Date : 23,04,2024, Time : 11:52:48 AM
3659 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 23 ربيع الثاني 1438هـ - 22 يناير 2017م 10:56 م

مع ترامب.. ضد الإسلاميين مهما كان الثمن

مع ترامب.. ضد الإسلاميين مهما كان الثمن
صلاح الدين الجورشي

جي بي سي نيوز:- ليس صحيحا القول بوجود إجماع في العالم العربي حول الخوف من توجهات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هناك جزء من النخب العربية يشعر أصحابه حاليا بسعادة عميقة بعد وصول هذا الرجل إلى البيت الأبيض. وتعود سعادتهم بالأساس إلى إصراره القوي على محاربة الإسلاميين بمختلف اتجاهاتهم ومواقعهم. لا يهم هؤلاء أن ينقل ترامب السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، وأن يقطع الطريق على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة، وأن يقايض الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج بالمال مقابل الحماية. هذه مسائل قد تعتبر عند هؤلاء تفاصيل صغيرة، أو مسائل يمكن معالجتها في مرحلة أخرى، المهم من وجهة نظرهم أن تعود السياسة الأمريكية إلى المربع الأول، وهو مربع العداء للإسلاميين ومحاربتهم بمختلف الوسائل.

قال ترامب في خطاب حفل التنصيب: "سنقود العالم ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف وسنمحيه من على وجه الأرض". وهو لا يقصد فقط داعش والقاعدة، بل جميع حركات الإسلام السياسي، حيث تتهيأ إدارته في أول خطوة لها أن تعلن عن أن حركة الإخوان المسلمين تنظيمم إرهابي. فالرئيس الأمريكي الجديد لا يؤمن بأن هناك فوارق بين التيارات الدينية الناشطة والمسيسة، ويعتقد بأنها جميعا ذات مخطط واحد، ويجب محاربتها. وهو بهذا القول يلتق مع عديد الأفراد والتنظيمات السياسية العربية الذين يؤمنون بنفس القول ، ويعتبرون أن من تطلق عليهم صفة الإسلاميين لا تشقهم خلافات حقيقية وجدية، ولا يوجد بينهم معتدل وآخر متطرف، وبالتالي يجب التعامل معهم جميعا بأسلوب واحد هو الحرب والإقصاء.

هذه الأطراف أزعجتها كثيرا التحولات التي طرأت على السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة بعد سلسلة الثورات أو الانتفاضات التي حصلت بالمنطقة. ونقصد تحديدا التحول الذي طرأ على موقف المؤسسات الأمريكية من دخول الإسلاميين المعترك السياسي المفتوح، والاستعداد للتعامل معهم في حال وصولهم إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع. وفعلا يعتبر هذا الأمر تحولا لافتا للنظر من قبل دولة عظمى كانت دائما علاقتها مع الإسلاميين تقوم على الحذر والشك والخطاب المزدوج. وقد ترسخ هذا الحذر وتحول إلى عداء بعد تجربتين قاسيتين بالنسبة للأمريكان. 

حصلت التجربة الأولى عندما نجحت الثورة الإيرانية في الإطاحة بنظام الشاه الذي كان أهم حليف استراتيجي للولايات المتحدة بعد إسرائيل في الشرق الأوسط. ولم تكتف الثورة بذلك، بل اعتدت على الدبلوماسيين الأمريكان، ووصفت سفارتهم بوكر الجواسيس، واختارت القطيعة الكاملة مع أمريكا إلى يوم الناس هذا رغم التقارب الأخير الذي حصل بين البلدين والنظامين.

أما التجربة الثانية فقد كانت أكثر قسوة، وذلك عندما انقلب طالبان على حليفهم السابق الذي دعمهم في حربهم ضد السوفيات، وبدل أن يصبحوا حلفاء دائمين ومضمونين لواشنطن، سمحوا لتنظيم القاعدة بأن يتخذ من أفغانستان منصة لضرب أمريكا في عمقها الاستراتيجي من خلال عملية 11 سبتمبر الشهيرة.

رغم ذلك كله، جاءت إدارة أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلنتون، وفتحت مجال اللعب مع الإسلاميين بطريقة مفاجئة أذهلت الجميع، بما في ذلك الإسلاميون أنفسهم.

إعلان ترامب الحرب على الإسلاميين لا يعكس تطورا طبيعيا للسياسة الأمريكية، لأنه لم يحصل تقييم جدي من قبل المؤسسات الأمريكية لما تم القيام به طيلة السنوات الست السابقة. وإنما يعكس ذلك رغبة مجموعة نافذة تعتقد بأن القطع مع الإسلاميين يمكن أن يشكل ورقة تخدم في هذه المرحلة توجهات الرئيس الجديد، وتساعده بالخصوص على وضع جزء هام من أنظمة الحكم إلى جانب جزء من نخب العالم العربي وكذلك العالم الإسلامي في صفه لتنفيذ أجندته الجديدة. فهل تأييد هذه النخب لمثل هذا التوجه سيكون في مصلحة المنطقة؟

هنا تجدر الإشارة إلى أن عموم الإسلاميين نادرا ما كانت لديهم رؤى استراتيجية بعيدة المدى، يتمسكون بها ويضعون لها الخطط والسياسات والوسائل المناسبة، ويصبرون على تنفيذها بقطع النظر عن حجم الصعوبات وما يحصل من متغيرات ظرفية. لقد كانت ردودهم في الغالب ولا تزال ظرفية وعاطفية، ويختلط فيها الأيديولوجي بالسياسي، وهو ما جعل تاريخ الكثير من حركاتهم وجماعاتهم يتخذ مسارا دائريا يمكن وصفه بتاريخ الأزمات المستمرة والمتجددة. وفي لحظات الخروج من النفق ورفع الرأس فوق الماء تهمين عليهم روح انتصارية عالية جدا تفقدهم التوازن، فتغيب عنهم الاحتمالات الأكثر سوء، ويفقدون القدرة على استشراف المستقبل، فتتكاثر أخطاؤهم وسرعان ما يجدون أنفسهم محشورين من جديد داخل ذلك النفق الطويل. وتلك هي اللحظة المناسبة التي ينتظرها خصومهم بفارغ الصبر للإجهاز عليهم من جديد، وإبعادهم عن ساحة الفعل. وهو ما حصل في مصر وفي غيرها من الساحات.

هكذا تبدو الصورة الآن، مرحلة صعبة جديدة سيمر بها عموم الإسلاميين في المنطقة، وسعي متجدد من سياسيين ومثقفين عرب نحو الاقتراب من إدارة ترامب لتشجعها على المضي قدما في محاربة هؤلاء، ولن يتهاونوا في تقديم النصائح والدعم المختلف لعلهم يتمكنون من سحب الغطاء الأمريكي من فوق الإسلاميين ويستأثرون هم به. وكما قال ذلك الرجل العظيم مهاتما غاندي: "كثيرون حول السلطة، قليلون حول الوطن".

(عربي21 22/1/2017)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد