الحب في ملعب كرة

جي بي سي نيوز:- ملاعب كرة القدم ليست فقط ساحات استعراض للمواهب والقوة والقدرة والتخطيط والمواجهة.. إنما هى أيضا ساحات للحب.. وقد تكون فيها حكايات الحب أحيانا أكثر وأجمل من حكايات اللعب.. وفى ملاعبنا أول أمس.. كانت هناك حكاياتان تستحقان التوقف أمامهما.. الأولى كانت حكاية حب لاعبى الأهلى جميعهم لزميلهم عماد متعب.. والثانية كانت حب لاعبى المصرى لمدربهم حسام حسن.. ووفقا لكل قواعد الحب وقوانينه فإنه لا يجوز عقد أى مقارنات بين حكايات الحب.. وليس هناك حب أحلى أو أهم من حب آخر.. فلكل حكاية حب تفاصيلها وملامحها وأسرارها الخاصة.. وقد كان مشهد لاعبى الأهلى جميعهم، وهم يجرون لتهنئة عماد متعب بالهدف الذى أحرزه فى مرمى المقاولون، عنوانا لحكاية حب حقيقى لعماد متعب يتقاسمها كل زملائه فى الفريق.. كانت فرحتهم ظاهرة وصادقة وحقيقية وجميلة ومفاجئة أيضا.. فهناك فارق بين الحب والمجاملة.. بين الحب والعادة والروتين.. ولم يجر شريف إكرامى من آخر الملعب وقبله كل اللاعبين ولم يأت حسام غالى من خارج الملعب وبعده كل من كان جالسا على دكة الإحتياطى للاحتفال بعماد متعب لأن هناك قانونا يلزمهم بذلك أو لأن أحدهم أمر اللاعبين بذلك.. إنما كان سلوكا طبيعيا غير متفق عليه ولم يتوقعه أحد أيضا.. حتى حسام البدرى نفسه كانت فرحته أكبر كثيرا من فرحة مدرب يحرز فريقه هدفا يحتاج إليه ليفوز.. لكنها كانت فرحة مدرب يستعيد من جديد أحد لاعبيه الذين يحبهم.. وقاد البدرى بنفسه صباح أمس الاحتفال بعيد ميلاد عماد متعب..

الحكاية الثانية كانت حب لاعبى المصرى لمدربهم حسام حسن.. لم يتحدث أى لاعب منهم بعد الفوز على إيفيانى النيجيرى فى الدور التمهيدى للكونفيدرالية الأفريقية إلا وكان يبدأ وينهى كلامه بحسام حسن.. لم يقل أى منهم كلمة شكر بدافع الخوف أو المجاملة أو النفاق لمدير فنى.. لكنها كانت كلها شهادات اعتزاز وامتنان لمن أعطاهم الفرصة واحتضنهم وغرس تحت جلودهم الإصرار والأمل وفرحة الانتصار.. ومثلما لم يكن مرتبا احتفال لاعبى الأهلى بزميلهم حين أحرز هدفه الأول بعد طول غياب.. أيضا لم يكن هناك أى اتفاق أن يتحدث لاعبو المصرى جميعهم عن حسام حسن.. وهذه هى قيمة الحب.. غير المشروط وغير مدفوع الثمن لأنه حب لا ثمن له أو مصلحة ومكاسب ستأتى من ورائه.. فعماد متعب لا يملك أى شىء لكل من احتفلوا به بهذا الشكل الاستثنائى.. وحسام حسن لم يمسك بورقة وقلم ليكتب أسماء الذين أشادوا به وأحبوه حتى لا يشرك غيرهم فى مباريات المصرى المقبلة.. وأجمل إحساس فى العالم يملكه أى إنسان هو أن يحبه من هم حوله دون أى مقابل ودون أى اضطرار أو إجبار.. وقد يرى البعض أنه هناك ما هو أولى وأحق من الحب للحديث عنه.. لكننى أرى أننا لا نحتاج الآن إلا للحب سواء فى كل ملعب كرة أو أى مكان آخر

المصري اليوم 2017-02-21