خسارة الجابون كروياً وسياسياً
جي بي سي نيوز:- كل الاعتذار الواجب واللائق والضرورى لمن تخيلوها مجرد مباراة أخرى فى بطولة أمم أفريقيا الحادية والثلاثين.. وأيضا لكل من توقفوا فقط أمام رابع دولة فى التاريخ الكروى الأفريقى، تستضيف بطولة الأمم وتغادر البطولة فى دورها الأول.. فالجابون أمس الأول لم تكن تواجه الكاميرون باحثة عن الفوز لتتأهل لدور الثمانية من البطولة الحالية التى تستضيفها.. إنما كانت تطمع فى الفوز من أجل أن يبقى على بونجو رئيسا للجابون، وتبقى المعارضة مجرد معارضة، ويبقى كل شىء على حاله.. فهذه البطولة كانت واحدة من المرات القليلة التى يجرى فيها استخدام كرة القدم سياسيا بمثل هذا الوضوح والمباشرة دون أى رتوش ومستحضرات تجميل.. تماما مثلما حرص الإيطالى موسولينى على إقامة نهائيات كأس العالم فى روما عام 1934 حتى تساعده اللعبة فى استعراض قوته وزعامته وتأسيس إمبراطوريته الفاشية.. ومثلما حرص جنرالات الأرجنتين على استضافة نهائيات كأس العالم عام 1982 لإسكات كل الأصوات المعارضة للحكم العسكرى.. بل إن بطولة الأمم الأفريقية نفسها أسسها الرئيس جمال عبدالناصر عام 1957 لأنه أراد استغلال كرة القدم من أجل فتح أبواب أفريقيا أمام مصر.. وهذه المرة كان عمر بونجو يريد إقامة نهائيات كأس الأمم فى بلاده بعدما تعالت الأصوات المعارضة له، ولم يعُد رئيسا مرحبا به من كثيرين فى بلاده.. ولم يتردد عمر بونجو فى إنفاق قرابة 574 مليون يورو رغم الأزمة الاقتصادية الحالية لاستضافة هذه البطولة وبناء ما يلزمها من ملاعب واحتياجات كروية أخرى غير المتطلبات المالية الأخرى، التى كان لابد من سدادها بداية من حق الاستضافة والتنظيم وحتى إقامة البطولة وبدء مبارياتها بالفعل.. وأدرك المعارضون للرئيس بونجو أن البطولة الأفريقية باتت هى ميدان حربهم مع الرئيس.. فقرر قادة المعارضة مقاطعة البطولة وعدم حضور مبارياتها أو حتى تشجيع منتخب بلادهم احتجاجا على ما يجرى..
المصري اليوم 2017-01-24
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews