الرئيس اللبناني يطلق "صرخة" للدول الكبرى: جدوا حلولاً عادلة لمشاكل المنطقة
جي بي سي نيوز:- وجه الرئيس اللبناني، ميشال عون، "صرخة" إلى الدول الكبرى والمؤسسات الدولية، من أجل "العمل على إنقاذ العالم من الإرهاب، من خلال حلول لمشاكل المنطقة، تقوم على العدالة لا على القوة".
جاء ذلك في خطاب ألقاه عون، اليوم الثلاثاء، خلال استقباله ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في لبنان، بالقصر الجمهوري في بعبدا، شرقي بيروت.
وطالب الرئيس اللبناني، المجتمع الدولي بـ"الاعتراف بخصوصية لبنان، ورفض أي فكرة لإدماج اللاجئين والنازحين السوريين والفلسطينيين فيه".
وتابع عون مخاطباً الدبلوماسيين "أدعو دولكم لمؤازرة جهودنا من أجل التوصل إلى الحل الوحيد المستدام لأزمة النازحين السوريين في بلدنا، ألا وهو عودتهم الآمنة إلى بلدهم". وشدد أن "لبنان يرحب بكل مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى حل سلمي سياسي للأزمة في سوريا".
وأوضح الرئيس اللبناني أن "السياسات الدولية هي التي أوصلت الوضع في منطقة الشرق الأوسط إلى ما هو عليه، ولذلك فإن إطفاء الحرائق أصبح حاجة عملية ومصلحة في آن، لأن النيران بدأت تحرق أصابع من صنعها (لم يذكر جهة معينة)". وأكد أن "لبنان قدّم ما يفوق طاقته في مجال مد يد العون إلى أشقائه، من سوريين وفلسطينيين، فنحن ننوء تحت وطأة استضافة ما يوازي نصف عدد سكاننا (...) وما من بلد في العالم يمكنه تحمل زيادة 50% من السكان".
يذكر أن لبنان يستضيف على أراضيه حوالي مليون ونصف المليون نازح سوري، ونحو 490 ألف لاجئ فلسطيني.
ويقدّر عدد سكان لبنان بحوالي 4 مليون و500 ألف نسمة، بحسب إحصائيات غير رسمية.
ولفت إلى أن "هذا الوضع جعلنا غير قادرين على استنهاض اقتصادنا كما نرجو، لا سيما أن ربع شباب لبنان بات عاطلاً عن العمل".
وناشد عون "الدول أن تتحمل مسؤولياتها كاملة، وأن تتحرك دون إبطاء، حفاظاً على مصالحها ومصالح شعوبها، لأن تداعيات موجات النزوح الكثيف غير المسبوقة في تاريخنا المعاصر تهدد وجود جميع الأوطان واستقرارها". وتساءل "هل استطاعت منظمة الأمم المتحدة أن تحترم ما التزمت به وتأسست لأجله ؟".
وأشار إلى أن "فلسطين قسِّمت بقرار دولي من الأمم المتحدة يحمل الرقم 181، إلى قسمين، قسم لليهود وآخر للعرب، ولكن الإسرائيليين لم يكتفوا بذلك، بل طمعوا بالجزء العربي أيضا، فطردوا الفلسطينيين منه بعد تطهير عرقي، وثقها الكاتب الإسرائيلي أيلان بابيه Ilan Pappé في كتابه، حرب التطهير العرقي". وأضاف عون أن "القرار الأول للأمم المتحدة بشأن فلسطين أشعل حرباً، فيما القرارات الأخرى لم تنفذ (...) فماذا فعلت المؤسسات الدولية حيال ذلك؟ لماذا لا تتخذ قراراً يلزم إسرائيل بإعادة الأرض المتفق عليها للفلسطينيين والاعتراف بهويتهم؟ ولماذا لا يزال الإسرائيليون يسلبون أرض الفلسطينيين حتى اليوم؟ ولماذا يهدمون منازلهم ويحرقون بساتينهم، ويستملكون أرضهم ليبنوا المستوطنات؟".
ولفت إلى أن "إسرائيل اليوم تستغل انشغال العالم بأزمات المنطقة وفشل جهود السلام، من أجل التمادي في سلب حقوق الفلسطينيين والاستمرار في التعدي على سيادة جيرانها، وفرض أمر واقع لا يمكن العودة عنه في المستقبل".
وحول الأوضاع في بعض الدول العربية، قال عون "بدأ مشروع ما سمي بالفوضى الخلاقة في منطقتنا، فاشتعلت الحروب الداخلية في الدول العربية، وسمي ذلك بالربيع العربي (...) فماذا شهدنا من ذلك الربيع؟".
وتابع "هل الربيع يكون بإلغاء معالم الحضارات القديمة التي أسست لحضاراتنا اليوم؟ هل يكون بتهديم الكنائس والمساجد ودور العبادة، وتحطيم الآثار؟ هل يكون بذبح الأبرياء وتدمير المدن؟ (...) هذا يا سادة جحيم العرب وليس ربيعهم".
وختم عون قائلاً "نرسل صرخة إلى العالم، إلى الدول الكبرى، إلى الأمم المتحدة، إلى كل المؤسسات الدولية: إن المسار الصحيح يرسم عبر إرادة دولية راغبة حقاً بإنقاذ العالم من الإرهاب وإرساء السلام؛ فإذا أردتم السلام عليكم أن تجدوا حلولاً لمشاكل المنطقة، لا تقوم على القوة بل على العدالة التي ترفع الظلم وتعطي الحقوق لأصحابها".
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews