكن عندما بدأت التدريب، حصلت على الطاقة مجدداً.
تأمل توس أن يُسمع نداؤها لتوفير الفرص للفتيات بعد إنقاذهن. والطموح هو نشر نموذج عمل مطعم “ديغنيتا” إلى خارج أمستردام.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews