أزمة رياضية وأخلاقية وإعلامية
جي بي سي نيوز:- التهديدات الإثيوبية ومطامع ومحاولات نقل مقر الاتحاد الأفريقى لكرة القدم من القاهرة إلى أديس أبابا.. لم تعد مجرد أزمة كروية وسياسية تعيشها مصر هذه الأيام قبل اجتماعات الاتحاد الأفريقى وانتخاباته فى مارس المقبل فى أديس أبابا.. إنما أصبحت أيضا أزمة أخلاقية وإعلامية.. فقد فوجئ خالد عبدالعزيز كوزير للرياضة بمن يذهب إليه فى مكتبه حاملا كثيرا من المطالب الجديدة والشروط.. وأن تدفع مصر المزيد من المال كل شهر أو كل سنة مع تسهيلات وإعفاءات وتنازلات جديدة.. وإلا سيضطر هؤلاء لنقل مقار اتحادات أفريقية من القاهرة إلى أى عاصمة أخرى فى أفريقيا.. ويعلم أصحاب هذه المطالب والشروط أن اتحاداتهم ليس لها الثقل السياسى والرياضى والإعلامى الذى يملكه اتحاد أفريقى لكرة القدم أو لكرة السلة.. لكنهم يعرفون أيضا أن مصر لن تقبل أو لن تتحمل خسارة أى مقار أفريقية أخرى، بعدما خسرت بالفعل مقر الاتحاد الأفريقى لكرة السلة والتهديد الإثيوبى المحاط بتعاطف حياتو وجهود وأموال هائلة أفريقية وآسيوية لنقل مقر الاتحاد الأفريقى لكرة القدم من القاهرة.
ولم يعد خالد عبدالعزيز يملك جوابا وردودا واضحة على هذه المطالب التى لا يمكن وصفها إلا بالابتزاز، خاصة أن أصحابها مصريون أيضا، لكنهم أرادوا استغلال الظروف لتحسين أوضاعهم الرياضية والانتخابية ومزيد من المكاسب المالية والترفيهية على حساب مصر وأزمتها الحالية.. ولو كنت مكان خالد عبدالعزيز لرفضت هؤلاء وشروطهم ومطالبهم وخرجت للناس وشرحت الحكاية كلها وأسماء هؤلاء الذين طلبوا وماذا يريدون ثمنا لعدم تهديد مصر.. أما الأزمة الإعلامية التى كشفت عنها محاولات نقل مقر الاتحاد الأفريقى لكرة القدم.. فهى تتمثل فى أننا قضينا كل أوقاتنا الماضية لا ننظر إلا تحت أقدامنا ولا نرى إلا فقط ما يسمح لنا الآخرون برؤيته.. لم يعد هناك إعلامى مصرى واحد منا على علاقة وثيقة وطيبة ودائما بحياتو أو إينفانتينو رئيس «فيفا» أو رئيس أى اتحاد كروى أفريقى.. لا يملك أى أحد منا الحق أو الفرصة لحوار شخصى مع أى مسؤول أفريقى ليعرف المزيد والضرورى عن حقائق الأزمة وتفاصيلها.. لا نملك كلنا إلا ما يقوله هانى أبوريدة للبعض منا أو يقوله خالد عبدالعزيز.. وبالتالى لا أحد منا يستطيع أن يزعم معرفته بالحكاية والحقيقة من أصحابها.. هى فقط محاولات واجتهادات فردية وشخصية حتى إن زعم البعض أو تخيلوا أنهم يأتون بالانفرادات ويملكون التفاصيل والأسرار.. وإذا كانت هذه هى أزمتنا الأولى كإعلاميين التى كشفتها حكاية المقر الكروى الأفريقى.. فإن أزمتنا الثانية تتلخص فى عدم إدراك معظمنا بالأزمة الأولى.. وبالتالى يبقى الوضع الحالى قائما ودائما.. وسواء انتهت حكاية المقر الكروى الأفريقى بالبقاء فى القاهرة أو الرحيل عنها.. فسنبقى نحن فى مصر نرى مصر هى أول الدنيا وآخرها أيضا.. سنبقى فى أماكننا نجهل كل ما يجرى بعيدا عن حدودنا دون أن نملك الحق فى حوار وسؤال إلا المسؤولين فى بلادنا، يصوغون وحدهم أفكارنا وأحكامنا وفق حساباتهم وهواهم.
المصري اليوم 2017-02-25
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews