جي بي سي نيوز:- منذ أن أطلق الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله - قبل سنوات مقولته الشهيرة: (المواطن رجل الأمن الأول) والأحداث والوقائع المسجلة تثبت ذلك؛ فكم من جريمة إرهابية وجنائية وغيرها وجد أن للمعلومات التي قدمها مواطنون أو مقيمون أيضا دورا مهما في كشفها، والتعرف على أطرافها قبل أو بعد وقوع الجريمة. وبناء على ذلك وبعيدا عن الأمن والجرائم هناك أمور كثيرة يمكن أن يكون المواطن مساعدا متطوعا للأجهزة الحكومية الخدمية في مراقبة مستوى تقديم الخدمات والالتزام بالأسعار المحددة لها. ويمكن أن يطلق على المواطن المتطوع (المراقب الأول للأسواق والخدمات).
وقد اعترف بهذا الدور الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، حينما قال في تصريح صحافي إنه بعد أن تولى وزارة التجارة اكتشف أن هناك تهريبا وغشا مخيفا في مجالي الأدوية والأغذية ، وإن تعاون المواطن له الدور الأهم في كشف هذه المخالفات. ومن هنا أقترح تنظيم برنامج تطوعي لدى عدة جهات خدمية أهمها وزارة التجارة ووزارة الصحة ووزارة البلديات وهيئة الغذاء والدواء، بحيث يسجل فيه كل مواطن أو مواطنة ترغب في التطوع لمساعدة تلك الجهات على مراقبة خدماتها، ويمكن أن يخضع المتقدمون للتطوع لمقابلات شخصية تشبه إلى حد كبير من يتقدم للوظيفة، بحيث يتم التأكد من جديتهم وصدقهم واستقامتهم، ثم يبرم مع كل منهم عقد تطوع ثم يلحق بدورة تدريبية قصيرة لمعرفة كيفية كشف المخالفات وتوثيقها والإبلاغ عنها. وسيوفر هذا البرنامج لتلك الجهات أعدادا من المراقبين القليل عددهم حاليا دون تحملها مزيدا من تكلفة الرواتب التي تشكل البند الأكبر من الإنفاق الحكومي، وتسعى الجهات القائمة على تنفيذ الرؤية الجديدة إلى تخفيضها. وسيوفر هذا البرنامج للمتقاعدين والطلاب والطالبات مجالا لإشباع رغباتهم في العمل التطوعي وأداء المسؤولية الاجتماعية في الأوقات المناسبة لظروفهم، ما يوفر لهم الرضا الداخلي عن أنفسهم وإعداد الشباب منهم خاصة لحياة عملية فيها الكثير من الشعور بالمواطنة وخدمة المجتمع بإخلاص. ويمكن أن يقدم للمتطوعين بعد إكمالهم عاما كاملا شهادة وهدية رمزية في حفل يقام على شرف أمير المنطقة التي يعمل فيها المتطوعون، على أن يكون لهذه الشهادة أفضلية عند التقدم لوظيفة في القطاعين العام والخاص، ويضاف إلى ذلك تحفيز المتطوع ماديا بنسبة من قيمة السلع والمخالفات التي يقوم بالإبلاغ عنها.
وأخيرا: هذه مجرد فكرة مبدئية قابلة للمناقشة لإيجاد برنامج وطني للعمل التطوعي في مجال مراقبة الأسواق والخدمات. أما المجالات الأخرى كالإسعاف والكوارث فإن العمل التطوعي قد بدأ فيها منذ كارثة سيول جدة، حيث رأينا الشباب والفتيات يساعدون الأسر المنكوبة في لوحة جميلة من العطاء والإحسان دون مقابل، وهو ما عرف به شباب وشابات هذا الوطن، انطلاقا من تعاليم دينهم الإسلامي، وخدمتهم للحجاج خير دليل على ذلك.
الاقتصادية 2017-02-19