كرة السلة وخسارة جديدة لمصر

جي بي سي نيوز:- كالعادة.. لا ننتبه إلا بعد فوات الأوان ولا نهتم إلا بعد اكتمال الخسارة.. فالاتحاد الأفريقى لكرة السلة قرر أن يكون مقره الرسمى ومكتبه الرئيسى فى أبيدجان عاصمة الكوت ديفوار وليست القاهرة عاصمة مصر التى كانت مقر هذا الاتحاد منذ تأسيسه عام 1961 بمبادرة وجهود مصرية وبرئاسة عبدالمنعم وهبى.. وليست المشكلة فقط خسارة القاهرة لمقر اتحاد رياضى قارى هى التى بنته وأسسته وحاربت طويلا من أجله.. إنما هى ما يعنيه هذا القرار ويشير إليه من إخفاق رياضى وسياسى.. خاصة أن القاهرة مهددة أيضا بفقدان مقر الاتحاد الأفريقى لكرة القدم الذى قد يتم نقله فى شهر مارس المقبل إلى أديس أبابا فى إثيوبيا.. أى أنه فى الوقت الذى تقر فيه مصر سياسيا واقتصاديا الالتفات من جديد إلى أفريقيا تتوالى خسائرها الرياضية فى أفريقيا.. فالحكاية ليست مقرا ومبنى واجتماعات تنفيذية وجمعيات عمومية تنعقد بين الحين والآخر.. إنما هى ثقل سياسى وإعلامى ورياضى أيضا.. وعلى من لا يصدق أو يقتنع بذلك أن يرجع إلى صفحات وأوراق التاريخ ليعرف كم الجهود والحروب التى خاضتها سويسرا من أجل استضافة كثير جدا من الاتحادات الدولية ثم من أجل المحافظة على بقائها داخل سويسرا طول الوقت.. وأظن أنه لم يعد مقبولا أن يخرج علينا أى مسؤول ليتحدث عن المؤامرات الأفريقية والدولية والكونية على مصر، وأن مصر فوجئت بهذه المؤامرة ونقل مقر الاتحاد الأفريقى لكرة السلة إلى كوت ديفوار.. فلم تكن هناك أى مفاجآت.. ولم تكن كوت ديفوار تسعى لاستضافة هذا المقر فى السر والخفاء.. كان كل ذلك واضحا ومعلنا منذ قرابة العامين..

وتوالت الجهود والرحلات واللقاءات التى أدت لهذا القرار.. وفى السابع من أبريل العام الماضى كان الاحتفال فى أبيدجان باختيار الموقع الجديد للاتحاد الأفريقى وتصميماته وتوقيع العقود بين الحكومة الإيفوارية والاتحاد الدولى لكرة السلة بحضور وزير الرياضة الإيفوارى ونائب رئيس الاتحاد الدولى ورئيس الاتحاد الأفريقى.. أى أن الحكاية اكتملت تفاصيلها من ثمانية أشهر كاملة سبقتها جهود ومحاولات لسنتين دون أن تدرى مصر أو تتحرك أو تدافع وتحارب ليبقى الاتحاد الأفريقى لكرة السلة فى القاهرة.. وهو ما يعنى أننا كلنا أخطأنا وأهملنا.. ومثلما نهاجم وزير الرياضة الآن وحكومتنا كلها على هذا الإهمال وتلك الغفلة الفاضحة والفادحة.. علينا أيضا أن نهاجم وننتقد أنفسنا كإعلام رياضى مصرى كان مغيبا ولم ينتبه أو يتابع ما يجرى وبقى جاهلا بكل شىء قبل انفجار الصراخ منذ يومين فقط.. فإذا كان الوزير مسؤولا ومخطئا هو واتحاد اللعبة.. فأنا أيضا مسؤول ومهمل ومعى زملائى.. ولست من أنصار إغلاق الصفحة ونسيان ما جرى.. إنما لابد من التوقف والتحقيق أيضا.. لابد من إدراك جماعى لكل أخطاء وخطايا وإخفاق سياستنا الرياضية الخارجية حاليا التى تحتاج لكثير جدا من المراجعة والتغيير والفهم أيضا.. فالعلاقة الرياضية بين مصر وأفريقيا تستحق أن تكون مشروعا قوميا سياسيا واقتصاديا تهتم به مصر وتحرص عليه أيضا.

المصري اليوم 2017-02-14